«السعودية ـ المغربية للاستثمار الإنمائي» ترفع وتيرة استثماراتها بالمغرب

فتحت مقرها في الدار البيضاء وأعلنت خطة لاستثمار 235 مليون دولار في 3 سنوات

TT

في أول ظهور إعلامي لها بعد 20 سنة من الوجود، أعلنت الشركة السعودية - المغربية للاستثمار الإنمائي (أسما استثمار القابضة) مساء أول من أمس في الدار البيضاء، عن مخطط استثماري جديدة بقيمة ملياري درهم (235 مليون دولار) على مدى 3 أعوام.

وأوضح محمد حمود المزيد، رئيس مجلس إدارة الشركة، أن هذه الأخيرة التي دأبت على العمل في صمت منذ إنشائها سنة 1992 من طرف حكومتي البلدين، قررت الخروج إلى الواجهة تماشيا مع الدور الجديد الذي أسند لها خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس للسعودية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كقاطرة ورافعة للاستثمار السعودي في المغرب. وقال المزيد إن هذا الدور الجديد للشركة تمت الإشارة إليه بشكل صريح في البيان الختامي للزيارة الملكية للسعودية، وهو ما يضع على الشركة وقيادتها مسؤوليات كبيرة في مجال تنشيط حركة الاستثمارات السعودية - المغربية. وأضاف المزيد: «هذه المهام الجديدة تتطلب منا أن نكون في الواجهة والصدارة، وأن نتواصل مع المجتمع ومع المستثمرين».

وقال المزيد إن «أسما استثمار» ضاعفت رأسمالها ليصل إلى 800 مليون درهم (94 مليون دولار) من أجل مسايرة هذا الدور الجديد، ووضعت مخططا استثماريا طموحا للسنوات الثلاث المقبلة بقيمة ملياري درهم (235 مليون دولار)، وهو يعادل نصف قيمة استثمارات الشركة على مدى 20 سنة من وجودها.

وفي سياق هذا التحول، دشنت الشركة أول من أمس مقرها الجديد في وسط الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، في مكان رمزي يقع بين بورصة الدار البيضاء ومينائها. وحضر حفل تدشين المقر رؤساء المصارف والمجموعات المالية والاقتصادية المغربية ونخبة من رجال الأعمال المغاربة والعرب، بمشاركة نزار بركة وزير المالية والاقتصاد، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة.

وأشار المزيد إلى أن الشركة استثمرت نحو 4.2 مليار درهم (494 مليون دولار) في 30 مشروعا خلال العشرين عاما الماضية في المجالات الصناعية والزراعية والسياحية والعقارية. وأضاف أن استثمارات الشركة كانت دائما موجهة لخدمة أهداف تنموية، وهي استثمارات على الأجل البعيد. وأضاف: «رأسمال الشركة تملكه حكومتا البلدين مناصفة، غير أن طريقة تسيير الشركة وأسلوب عملها يتم وفق قواعد القطاع الخاص». وحول المشاريع الجديدة التي تستهدفها الخطة الجديدة، قال المزيد إن الكثير من المشاريع في طور الدراسة، ولا يمكن الإعلان عنها إلا بعد أن تنضج، خاصة المشاريع المشتركة مع مستثمرين آخرين، أو التي تحتاج إلى موافقات خاصة. غير أنه أوضح أن الشركة تولي اهتماما خاصا للاستثمار في المجال الزراعي بالمغرب. وقال: «سنشارك في المنافسة التي فتحتها الحكومة المغربية أخيرا لإيجار ضيعات زراعية في ملك الدولة. وسبق أن شاركنا في العروض السابقة وفزنا بثلاث ضيعات نعمل الآن على تطويرها وإنجاز الاستثمارات التي التزمنا بها مع الحكومة المغربية».

كما أشار المزيد إلى أن الشركة تولي اهتماما كبيرا في مخططها الاستثماري للمشاريع السكنية، خاصة السكن الاجتماعي.

وبخصوص محفظة الاستثمار في الأسهم المغربية ذكر المزيد أنها تتكون من مساهمات استراتيجية في قطاعات متنوعة، منها شركة «فيني بروسيت» في صناعة الصلب، وشركة «فيرتيما» في صناعة الأسمدة، وشركة «ساتيام» للنقل البري، وشركة «مغرب أكسيجين» للصناعة الكيماوية. وبشأن تأثر الشركة من انهيار الأسعار في بورصة الدار البيضاء، قال المزيد: «مساهماتنا في هذه الشركات استراتيجية، وليست مجرد توظيفات مالية. لذلك فنحن نستثمر فيها على المدى البعيد، ونستثمر بهدف تنميتها. صحيح أن أسعار الأسهم انخفضت، وسجلنا ذلك في حساباتنا، وشكلنا المؤن اللازمة لتغطية الخسائر، لكننا ساهمنا في الزيادات في رأسمال بعض هذه الشركات، وجعمنل مشاريعها التنموية». كما تساهم الشركة في المنطقة الصناعية الحرة في طنجة، ومنطقة سابينو الصناعية في الدار البيضاء، وهي الأولى من نوعها التي يتم إنجازها من طرف القطاع الخاص بالمغرب.