أبدى مدير إدارة حوكمة الشركات بهيئة السوق المالية السعودية أحمد بن عبد الله آل الشيخ تخوفه من أن تواجه الشركات العائلية في البلاد أزمة جديدة خلال العقدين المقبلين، وذلك عندما يتسلم الجيل الثالث زمام الأمور، مشيرا إلى أن نسبة الشركات العائلية التي تدار من قبل الجيل الثالث لعائلة المؤسسين والملاك لا تتجاوز 15 في المائة من حجم السوق الحالي، منوها في الوقت ذاته إلى ضرورة تعزيز ثقافة الحوكمة لنجاح الشركات العائلية مما يدفع إلى رفد الاقتصاد المحلي بموارد مالية جديدة، إضافة إلى إسهامها في توظيف الأيدي السعودية بنسبة أكبر.
واستعرض آل الشيخ خلال محاضرة نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة ضمن فعاليات المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية، الفوائد التي يمكن أن تجنيها الشركات من تطبيق الحوكمة وأثر ذلك في تطوير اقتصادات البلاد، مشيرا إلى أن هيئة سوق المال السعودية تهدف إلى تعزيز توجهات الشركات المحلية نحو تطبيق الحوكمة منذ صدور نظام السوق المالية في عام 2003.
وبين مدير إدارة حوكمة الشركات بهيئة السوق المالية السعودية أن 80 في المائة من قطاعات الأعمال في مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط يرتكز تنظيمه في الشركات العائلية، مجددا خلال حديثه تخوفه من أن تواجه الشركات العائلية أزمة جديدة خلال العقدين القادمين.
وعدد آل الشيخ عددا من العوامل التي تسهم في تحسين واقع الشركات العائلية، مضيفا «أهم هذه العوامل يرتكز في حوكمة الشركات العائلية، وتعزيز الشفافية لتقليل المخاطر، وتشكيل ميثاق للعائلة، ودخول مستثمرين من خارج الشركة ليكون محفزا لمزيد من الجهد، والمحافظة على الكفاءات، وإدراج أسهم الشركات في السوق المالية».
وأوضح مدير إدارة حوكمة الشركات بهيئة السوق المالية السعودية أن نسبة الشركات التي تستخدم أسلوب التصويت التراكمي ارتفع إلى أكثر من 33 في المائة خلال العام الحالي، وقال: «كما أن هيئة سوق المال بصدد تطبيق آليات جديدة خلال الأشهر القادمة».
إلى ذلك شهدت المحاضرة كثيرا من المداخلات التي اتسمت بالشفافية والوضوح، وتناولت هذه المداخلات حقوق المساهمين، والتركيز على ثقافة الحقوق والواجبات عند انعقاد الجمعيات العمومية، وبين آل الشيخ أن هيئة السوق المالية تحضر 90 في المائة من اجتماعات الشركات المساهمة المدرجة.