اختيار السعودي عمر عبد الحميد لثاني منصب في «أوبك» بعد خسارة المرشح الإيراني

إدارة الأبحاث في المنظمة تضطلع بإجراء الدراسات والبحوث حول الطاقة والاستهلاك العالمي لها والبيئة

مقر «أوبك» في فيينا وفي الاطار عمر عبد الحميد
TT

اختارت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المرشح السعودي عمر عبد الحميد ليرأس قسم الأبحاث بالمنظمة، وهو ثاني أكبر منصب في المنظمة بعد الأمين العام بدلا من منافسه الإيراني. ليحل محل الكويتي حسن قبازرد.

وبحسب مصادر مطلعة في «أوبك»، فقد وقع اختيار الدول الأعضاء في اجتماع عقد أول من أمس في مقر المنظمة بفيينا على السعودي عبد الحميد، وهو من «أرامكو» السعودية.

وقالت المصادر إن «منظمة البلدان المصدرة للبترول اختارت مرشحا سعوديا ليرأس قسم الأبحاث بالمنظمة بدلا من منافسه الإيراني». وقال أحد مندوبي «أوبك» إن هذه الخطوة تؤكد أحقية المملكة عالميا وتعكس قوتها الاقتصادية كونها تعد من أقوى 20 اقتصادا في العالم. ويأتي هذا القرار بعد فترة قصيرة من اختيار المملكة رئيسا لمجلس التجارة في الخدمات بمنظمة التجارة العالمية، ويمثل هذا القرار رؤية الدول الأعضاء في «أوبك» بأهمية ودور المملكة في استقرار سوق النفط على مستوى العالم.

كشفت مصادر مطلعة عن أن تولي المرشح السعودي منصب مدير إدارة الأبحاث يرجح كفة المملكة لشغل منصب الأمين العام للمنظمة في المستقبل. ويقول خبير نفطي سعودي هو الدكتور راشد أبا نمي قال لـ«الشرق الأوسط» «إن إدارة الأبحاث في المنظمة تضطلع بإجراء الدراسات والبحوث حول الطاقة والاستهلاك العالمي لها والبيئة والتصورات المستقبلية للنفط وتضعها أمام صانعي القرار لاتخاذ السياسات المناسبة، كما أن إدارة الأبحاث مكتب استشاري لقيادات المنظمة في مسألة رسم سياسات المنظمة النفطية بشكل عام».

ويعد الأمين العام الممثل الرئيس للمنظمة على الساحة الدولية ويساعد في وضع سياستها الإنتاجية، وهو المسؤول عن الأمانة العامة في فيينا، وكانت إحدى اللجان في الأمانة العامة لمنظمة أوبك في فيينا قد عقدت اجتماعا مطلع الأسبوع الحالي بحضور المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالمنظمة الذين يمثلون دولهم في مجلس محافظي «أوبك» لتحديد معايير المرشح الذي سيتولى المنصب. على أن يتولى وزراء النفط بعد ذلك المهمة الصعبة المتمثلة في تعيين أمين للمنظمة، واتفق المجتمعون على المعايير، ورفضوا قبول بعض التوصيات التي طالبت بها إيران التي حددت الخبرة الحكومية كشرط إجباري لم تدرج.

ووفقا لما جاء على وكالة «رويترز» للأنباء وقع الاختيار على عمر عبد الحميد من شركة «أرامكو» السعودية مديرا لقسم الأبحاث في «أوبك»، وهو ثاني أكبر منصب في المنظمة بعد الأمين العام. وقال أحد مندوبي «أوبك» إن هذه الخطوة قد تثير توترات بين السعودية وإيران بشأن اختيار أمين عام جديد، وهو أكبر منصب إداري بالمنظمة ومسألته لم تحل منذ العام الماضي.

وكان تعثر اختيار أمين عام للمنظمة في العام الماضي قد ألقى الضوء على التوترات السياسية داخل «أوبك» والتي تصاعدت بسبب العقوبات التي يفرضها الغرب على إيران. ويقول نواب في «أوبك» إن المرشحين حتى الآن ما زالوا هم ماجد المنيف، مندوب السعودية الدائم، وثامر الغضبان، مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، وغلام حسين نوذري، وزير النفط الإيراني السابق. ويقول المندوبون إن ذلك قد يتغير عندما يعرض الأمر على وزراء «أوبك» في اجتماع المنظمة المقرر يوم 31 مايو (أيار) الحالي في فيينا، حيث سيقررون كذلك السياسة الإنتاجية للمنظمة في النصف الثاني من 2013.

عمل الدكتور عمر عبد الحميد مديرا لمركز البحوث والتطوير التابع لـ«أرامكو» السعودية في الظهران شرق السعودية، وهو مركز يحتل الصدارة في بحث وتطوير الحلول والفرص التكنولوجية التي تلبي احتياجات الشركة الاستراتيجية لحماية أسواق الزيت المستقبلية، كما يلبي المركز احتياجات البحث والتطوير لأنشطة التنقيب والإنتاج السطحية والمتعلقة بالغاز.

والتحق عمر عبد الحميد بـ«أرامكو» السعودية في عام 1986، وعمل في عدة وظائف خلال سنوات عمله بها. وكان من أبرز الإنجازات التي حققها في وظيفته الحالية، إدخال استخدام بيانات رأس المال الفكري (تقارير أنشطة إدارة المعرفة) في قطاع أعمال الهندسة وإدارة المشاريع، كما أسهم في عام 2006 في صياغة وإقرار استراتيجية الأبحاث والتطوير الخاصة بالشركة. وقد كان أول دور إداري له في «أرامكو» السعودية هو مساندة برنامج تكنولوجيا الخدمات الهندسية قبل أن يتولى أدوارا إشرافية أخرى في قسم هندسة المواد ومراقبة التآكل التابع لإدارة الخدمات الاستشارية.

وفي عام 2002 أسهم في تأسيس برنامج الابتكار الخاص بالشركة من أجل الاستفادة من الأفكار الإبداعية لموظفي «أرامكو»، بينما ترأس في عام 2000 أحد فرق العمل الذي أسس نظاما لإدارة المعرفة في الخدمات الاستشارية.

كما شغل عمر عبد الرحمن منصب الرئيس المشارك المؤقت للشؤون الأكاديمية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بين شهري مارس وسبتمبر من عام 2009، كما عين نائبا مؤقتا للرئيس للأبحاث في الجامعة وترأس فريق عمل لبدء فعاليات تعاون الجامعة مع الجامعات والمعاهد البحثية المحلية.

تخرج الدكتور عمر عبد الحميد في برنامج التطوير التخصصي الخاص بـ«أرامكو» السعودية متخصصا في مراقبة التآكل في أعمال التكرير. وقد شغل عدة مناصب إدارية ذات صلة بهذا الدور في منطقة غرب آسيا وأفريقيا في الجمعية الوطنية لهندسي التآكل التي تعتبر المنظمة العالمية الفنية المعنية بالتآكل. وتتضمن الخبرة الميدانية له القيام بعدد من المهام في بعض مرافق التشغيل التابع لـ«أرامكو» في معامل بقيق ومعامل الغاز في البري والعثمانية ومصفاتي ينبع والرياض.

وفي عام 2003 أكمل برنامج التطوير الإداري في كلية الأعمال بهارفارد، وحصل على درجة الدكتوراه في علم المواد والهندسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة مع تخصص فرعي في الدراسات التنظيمية من كلية سلون للإدارة. وهو يحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران.