بيضة ديك

علي المزيد

TT

قررت هيئة السوق المالية السعودية تحديد سقف التذبذب للسهم المطروح في أول يوم تداول 10 في المائة صعودا وهبوطا، بعد أن كانت مفتوحة ومن دون سقف، حتى لا تكون عرضة لتلاعب المضاربين. وهناك مشروع قرار للتعامل مع الشركات الخاسرة، بمعنى أن هيئة السوق المالية ترغب في أن تكون السوق للمستثمرين لا المضاربين، وحينما نقول للمستثمرين لا المضاربين لا نعني إلغاء المضاربين، فالمضاربون ركن من أركان السوق هم من يحدد التسعيرة لكن الفكرة في ضبطهم وعدم إتاحة المجال لتلاعبهم وهذا مقصد جيد لهيئة السوق المالية.

والهيئة على رأسها رئيس جديد قد يكون له الرغبة - وهذا حقه - بإضفاء لمسات على السوق، وللتذكير فقط فقد قامت الهيئة في وقت سابق بجعل فترة تداول السوق فترة تداول واحدة بدلا من فترتين صباحية ومسائية، وكان هذا مطلبا من مطالب أهل السوق في حينه، وسعت أيضا في فترة سابقة لتوسيع عمق السوق ونامت الهيئة في ذلك الحين بعد ذلك.

وأخشى أن تنام الهيئة في هذا الوقت بعد إصدار هذين القرارين ولكن المطلوب من الهيئة التعامل مع السوق بديناميكية متناهية تصل إلى إلغاء القرارات التي أصدرت قبل أيام أو أسابيع إذا انتفت الحاجة إليها، ومراقبة سلوك المتعاملين وكشف حيلهم وإصدار الأنظمة أولا بأول وكما هو معمول به في جميع أنحاء العالم فقرار تعميق السوق قرار صحيح في ظاهره ولكن تطبيقه جاء في وقت سيئ وهو هبوط السوق واستمرت الهيئة في إدراج الشركات دون مراعاة ظروف المرحلة لا نريد للهيئة أن تكون قراراتها كبيضة الديك مرة في السنة، وكما تقول الأسطورة الشعبية، بل نريدها كما قلت ديناميكية وتراجعا، حتى القرارات الصادرة سابقا فالجميع يتذمر من طول فترة التداول (4 ساعات ونصف الساعة) وتأخر بدايتها مما يضيع كامل اليوم على المتعاملين ومع ذلك لم تراجع الهيئة هذا القرار.