كبار العميلات لدى البنوك السعودية لا يفضلن التعامل مع أقسام السيدات

TT

* تسابق بين البنوك لطرح منتجات للمرأة الرياض: خضر المرهون بلغ عدد فروع السيدات لدى القطاع المصرفي السعودي 141 فرعاً مع نهاية النصف الأول من العام الجاري ويمثل هذا العدد ما نسبته 11 في المائة من اجمالي فروع البنوك التجارية.

وجاء في التحقيق الذي اعدته «الشرق الاوسط» ان 8 في المائة فقط من فروع السيدات عبارة عن فروع كبيرة تقدم خدمات مصرفية شاملة والنسبة المتبقية تمثل مكاتب صغيرة تقدم خدمات مصرفية محدودة ملحقة بفروع رجالية.

ورغم عدم وجود رقم احصائي دقيق لأرصدة الحسابات الجارية والاستثمار والودائع الآجلة في فروع السيدات لدى البنوك السعودية، الا ان مصادر «الشرق الاوسط» قدرت الحسابات الجارية بـ 1.3 مليار ريال 347 «مليون دولار» كحد ادنى ولا يشمل هذا الرقم ارصدة السيدات لدى فروع الرجال.

وقد وضعت البنوك السعودية خططا طموحة لزيادة فروع السيدات في السنتين الاخيرتين وذلك لاستقطاب عشرات الآلاف من موظفات القطاع الحكومي واللاتي يقمن بتحويل رواتبهن عبر نظام «سريع» وهو النظام الذي اجبر جميع موظفي القطاعات الحكومية بفتح حسابات رواتب لهم في البنوك التجارية في خطوة متقدمة لصرف رواتب منسوبي القطاعات الحكومية بدلاً من الطرق التقليدية القديمة.

واكثر الشرائح التي تسعى فروع السيدات لدى البنوك السعودية الى استقطابها هن العاملات في قطاع التعليم والصحة حيث تمثل النسبة الاكبر من القوى النسائية العاملة في السعودية.

ويتميز القطاع المصرفي النسائي في السعودية بان جميع البنوك التجارية لديها فروع سيدات ماعدا البنك السعودي للاستثمار وهو من اصغر البنوك التجارية واغلب اعماله المصرفية تتجه لخدمة قطاع الشركات. وتحظى العاصمة السعودية بنصيب الاسد من فروع السيدات تليها جدة والمنطقة الشرقية بينما ظهر وجود محدود في المناطق الاخرى، ويتوقع فتح مزيد من الفروع في المناطق الجنوبية والشمالية لمواجهة الاعداد المتزايدة من العميلات المتوقعات.

واظهر التحقيق الذي اجرته «الشرق الاوسط» ان كبار العميلات وخاصة سيدات الاعمال يفضلن التعامل مع الفروع الرجالية نظراً لتوافر الخبرة والتأهيل العالي ووجود كافة المنتجات المصرفية وهو ما تفتقر اليه فروع السيدات.

وظهر تباين كبير بين عميلات القطاع المصرفي السعودي فبينما فضلت صغار العميلات التعامل مع الفروع النسائية فإن كبار العميلات والمؤهلات علمياً لاحظن القصور في تقديم الخدمات المصرفية لدى فروع السيدات مما جعلهن يوجهن تعاملاتهن عبر الفروع الرجالية.

وارجعت بعض العميلات اللاتي تحدثت اليهن «الشرق الاوسط» اسباب القصور الى عدم تأهيل العاملات في الفروع تأهيلاً مصرفياً حديثاً وقالت أمل محمد التي تعمل مدرسة لغة انجليزية وعميلة لأحد البنوك ان العديد من موظفات القطاع المصرفي السعودي يفتقرن للخبرة والتدريب وعدم الثقة بأنفسهن مما يثير علامات استفهام لدى العميلات كما انهن لايملكن دراية كافية عن المنتجات التي تقدمها بنوكهن ويظهر عليهن التردد عند مناقشتهن في تفاصيل المنتجات المصرفية.

واضافت امل محمد انه ربما يكون هناك ضعف في طريقة اختيار الموظفات للعمل في القطاع المصرفي ودعت الى دعمهن تدريبياً وتحفيزهن وطالبت بإدراج خدمات اضافية في الفروع النسائية وخاصة ايجاد وحدة لتداول الاسهم المحلية تمكنهن من البيع والشراء الفوري. وايدت آسيا عبد الله وهي موظفة حكومية ولديها حسابات لدى اكثر من بنك الرأي السابق واضافت: من خلال تعاملي مع فروع السيدات لاحظت ضعف الثقافة المصرفية لدى الموظفات وكذلك كثرة الاستفسار من الاقسام الرجالية وايضاً عدم المبالاة بالعميلات في بعض الاحيان بل واحياناً اجتهادهن في بعض المعلومات التي يتضح بعد ذلك انها غير دقيقة او غير صحيحة مما يسبب عدم ثقة لدى العميلة.

