«السعودية» تعيد النظر في جدية شركة أميركية أخفقت في الالتزام بسداد قيمة 24 طائرة قديمة

TT

في تطور مفاجئ اضطرت الخطوط الجوية السعودية إلى عقد اجتماع أمس مع مسؤولي شركة «كستوم إير سبورت» الاميركية، لإعادة ترتيب الأوراق بشأن إتمام صفقة بيع 24 طائرة قديمة اخرجتها «السعودية» من الخدمة، نتيجة عدم التزام الأخيرة بسداد الدفعات المقررة ضمن اتفاق سابق بين الطرفين.

وعلمت «الشرق الأوسط» من أطراف قريبة من المفاوضات أن لجنة مؤلفة من مسؤولين عن الخطوط السعودية ووزارة المالية اجتمعت أمس مع ممثلين عن الشركة الاميركية وفهد أبونية صاحب مؤسسة ألوان للتجارة والمقاولات ـ مقرها الخبر ـ الوسيط الذي لعبت مؤسسته دورا في الصفقة، لبحث سبب تأخر الشركة الاميركية في السداد وجدولة الدفعات مستقبلا والتأكد من جديتها في السداد.

وفسرت مصادر لقاء الطرفين بأنه إعادة نظر «السعودية» في جدية الشركة الاميركية حيال الصفقة بعد أن تكرر عدم التزامها بسداد دفعات العقد والمقدر قيمته بنحو مائة مليون دولار. وما حصلت عليه «السعودية» من العقد يتمثل في قيمة مقدم العقد البالغ 600 ألف دولار فقط، على أن يتم دفع قيمة كل طائرة من الـ24 موضوع الصفقة عند التسليم.

ولا توجد مؤشرات حول استمرار الصفقة بين الطرفين إلا أنه من المتوقع في حال عجز الشركة الاميركية عن تأمين المبالغ المتفق عليها، أن يعاد طرح الطائرات (16 من طراز ترايستار وثمان بوينج 737) للبيع لمن يقدم عرضا مناسبا.

وكانت «السعودية» قد أعلنت عبر مديرها الدكتور خالد بن بكر في منتصف فبراير (شباط) الماضي عن اتمامها الصفقة مع الشركة الاميركية، بعد ان أحالت المؤسسة تلك الطائرات من الخدمة بعد وصول أسطولها الجديد البالغ نحو 60 طائرة.

وحصلت «كستوم إير سبورت» بموجب ذلك الاتفاق على 16 طائرة من طراز ترايستار وثماني طائرات بوينج 737، وتعد «كستوم إير سبورت» التي تتخذ من مدينة ميامي ـ ولاية فلوريدا، مقرا لها، واحدة من أكثر من 200 جهة تقدمت بعروض لشراء هذه الطائرات.

وتملك «السعودية 17 طائرة من طراز ترايستار وتنوي الإبقاء على واحدة فقط من هذه الطائرات خارج الصفقة لأغراض تدريبية، فيما يقدر عدد طائرات البوينج 737 حاليا بـ13 طائرة، تم ضمن هذه الصفقة بيع ثماني طائرات إلى الشركة الاميركية، ولا تزال هذه الطائرات متواجدة في مطارات محلية مختلفة داخل السعودية منها مطارا القصيم والطائف.

يذكر أن الخطوط السعودية تعاقدت قبل أعوام على شراء 61 طائرة ضمن مساعيها لتطوير وتحسين اسطولها الجوي، فيما يبلغ أسطول طائرات «السعودية» العاملة حاليا 126 طائرة، بعد أن تسلمت المؤسسة الجزء الأكبر من عقد شراء 61 طائرة جديدة منها خمس طائرات من نوع جامبو 747 ـ 400 و23 طائرة من طراز بوينج 777ـ 200 وأربع طائرات من طراز إم دي 11الخاصة بالشحن و29 طائرة من طراز إم دي 90.

واستلمت «السعودية» أول طائرة ترايستار يوم 27 يونيو (حزيران) من عام 1975، وآخر طائرة تم استلامها عام 1981، وبلغ المعدل التقريبي لعمر هذا النوع من الطائرات عشرين عاما وعدد ساعات الطيران 655 ألف ساعة طيران و441 ألف ساعة من دورات الطيران، وهي مجهزة بثلاثة محركات من نوع رولز رويس بقوة دفع 50 ألف رطل. وتبلغ حمولتها القصوى 446 ألف رطل وطولها 177 قدماً وامتداد أجنحتها 155 قدماً وارتفاعها 55 قدماً، وحمولتها من الوقود نحو 26 ألف جالون، وتستوعب حمولة شحن تقدر بـ29 ألف رطل موزعة على 16 حاوية وسعتها المقعدية 214 راكبا.