مستشار وزارة البترول السعودية: النفط الصخري يعطي عمقا للسوق.. ولا أساس للمخاوف

إدارة الطاقة الأميركية توقعت 108 دولارات لبرميل برنت في 2013

TT

وصف إبراهيم المهنا مستشار وزارة البترول السعودية أمس الأربعاء القلق الذي يبديه المحللون حول إنتاج النفط الصخري بأنه غير مبرر، وقال، إنه يعطي السوق عمقا واستقرارا أكبر. وقال المهنا في منتدى نفطي بالكويت، إن من المرجح أن تظل إمدادات النفط العالمية متوازنة وأن تبقى الأسعار مستقرة عند نحو 100 دولار للبرميل حيث من المتوقع أن تحافظ منظمة «أوبك» على الإنتاج عند مستوياته الحالية هذا العام. وأضاف أنه بافتراض إبقاء «أوبك» على مستوى الإنتاج الحالي البالغ 30.5 مليون برميل يوميا كما هو متوقع فإن السوق ستبقى متوازنة هذا العام مع توقع حدوث سحب من المخزونات التجارية في الربع الأخير من العام.

وفي كلمة بالكويت في منتدى نظمته الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» قال المهنا حسب «رويترز» إنه من المرجح أن يزيد إنتاج أوبك إلى 34 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 لتلبية زيادة متوقعة في الطلب. وتابع بقوله، إنه في هذا الوضع ستتراوح الطاقة الإنتاجية غير المستغلة في «أوبك» بين 3 ملايين برميل يوميا و4 ملايين أغلبها من دول الخليج خاصة السعودية والعراق والكويت والإمارات العربية المتحدة. وأن هذه طاقة فائضة ملائمة فهي ليست مرتفعة بدرجة تشكل ضغوطا على الأسعار.

وتحدث كذلك عن الزيادة في إنتاج النفط الصخري الذي يقول المحللون، إنه أصبح مصدر قلق متزايد لدول منطقة الخليج المنتجة للنفط. وقال، إن هذه المخاوف لا أساس لها لأن الآثار الإيجابية للنفط الصخري على الدول المنتجة للنفط ومنها دول «أوبك» والدول العربية في الأجل المتوسط بين خمس وعشر سنوات تفوق الآثار السلبية. وأضاف، أن من الآثار الإيجابية إعطاء عمق واستقرار أكبر للسوق.

من جانبها توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرها الصادر أمس أن يبلغ سعر البرميل لخام برنت نحو 108 دولارات في المتوسط خلال عام 2013 وأن ينخفض عن هذا المعدل ليبلغ 101 دولار للبرميل في عام 2014. وتوقعت إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأميركية، أن يبلغ سعر خام غرب تكساس الخفيف 94 دولارا للبرميل في المتوسط خلال العام الحالي 2013 وأن ينخفض إلى 92 دولارا للبرميل في عام 2014. وكان خام برنت قد بلغ 112 دولارا للبرميل في المتوسط خلال عام 2012. وتراجع سعر النفط دون 106 دولارات للبرميل أمس الأربعاء بعد ارتفاع مخزونات الخام الأميركية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عشرين عاما ما قلص توقعات الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.

وقالت، إن «الانخفاض المتوقع في خام غرب تكساس خلال عام 2014 سيحدث بسبب انخفاض كلفة نقل الخام من منطقة وسط الولايات المتحدة إلى منطقة ساحل الخليج». وتعكف الولايات المتحدة على تنفيذ عدة أنابيب لنقل الخامات النفطية من منطقة الوسط إلى منطقة ساحل الخليج ومن المتوقع اكتمالها بنهاية العام الحالي. ويذكر أن هذه الأسعار إذا تحققت ستكون مريحة بالنسبة لدول الخليج التي احتسبت ميزانيات عام 2013 على أساس أسعار لخاماتها تقل كثيرا عن هذه التوقعات. وحسب دراسات شركة «جدوى للاستثمار»، فإن السعودية احتسبت ميزانية عام 2013 على أساس إنتاج 9.6 مليون برميل يوميا في المتوسط وعلى أساس أن يبلغ سعر الخامات السعودية في المتوسط 66 دولارا للبرميل وهو ما يعادل 70 دولارا لبرميل برنت.

وتوقعت إدارة الطاقة الأميركية في تقريرها أمس أن تنخفض إمدادات النفط من الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» بمقدار 400 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي عن مستوياتها خلال عام 2012. ويحدث هذا الانخفاض بسبب توقعات النمو الضعيف للاقتصادات العالمية الرئيسية المستهلكة للنفط. ولكنها توقعت أن ترتفع إمدادات منظمة «أوبك» خلال عام 2014 بمقدار نصف مليون برميل يوميا. وبشأن الطاقة الإنتاجية الفائضة لمنظمة «أوبك» توقعت الإدارة الأميركية أن تتواصل طاقة الإنتاج الفائضة السعودية لدى مستوياتها العليا 2.8 مليون برميل خلال العام 2013. وهو ما يعني زيادة 700 ألف برميل يوميا عن مستوياتها في العام السابق 2012. وتوقعت أن تبلغ طاقة الإنتاج الفائضة لمنظمة «أوبك» 2.9 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال العام الحالي 2013 وأن ترتفع إلى 3.4 مليون برميل يوميا في عام 2014. ولم تأخذ إدارة معلومات الطاقة الأميركية في الحسبان الطاقة الإيرانية الفائضة بسبب الحظر الأميركي والأوروبي على صادراتها النفطية والذي أدى إلى انخفاض الصادرات النفطية بأكثر من مليون برميل يوميا خلال العام الماضي. وحول المخزونات التجارية في دول منظومة التنمية والتعاون الاقتصادي الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية توقعت إدارة معلومات الطاقة أن تبلغ المخزونات التجارية 2.65 مليار برميل، وهو ما يكفي احتياجات هذه الدول لنحو 57.9 يوم. ولكنها توقعت أن تنخفض هذه المخزونات إلى 2.60 مليار برميل في عام 2014، وهو ما يكفي احتياجات الاستهلاك في هذه الدول لمدة 56.2 يوم.