إنشاء أول مصنع لإنتاج خام الحديد في السعودية بمدينة جازان الاقتصادية

بتكلفة 550 مليون دولار

TT

تشهد مدينة جازان الاقتصادية (جنوب السعودية) إنشاء أول مصنع لصهر معدن الألمينيت وإنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم، باستثمارات تبلغ 550 مليون دولار(2.6 مليار ريال). ومن المقرر أن ينتج المصنع في مراحله الأولى نصف مليون طن من ثاني أكسيد التيتانيوم، إضافة إلى نحو ربع مليون طن من الحديد الخام الصافي، الذي سيغذي مصانع الحديد المحلية.

وقال الدكتور طلال الشاعر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «كريستل»: «سيتم افتتاح المصنع العام المقبل ويعد الأول من نوعه في السعودية، كما أنه سيشهد توسعة مستقبلية من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية إلى مليون طن، مما يجعلها منافسا قويا في هذا القطاع، حيث سيمنحها ميزة تنافسية إضافية ودورا أساسيا في سد النقص العالمي من ثاني أكسيد التيتانيوم لسنوات مقبلة. كما أنه سيوفر معادن التيتانيوم للأسواق المحلية لأول مرة».

وأضاف الشاعر: «المصنع سيبدأ عملياته التشغيلية التي سوف تعالج الألمينيت الخام وتحوله إلى نفايات ثاني أكسيد الكربون بجودة عالية تتراوح نسبتها 85 - 92%، سوف ينتج المصنع صبغات ثاني أكسيد التيتانيوم المستخدمة في صناعة المنتجات التي تستهلك بصورة يومية مثل الدهانات والورق والبلاستك والحبر والمطاط والكثير من المنتجات الأخرى»، مشيرا إلى أن الشركة في إطار سعيها لتدريب الكوادر السعودية وقعت اتفاقية مع مركز مدرسة لندن لتعليم اللغة الإنجليزية.

وأضاف أن «كريستل»، المتخصصة بتقنية وإزالة الملوثات من الهواء، تهدف هذه إلى تدريب الخريجين السعوديين وتأهيلهم للالتحاق بالعمل في مشروع مصهر معدن الألمينيت بمدينة جازان الاقتصادية، مبينا أن توقعات «كريستل» للخمس سنوات المقبلة في المشروع سوف يوفر 312 وظيفة، بينما سيوفر مصنع الآلات 570 وظيفة، سيكون نصيب المواطنين السعوديين منها 75%، مشيرا إلى أن مديري «كريستل» التنفيذيين سيقدمون شرحا مختصرا وشاملا للعمليات التشغيلية في جميع مواقعها حول العالم.

من جهته، قال عمر النجار، نائب الرئيس للموارد البشرية بشركة «كريستل»، إن الشركة تعمل على تطوير الأيدي العاملة السعودية على يد خبراء وفنيين دوليين من جميع أنحاء العالم وهو أحد الالتزامات الجوهرية التي وضعت نصب عينيها، وأن هذه الخطوة مواصلة نموها مع التركيز في الوقت ذاته على نمو موظفيها السعوديين ودمجهم في بيئة عمل متعددة الثقافات لكي يتكون لديهم تصور حول الطرق التي تستخدم في تنفيذ الأعمال في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية.

وأشار النجار إلى أن الخبراء الأجانب في المصنع الجديد بجازان سوف يدربون الشباب السعودي على استخدام التكنولوجيا الحديثة من أجل تمكينهم من تحمل الأدوار القيادية من أجل المستقبل.

يشار إلى أن حجم الطلب على الحديد في السوق السعودية ارتفع 10%، مع توقعات باستمرار الطلب على المنتج تزامنا مع الإنفاق الحكومي ومشاريع الإسكان. وتواجه السوق فجوة بين العرض والطلب في الوقت الحالي، حيث بلغ الطلب المحلي 7 ملايين طن مقابل الإنتاج المحلي الذي يصل إلى 5 ملايين.

وتأتي تطورات سوق الحديد في البلاد في ظل خطة إنفاق على البنية التحتية بلغت 400 مليار دولار، بينما تحتاج إلى مضاعفة الطاقة الإنتاجية من الحديد والإسمنت لتلبية متطلبات النهضة العمرانية، حيث تحتاج إلى بناء 1.65 مليون وحدة جديدة خلال العامين المقبلين لتلبية الطلب المتزايد، كما تحتاج شركات التطوير العقاري الخاصة والحكومية إلى بناء نحو 275 ألف وحدة سنويا.

ويبلغ إجمالي إنتاج الحديد المسلح في السعودية 4.7 مليون طن سنويا، تستحوذ «سابك» على النسبة الأكبر من الطاقة الإنتاجية للمصانع للسعودية، حيث يبلغ إنتاجها 2.8 مليون طن سنويا. ويأتي بعدها مصنع الاتفاق بطاقة إنتاجية تبلغ 1.3 مليون طن، بينما تبلغ إنتاجية مصنع الراجحي 500 ألف طن، واليمامة 500 ألف طن، والمكيرش 300 ألف طن، و100 ألف طن لمصنع الجوهرة.