رئيس «آيس» للتأمين: سوق السعودية ليست بمنأى عن «حرب الأسعار»

أكد لـ «الشرق الأوسط» أن دول الخليج تستطيع أن تطبق وثيقة تأمين موحدة

جانب من المؤتمر الصحافي المنعقد لشركة «آيس» أمس (تصوير: خالد المصري)
TT

سوق التأمين السعودية ليست بمنأى عن عمليات «حرب الأسعار»، هذا ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة «آيس القابضة»، نجيب بحوث، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الرياض، بمناسبة الذكرى السنوية الستين لتأسيس الشركة.

وأوضح بحوث، خلال رده على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» (البنك المركزي)، لا تقف حجر عثرة أمام ابتكارات شركات التأمين العاملة في السوق المحلية، وقال: «المجال مفتوح للابتكار، ولكن ما يمنع الشركات من العمل على هذه الخطوة هو انحصار أكثر من 75% من سوق التأمين السعودية في التأمين الصحي، والتأمين على المركبات».

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «آيس القابضة»، أن 53% من سوق التأمين السعودية ينحصر في محفظة «التأمين الصحي»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ما نسبته 23% من سوق التأمين السعودية يتجه إلى محفظة «التأمين على المركبات».

وأوضح بحوث خلال حديثه أن دول الخليج تستطيع أن تطبق وثيقة تأمين موحدة، وقال: «ليس هنالك ما يمنع دول الخليج العربي من إطلاق نظام تأمين موحد، يمكن العمل به كوثيقة بين الشركات العاملة في المنطقة، وهو أمر إيجابي إذا تم تحقيقه».

ولفت بحوث خلال المؤتمر الصحافي، إلى أن سوق التأمين السعودية تشهد منافسات قوية، مشيرا إلى أنه كلما ارتفع عدد الشركات، ارتفعت حدة المنافسة، وقال: «المنافسة قوية جدا في السوق السعودية، وهذا الأمر يعود إلى طبيعة هذه السوق، وارتفاع عدد الشركات العاملة فيها».

وطالب بحوث خلال رده على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط»، الجامعات السعودية بضرورة إيجاد أقسام متخصصة لقطاع التأمين، وقال: «لو أن هنالك أقساما متخصصة تعنى بقطاع التأمين في الجامعات السعودية، لاستطاعت الشركات العاملة في السوق سد فجوة نقص الأيدي العاملة، من خلال أياد سعودية تمتلك الخبرة والدراية في قطاع التأمين بشكل خاص».

من جهة أخرى، قامت مجموعة «آيس» التي تضم شركة «آيس» لوساطة التأمين وإعادة التأمين، و«آيس» لاستشارات التأمين، بالإعلان عن هوية تجارية جديدة لتضيف طابعا عصريا على الشركة التي تعتبر أقدم شركات التأمين في المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة «آيس القابضة» نجيب بحوث: «نسعى في (آيس) إلى التميز في كل ما نفعله، خصوصا أن قطاع التأمين اليوم يختلف كثيرا عما كان عليه في السابق على الصعيدين العالمي والمحلي، ونسعى إلى أن نواكب التطورات بنجاح، وهو الأمر الذي تم تحقيقه».

يشار إلى أن «آيس» تمتلك عددا من المكاتب في دول مختلفة من المنطقة مثل السعودية، والبحرين، وعمان، والإمارات العربية المتحدة، ولبنان، واليونان، بالإضافة إلى أكثر من 130 مكتبا في 33 دولة، من خلال الاتفاقيات والشراكات التي تمتلكها «آيس» مع شركات عالمية.

بينما كانت قد كشفت تقارير صادرة عن هيئة التصنيف الائتماني (AM Best) عن استمرار سوق التأمين وإعادة التأمين التكافلي والتعاوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتقديم فرص النمو، رغم التباطؤ العالمي في الأسواق المالية، وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة، مما يهدد بتثبيط الفرص بالنسبة لبعض الشركات.

وأشار التقرير إلى أن السوق السعودية تأتي في المرتبة الثانية على منطقة الشرق الأوسط، بعد سوق التأمين الإماراتية من ناحية حجم أقساط التأمين، الذي اقترب من مستوى خمسة مليارات دولار في عام 2011. كما توقع التقرير أن تحافظ السوق السعودية على موقعها من بين الأسواق الرئيسة في المنطقة على المدى المتوسط، ونوه التقرير إلى أن تطوير الأنظمة التشريعية، إضافة إلى تطبيق التأمينات الإلزامية كان له أثر في نمو السوق السعودية.

وبين التقرير أن أسواق التأمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت قيمة نمو كبيرة في السنوات الأخيرة، في حين تباطأت وتيرة النمو في العامين الأخيرين 2011 و2012. ذلك لتوقع معظم الأسواق أن تحقق زيادات في مجموع إجمالي أقساط التأمين المكتوبة بأقل من 5% لهذا العام، بينما كانت التحركات في إجمالي أقساط التأمين المكتوبة «جي بي دبليو» أكثر وضوحا في البلدان المتأثرة بالربيع العربي، حيث انخفض النمو أو ركد في عام 2011، مع ظروف تجارية صعبة في عام 2012.