كشف مسؤول رفيع المستوى في شركة معنية بشأن الاستثمار في سوق الأسهم السعودية، أن الشركات الاستثمارية في البلاد بريئة من المضاربات اليومية التي تتميز بالخطورة العالية، مؤكدا في الوقت ذاته خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن مستقبل سوق الأسهم السعودية واعد للغاية.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي نجح فيه مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس، من الثبات فوق منطقة 7300 نقطة لليوم الثاني على التوالي، وهو الثبات الذي من المتوقع أن يحفز السيولة النقدية الاستثمارية على مزيد من التدفق إلى تعاملات السوق المحلية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي هذا الإطار، أوضح أيهم اليوسف الرئيس التنفيذي لشركة «البلاد للاستثمار» أن عدد الشركات المعنية بالقطاع الاستثماري المالي في السوق السعودية خلال الفترة الحالية ينخفض عن عددها في عام 2005، إلا أنه استدرك قائلا: «على الرغم من تراجع أعداد الشركات الاستثمارية، إلا أن مستوى النوعية وجودة المنتج والخدمة، تحسن كثيرا عما كان عليه في الأعوام الماضية».
وأرجع اليوسف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تراجع أعداد الشركات المالية في السوق السعودية إلى تركيز كثير من الشركات في عام 2005 على نشاط الوساطة المالية في سوق الأسهم السعودية، وقال «نشاط الوساطة المالية في السوق السعودية حقق كثيرا من التراجع والضعف خلال الأعوام السبع الماضية، وهو الأمر الذي أجبر بعض شركات الاستثمار على الخروج النهائي من السوق».
ولفت الرئيس التنفيذي لشركة «البلاد للاستثمار»، إلى أن الشركات المالية الاستثمارية بريئة من عنصر المضاربات اليومية في سوق الأسهم المحلية، مضيفا: «المضاربات اليومية تتميز بالمخاطرة العالية، وهو الأمر الذي تتجنب معظم الشركات الاستثمارية المالية الخوض فيه».
وقال اليوسف: «مستقبل سوق الأسهم السعودية واعد للغاية، والقرارات التي تصدرها هيئة السوق المالية خلال الفترة الحالية، ستقود إلى نتائج إيجابية في نهاية الأمر»، مشيرا إلى أن صندوق «أصايل» التابع لشركة «البلاد للاستثمار» والذي يرتكز نشاطه على سوق الأسهم السعودية، حقق نتائج إيجابية خلال العام الحالي.
وحول استثمارات شركة «البلاد للاستثمار» في القطاع العقاري، أوضح اليوسف أن الصناديق العقارية التابعة للشركة تستثمر في القطاع العقاري المدرج في سوق الأسهم المحلية، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الشركة لم تدخل في الاستثمار المباشر في السوق العقارية السعودية.
من جهة أخرى، نجح سوق الأسهم السعودية خلال تعاملاته يوم أمس من الإغلاق لليوم الثالث على التوالي فوق مستويات 7300 نقطة، ليغلق بذلك المؤشر العام عند مستويات 7363 نقطة، بارتفاع بلغت نسبته 0.11 في المائة، وسط سيولة نقدية متداولة بلغ حجمها نحو 5.6 مليار ريال (1.5 مليار دولار)، يأتي ذلك وسط ارتفاع أسعار أسهم 65 شركة مدرجة في تعاملات السوق، مقابل انخفاض أسعار أسهم 62 شركة.
يشار إلى أنه، كانت قد وضعت هيئة السوق المالية السعودية إدارات الشركات المدرجة في سوق الأسهم المحلية أمام مرحلة جديدة من الشفافية والوضوح مع عموم المساهمين، يأتي ذلك من خلال مشروع جديد تعمل هيئة السوق هذه الأيام على استطلاع آراء الجمهور حوله، والذي يتعلق بالإجراءات والتعليمات الخاصة بالشركات المدرجة أسهمها في السوق، والتي بلغت خسائرها المتراكمة 50 في المائة فأكثر من رأسمالها. ويأتي استطلاع هيئة السوق المالية لآراء الجمهور حول الإجراءات الخاصة بالشركات التي تزيد خسائرها المتراكمة على 50 في المائة من رأسمالها، في الوقت الذي أعلنت فيه عن احتساب نسبة تذبذب أسهم الشركات حديثة الإدراج بما نسبته 10 في المائة، وهي النسبة المعمول بها في بقية الشركات المدرجة.