مدير عام شركة «فيزا» في السعودية: نسعى لأن نكون بديلا للنقد.. وندعم اقتصادات الدول السياحية

أحمد جابر أكد أن فرص النمو في منطقة الشرق الأوسط لبطاقات الائتمان واعدة

أحمد جابر مدير عام شركة «فيزا» في السعودية
TT

قال أحمد جابر، مدير عام شركة «فيزا» في السعودية، إن منطقة الشرق الأوسط تعد واحدة من أهم المناطق فيما يتعلق ببطاقة الائتمان العالمية، مشيرا إلى أن الإنفاق في هذه المنطقة مرتفع باستخدام بطاقات الدفع.

وأشار جابر الذي كان يتحدث في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن المسافر قد يجد خيارات عند صندوق الدفع، حيث يقدم بعض التجار خيار تحويل قيمة المشتريات إلى العملة الوطنية، وتسمى هذه الخدمة «التحويل السريع للعملات»، مما يعني أن التاجر - وليس فيزا - هو الذي يقوم بتحويل العملات، في الوقت الذي قد يخضع فيه التاجر هذه الخدمة لتكلفة إضافية، بجانب قضايا أخرى تحدث فيها مدير «فيزا» بالسعودية.

* كيف ترى مستقبل صناعة الدفع من خلال بطاقات الائتمان في السعودية؟

- منطقة الشرق الأوسط من أهم المناطق بالنسبة لنشاط «فيزا»؛ لما تتمتع به من إمكانات وقدرات تدعم استراتيجية «فيزا» لتنمية أعمالها، كما تتمتع ببنية تحتية قوية لدعم قطاع المدفوعات الإلكترونية، إلى جانب الارتفاع المتواصل في معدلات الإنفاق باستخدام بطاقات الدفع، هذا بالنسبة للمنطقة بشكل عام، أما بالنسبة للسعودية، فهي من أبرز الأسواق بالنسبة لنشاط «فيزا»، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة أهمها حجم السوق السعودية، وارتفاع عدد مستخدمي بطاقات الدفع، بالإضافة إلى توافر إمكانية زيادة عدد البطاقات مع ما تشهده المملكة من نمو وارتفاع في معدلات الإنفاق للفرد.

وقد أشارت آخر دراسة قامت بها «فيزا» عن توجهات السفر العالمية عام 2013، والتي شملت 12631 مسافرا من 25 بلدا، إلى أن متوسط ميزانية السفر العالمية البالغ 2390 دولارا للرحلة الواحدة مؤهل للارتفاع إلى 2501 دولار أميركي. وضمن هذه الدراسة جاء السعوديون في أعلى القائمة بمعدل إنفاق 6666 دولارا أميركيا للرحلة الواحدة، يليهم الأستراليون بمعدل 4118 دولارا أميركيا، والصينيون بمعدل 3824 دولارا أميركيا، وأظهر بيان أصدرته شركة «فيزا فيو» لخدمات بيانات السفر في أحدث تقاريرها عن نظرة على السياحة بالإمارات، أن السياح السعوديين أنفقوا 420 مليون دولار ببطاقات «فيزا» في الإمارات عام 2012، وتخطت السعودية بذلك الولايات المتحدة الأميركية لتحتل المركز الثالث في العام نفسه.

* ما أبرز جهود شركة «فيزا» لدعم المجتمعات الراغبة في حمل سيولة نقدية أقل؟

- تعمل «فيزا» بشكل مستمر على رفع مستوى الوعي لدى حاملي البطاقة حول أفضل وأسلم الطرق لاستخدامها، ليحققوا الاستفادة القصوى من استخدام البطاقة دون أن تشكل عبئا عليهم، وتساعدهم على إدارة وتنظيم مصروفاتهم، وتعمل «فيزا» مع شركائها من البنوك والمؤسسات على دعم قطاع المدفوعات الإلكترونية بأحدث حلول الدفع والتكنولوجيا، بهدف تقديم منتجات متنوعة تتناسب مع مختلف احتياجات الأفراد، وبالتالي زيادة عدد مستخدمي بطاقات الدفع الإلكترونية.