ودافعت موظفات القطاع المصرفي عن اتهامات العميلات وبررن ضعف التدريب لعدم وجود معاهد مصرفية نسائية متخصصة وبالتالي اضطرارهن للتدريب على رأس العمل ويعتقدن ان وجود معاهد مصرفية نسائية متخصصة مهم جداً وطالبن بفتح قسم خاص للسيدات في المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي وهي الجهة المشرفة على القطاع المصرفي السعودي ويتصف هذا المعهد بتقديمه لدورات تدريبية عالية التأهيل.

وقالت مديرة احد الفروع ـ اعتذرت عن ذكر اسمها ـ اننا نفتقر وفي كثير من الاحيان للصلاحيات اللازمة في ادارة العمل المصرفي اليومي حيث تفرض علينا الادارة وهي من الرجال الرجوع لها حتى في بعض الاعمال التي هي من صلاحياتنا بينما لا نجد ذلك لدى الفروع الرجالية، وطالبت باعطاء الثقة للقيادات المصرفية النسائية.

وقالت موظفة اخرى في احد البنوك المحلية رفضت ذكر اسمها ان الفروع المصرفية للسيدات تفتقر الى قيادات ادارية نسائية ومن النادر وجود قيادة نسائية مصرفية سعودية، واضافت انه وللاسف يغلب على العديد من فروع السيدات الشللية وكثرة الحسد والشكوى وضعف التعاون والاحاديث الجانبية البعيدة عن العمل وتطويره وهي تؤدي بدورها الى تشتيت جهد وتفكير الموظفة مما يؤثر بالتالي سلباً على تقديم الخدمة للعميلات.

الجدير بالذكر انه يوجد هناك العديد من المنتجات المصرفية المخصصة لقطاع السيدات التي تقدمها الفروع النسائية في البنوك السعودية ومن ابرز هذه المنتجات العصرية من البنك الاهلي التجاري والمميزة من البنك السعودي البريطاني والجوهرة من شركة الراجحي المصرفية والسيدة اولاً من البنك السعودي الفرنسي.

وتتكون هذه المنتجات من تشكيلة خاصة من الخدمات المصرفية المصممة للسيدات تحتوي على فتح حساب جاري واصدار بطاقة سحب نقدي بشعار مميز وبحد مالي يصل الى عشرة آلاف ريال في الاربع وعشرين ساعة واصدار بطاقات ائتمان فيزا وماستركارد بدون رسوم او برسوم مخفضة والحصول على صناديق امانات برسوم مخفضة او مجانية وفتح حسابات استثمارية وادخارية بالاضافة الى توزيع هدايا خاصة والاشتراك مجاناً في مجلات نسائية متخصصة وايصالها للعميلات عبر البريد وتوجيه الدعوة لحضور الندوات والمعارض والحفلات التي تقيمها الجمعيات النسائية والحصول ايضاً على بطاقات خصم من المحلات التجارية والمفروشات ومحلات العطور وادوات التجميل بالاضافة الى تسجيل اسماء العميلات لدى كبريات محلات الازياء العالمية التي تقوم بدورها بارسال عينات ودعوات خاصة لكبار العميلات لزيارتهن والاطلاع على منتجاتهم. وبالاضافة الى ذلك تقدم الخدمات المصرفية للسيدات في البنوك السعودية خدمات حديثة مثل المرابحة والتمويل الشخصي وهي منتجات جديدة موجهة بشكل خاص للسواد الاعظم من العميلات وهن من الموظفات العاملات في القطاعات الحكومية، حيث تستطيع العميلة الحصول على مبلغ نقدي او شراء سيارة او اثاث او ارض، وتشترط البنوك لذلك ان تقوم العميلة بتحويل راتبها من جهة عملها عبر نظام تحويل الرواتب «سريع» وان لا تقل مدة خدمتها العملية عن سنتين ـ في بعض البنوك ـ وسنة واحدة ـ في بنوك اخرى ـ بالاضافة الى بلوغ الراتب الشهري الصافي اربعة آلاف ريال ـ لدى بعض البنوك ـ وثلاثة آلاف ريال ـ لدى بنوك اخرى ــ وان لا تزيد مدة السداد عن ست سنوات والقسط الشهري عن 40 في المائة من صافي الراتب، وقد ساعد هذا النظام في تعزيز التعاون الاسري لدى العائلة السعودية.

=