اتفاقية لتمويل وتوسيع الشركات المغربية والفرنسية في أفريقيا

وقعت بين «الوكالة الفرنسية للتنمية» و«التجاري وفا بنك» المغربية

TT

أبرمت «الوكالة الفرنسية للتنمية» ومجموعة «التجاري وفا بنك» المغربية اتفاقية لضمان وتمويل خطط توسع الشركات المغربية والفرنسية في أفريقيا.

وقعت الاتفاقية في الدار البيضاء أول من أمس بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي يزور المغرب زيارة رسمية.

وهذه الاتفاقية هي واحدة ضمن 29 اتفاقية أخرى تشمل مجالات التنمية الزراعية والتعليم والتكوين والماء، بالإضافة إلى تمويل مشروع بناء مدينة «زناتة الجديدة» واتفاقية تعاون لتطوير المركز المالي للدار البيضاء.

وعرفت مجموعة «التجاري وفا بنك» المصرفية توسعا قويا في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة من خلال شراء مصارف موجودة أو افتتاح مصارف جديدة في عدد من الدول الأفريقية، منها تونس والسنغال وبوركينا فاسو وغينيا بيساو ومالي وساحل العاج والكونغو والغابون والكامرون. وبفضل هذا التوسع أصبحت المجموعة تشكل قناة رئيسة للاستثمارات والمعاملات التجارية بين المغرب وأفريقيا.

وتتعهد «الوكالة الفرنسية للتنمية» في هذه الاتفاقية بضمان 50 في المائة من المخاطر التي تتحملها الفروع الأفريقية لمجموعة «التجاري وفا بنك» في ما يتعلق بالقروض المتوسطة والطويلة الأجل التي تمنحها للشركات المغربية والفرنسية، في حدود مليوني يورو لكل شركة. ويمكن لهذا الضمان أن يكون فرديا ويتعلق بعملية محددة أو بضمان محفظة من العمليات.

كما تعهدت «الوكالة الفرنسية للتنمية» أيضا في هذه الاتفاقية بالمساهمة المباشرة في رأسمال الشركات المغربية والفرنسية عبر صندوقها الاستثماري المتخصص «بروباكو»، إضافة إلى التزامها بتوفير عروض ملائمة لحاجات الفروع الأفريقية للمجموعة المصرفية المغربية من أجل ضمان السلفات المستندية التي تصدرها هذه الفروع لأغراض تمويل العمليات التجارية بين القارتين الأفريقية والأوروبية.

وتضمنت الاتفاقية أيضا التزام «الوكالة الفرنسية للتنمية» بمواكبة التوسع الأفريقي لمجموعة «التجاري وفا بنك» التي تطمح إلى فتح المزيد من الفروع في البلدان الأفريقية، سواء عبر شراء المصارف التي تطرحها هذه الدول للبيع في إطار عمليات لتخصيص وبيع الحصص الحكومية، أو شراء المصارف التي تنسحب منها المجموعات المصرفية الأوروبية والدولية بسبب إعادة هيكلتها على خلفية الأزمة المالية، أو عن طريق الحصول على تراخيص لفتح مصارف جديدة في البلدان الأفريقية المستهدفة. وتعتبر مجموعة «التجاري وفا بنك» أكبر مجموعة مصرفية في المغرب، وهي مجموعة خاصة ومدرجة في البورصة المغربية، وتعتبر الشركة الوطنية للاستثمار المساهم المرجعي في رأسمال «التجاري وفا بنك».

وخلال نفس الحفل الذي جرى في القصر الملكي بالدار البيضاء جرى توقيع مجموعة من الاتفاقيات الأخرى، من بينها اتفاقية تمويل تشييد المدينة الجديدة «زناتة» في شمال الدار البيضاء، التي ستقام على مساحة 1860 هكتارا، ويرتقب أن يقطن فيها 300 ألف شخص. وتجمع المدينة الجديدة، التي يتولى تطويرها «صندوق الإيداع والتدبير» المغربي، بين الطابع السكني ومنطقة للنشاط الاقتصادي والصناعي والطابع الأخضر للعمارة البيئية الجديدة. وحسب الاتفاقية تكفلت «الوكالة الفرنسية للتنمية» بمنح قرض بقيمة 150 مليون يورو بضمانة «صندوق الإيداع والتدبير» لتمويل الشطر الأول من المشروع، الذي سينفذ خلال الفترة ما بين 2013 و2017، وتقدر كلفته الاستثمارية بقيمة 350 مليون يورو. ويستفيد المشروع أيضا من تمويل بقيمة 150 مليون يورو من البنك لأوروبي للاستثمار، ومنحة من اللجنة الأوروبية بقيمة 10 ملايين يورو.