وزير كردي يؤكد استمرار السياسة النفطية للإقليم

تطلع في كردستان العراق إلى «شراكة حقيقية» مع الشركات الأميركية

TT

يواصل الوفد الكردي الذي يرأسه الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، جولته الحالية بالكثير من الولايات الأميركية ومراكز البحوث والمؤسسات الاقتصادية الأميركية بهدف البحث عن فرص تدعيم آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والنفطي مع الشركات الأميركية، يرافقه كل من وزير الموارد الطبيعية (النفط) بإقليم كردستان أشتي هورامي، ورئيس مكتب التعاون قباد طالباني، نجل الرئيس العراقي جلال طالباني، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية فلاح مصطفى.

وتهدف زيارة الوفد الكردي إلى أميركا إلى طمأنة الجانب الأميركي في ما يتعلق بتطور العلاقات الاقتصادية مع تركيا، خصوصا في مجالها النفطي، حيث يستعد إقليم كردستان لمد أنبوب خاص لنقل النفط عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، بعد أن ضمن رئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني موافقة عدد من الدول الأوروبية على شراء النفط الكردي مع انتهاء مد ذلك الخط الناقل، وبدأت ألمانيا حاليا بتسلم الدفعة الأولى من النفط الكردي المنقول بالشاحنات عبر الأراضي التركية.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» تحدث مصدر مرافق للوفد الكردي عن نشاطات الوفد هناك والتي استهلها بعقد ندوة لرئيس الديوان فؤاد حسين في جامعة جورج واشنطن تحدث فيها عن موقف القيادة السياسية الكردية بخصوص صياغة الدستور وإنجاح العملية السياسية وتثبيت الفيدرالية والديمقراطية في العراق. ثم تناول تعقد العلاقات بين بغداد والإقليم والأزمات الراهنة التي تواجهها العملية السياسية في العراق، وتداعياتها الخطيرة على مستقبل العملية السياسية بالعراق، مشددا على أنه ما زالت هناك فرص لتحقيق الوئام الاجتماعي إذا ما التزمت الأطراف السياسية جميعها بالتوافقات والحلول الدستورية لمعضلات البلاد.

وأشار المصدر إلى أنه جرى عقد جلسة حوارية بمعهد هدسون حضرها عدد كبير من الخبراء ومسؤولي المؤسسات البحثية الأميركية تناول خلالها أعضاء الوفد الكردي الكثير من القضايا المتعلقة بالوضع الراهن في إقليم كردستان والعراق والمنطقة عموما، وألقوا الضوء على الأزمة السياسية في العراق والجهود المبذولة لمعالجتها. كما تناول الوفد العلاقات القائمة بين إقليم كردستان وتركيا ودور الوساطة بين الحزب العمال الكردستاني وتركيا. وأشار الوفد إلى أن إقليم كردستان «يتطلع إلى معرفة توجهات وبرامج واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والدور الذي تلعبه لمعالجة الأزمات ودعمها للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في العراق والشرق الأوسط».

وأثناء زيارة الوفد لغرفة التجارة للولايات المتحدة الأميركية أعرب فلاح مصطفى عن ارتياحه إزاء تطور مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين الإقليم والشركات الأميركية، وقال إن الإقليم ينظر إلى الشركات الأميركية كشريك حقيقي، ومن الممكن للطرفين العمل من أجل تعزيز العلاقات أكثر على الصعيد الاقتصادي والحركة التجارية والاستثمار بين الجانبين.

بدوره، أكد أشتي هورامي، وزير الموارد الطبيعية في حكومة الإقليم، أثناء مشاركته بندوة أقامها معهد أتلانتيك كاونسل وحضرها أكثر من 200 من الشخصيات السياسية والخبراء في مجال النفط، بالإضافة إلى المستثمرين وأصحاب الشركات، أن إقليم كردستان اتخذ جميع الخطوات المتعلقة بسياسته النفطية في إطار الحقوق التي أوردها الدستور، وأن حكومة الإقليم «من أجل تطوير القطاع النفطي، تستند بصورة أساسية على الدستور العراقي في كل خطواتها، وهي تواصل مسعاها لتنمية هذا القطاع أكثر في إطار سياساتها المعلنة». وقدم هورامي دراسة علمية حول سياسة حكومة الإقليم في مجال تنمية الثروات الطبيعية وتأسيس وتطوير قطاع النفط والطاقة. تناول خلالها بشكل علمي جميع القضايا المتعلقة بكيفية البحث والتنقيب واستخراج وتصدير النفط من إقليم كردستان، موضحا جميع الجوانب القانونية لسياسة حكومة الإقليم.