الإمارات تطلق أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم

«شمس 1» تزود 20 ألف منزل وتحد من الانبعاثات الكربونية

لقطة للمشروع بعد افتتاحه أمس (رويترز)
TT

أعلنت الإمارات العربية المتحدة أمس عن إطلاقها أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة العاملة على مستوى العالم، والتي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وذلك على مساحة تعادل 300 ملعب لكرة القدم، باستخدام 258 ألف مرآة. ومن المقرر أن تسهم محطة «شمس 1» في إنتاج 100 ميغاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة بما يكفي لإمداد 20 ألف منزل في الإمارات، والحد من الانبعاثات الكربونية بما يقارب 175 ألف طن سنويا، أي ما يعادل زراعة مليون ونصف المليون شجرة أو إزالة 15 ألف سيارة من الطرقات.

وأكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الذي حضر إطلاق المشروع أن «شمس 1» للطاقة الشمسية المركزة يمثل إنجازا بارزا ضمن رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى تنويع اقتصادها ومواردها من الطاقة، مؤكدا حرص بلاده والتزامها بالحفاظ على مكانتها المتميزة باعتبارها مزودا رئيسيا للطاقة. قائلا إن «امتلاكنا القدرة على إنتاج الطاقة المتجددة محليا يسهم في إطالة أمد مواردنا الثمينة من النفط والغاز فضلا عن دعم نمو قطاع جديد يتمتع بآفاق واعدة». بدوره اعتبر سلطان أحمد الجابر وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، أن تدشين محطة «شمس 1» أكبر محطة عاملة في العالم لتوليد الكهرباء باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة، والأولى من نوعها في الشرق الأوسط، يسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة بناءة للاستقرار والتنمية»، مضيفا: «المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي أصبحت مركزا لإنتاج الطاقة المتجددة، وفي المستقبل ستضيف الطاقة النووية السلمية إلى محفظتها». ولفت الجابر إلى أن ما يزيد على 66 شركة إماراتية ساهمت بعقود مباشرة في مراحل الإنشاء لتكتسب بذلك خبرات عملية في مجالات التكنولوجيا المتطورة ولضمان استقرار الإمدادات، قائلا: «قمنا بتزويد المحطة بتقنيات تتيح توليد الكهرباء على مدار الساعة مهما كانت عوامل الطقس».

وصممت محطة «شمس 1» من قبل شركة «شمس للطاقة» المشروع المشترك بين «مصدر» (60 في المائة) و«توتال» (20 في المائة) و«أبينجوا سولار» (20 في المائة)، ومع تدشين هذه المحطة ترتفع مساهمة مشاريع «مصدر» في إجمالي القدرة الإنتاجية لمشاريع الطاقة المتجددة بمنطقة الخليج إلى نحو 68 في المائة، وإلى نحو 10 في المائة في إجمالي القدرة الإنتاجية المركبة لمحطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم.

وأكد سلطان الجابر أن أبوظبي تستثمر في بناء وتطوير قطاع جديد للطاقة، قائلا: «نسعى من خلال شركة (مصدر) إلى إعادة صياغة الدور الذي ستلعبه الإمارات في تزويد العالم بإمدادات الطاقة من خلال تطوير مزيج متنوع من مصادر الطاقة يشمل إلى جانب مواردنا الثمينة من النفط والغاز مشاريع الطاقة المتجددة المجدية تجاريا، بما يتيح للأجيال القادمة الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها البلاد».

بدوره قال كريستوف دو مارغري الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» الفرنسية: «إن (شمس 1) هي ثمرة جهود استمرت ثلاث سنوات وأسفرت عن نجاح بناء أضخم مشروع للطاقة المتجددة وأكثرها ابتكارا في منطقة الشرق الأوسط».

وستسهم هذه المحطة في الحد من الانبعاثات الكربونية بما يقارب 175 ألف طن سنويا، أي ما يعادل زراعة مليون ونصف المليون شجرة، أو إزالة 15 ألف سيارة من الطرقات، وتغطي محطة «شمس 1» مساحة 2.5 كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو 300 ملعب لكرة القدم، وتم ربطها مع الشبكة الوطنية للكهرباء، وتستخدم المحطة أحدث تقنيات الطاقة الشمسية عبر أكثر من 258 ألف مرآة مثبتة على 768 مجمعا من عاكسات القطع المكافئ لتوليد طاقة كهربائية نظيفة ومتجددة. ومن خلال أشعة الشمس المركزة التي تمر من خلال المرايا إلى أنابيب مملوءة بزيت من نوع خاص ذي قابلية توصيل حراري عالية ستعمل المحطة على إنتاج البخار الذي يقوم بدوره بإدارة «توربين» بخاري خاص لتوليد الطاقة الكهربائية، كما تحتوي المحطة على نظام تسخين مساعد لتسخين البخار أثناء دخوله إلى التوربين، مما يسهم في تعزيز كفاءة دورته بشكل كبير وتضم نظام تبريد جافا يسهم بصورة كبيرة في الحد من حجم استهلاك المياه، وهي ميزة مهمة وخاصة وسط الصحراء.