* بطاقات الائتمان من أبرز الوسائل المستهدفة من قبل هجمات الاحتيال.. ما الإجراءات التي قامت بها «فيزا» لحماية بطاقاتها من تلك الهجمات بالتعاون مع البنوك؟

- تعتمد منطقة الخليج أحدث التقنيات في مجال حلول الدفع وإدارة المخاطر؛ لذا فهي تتيح مستوى عاليا من الأمان والملاءمة للعملاء بفضل نظام «آي إم في» الذي يتم من خلاله تزويد البطاقات بشريحة هي بمثابة كومبيوتر صغير تبث رسائل ديناميكية، فإذا تعرضت البطاقة لعملية احتيال أو اعتراض لهذه الرسائل، لا يمكن استخدام أي من المعلومات التي تم الحصول عليها في عمليات الاحتيال، وهذا أبرز ما يميز تقنية «آي إم في».

بمجرد حدوث المعاملة الخطأ يمكن التعرف عليها وإيقافها، وإذا كانت البطاقة غير مزودة بشريحة «آي إم في» يمكن أن تستخدم في إصدار بطاقة مزورة والقيام بمعاملات أخرى، أما إذا كانت مزودة بتقنية «آي إم في» فلا يمكن أبدا استخدام المعلومات، وبالتالي لا يتم إصدار أي من البطاقات المزورة. بشكل عام لم يتوصل بعد «قراصنة الإنترنت» أو «الهاكرز» إلى إصدار بطاقات مزورة تستخدم تقنية «آي إم في»، إلا أن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على حامل البطاقة ومستخدمها، حيث ينبغي عليه أن يحافظ على مستوى من الحرص والأمان عند استخدام بطاقته، وإلا عرض نفسه للمخاطر.

وبشكل عام تسجل حالات الاحتيال في المنطقة معدلات منخفضة جدا، أي ما يعادل سنتا واحدا لكل 100 دولار، ومن جانب آخر سجلت معدلات الاحتيال عالميا أقل من 5 سنتات بقليل لكل 100 دولار؛ لذا تعمل المنطقة هنا وفق أداء جيد فيما يتعلق بخفض معدلات الاحتيال بشكل عام، ويتم حساب هذه المعدلات طبقا لعدد البطاقات التي يتم إصدارها من قبل البنوك.

* ما استراتيجية «فيزا» العالمية في المنطقة؟

- تنقسم استراتيجية النمو لدى «فيزا» إلى محاور عدة، أهمها توسيع مجال أعمالها في الأسواق الناشئة، وابتكار المزيد من المنتجات، وتحقيق الشراكات الناجحة التي تسهم في تعزيز استراتيجيتها، كما نسعى في «فيزا» إلى توسيع شبكة قبول بطاقاتها عالميا ومحليا. وتشمل محاور اهتمامنا في الاستراتيجية، توعية المجتمع وتحفيزه بالتعاون مع شركائنا من البنوك بفوائد استخدام الدفع الإلكتروني كبديل لحمل النقد، خصوصا عند السفر.

* كيف يمكن أن تسهم شركة «فيزا» في الاقتصاد العالمي؟

- تقدم بطاقات الدفع مثل بطاقة الائتمان والحسم والدفع المسبق قيمة إضافية للمؤسسات المالية ولعملائنا من التجار في مختلف أنحاء العالم، ونحن نرى فرصة كبيرة للتوسع في تقديم المنتجات الأساسية لدينا في الأسواق، حيث ما زالت المدفوعات الإلكترونية في مراحلها المبكرة، وبالنسبة لنا في «فيزا» قد يعني الابتكار تطوير المنتجات وتقديم منتجات جديدة للأسواق أو عقد تحالفات وشراء أصول لدعم استراتيجية نمونا في المنطقة، وتهدف استراتيجية «فيزا» بشكل أساسي إلى تعزيز وجودها الجغرافي في مختلف أنحاء العالم، سواء بالتركيز على القطاعات التي تتمتع بإمكانات كبيرة لقبول منتجاتها وخدماتها أو الاستثمار في مناطق جغرافية تتمتع بإمكانات عالية، وما زالت في مراحلها الأولى لكي نقدم لها مفهوم المدفوعات الإلكترونية، كما تقدم «فيزا» الدعم الكامل لقطاع السياحة، وتعزز وجودها وجهودها في الدول والاقتصادات المعتمدة على السياحة بشكل كبير، ويأتي ذلك في إطار التزامها بالمساهمة في تزويد قطاع السياحة العالمية بمعلومات عن الأسواق.

وباعتبارها أكبر شركة عالمية في مجال حلول الدفع الإلكترونية، تتمتع «فيزا» بمكانة فريدة من حيث القدرة على تقديم نظرة معمقة حول مكان ومجال إنفاق الزوار أموالهم من خلال البطاقات، فتحويل بيانات معاملات البطاقات إلى معلومات مفيدة لقطاع الأعمال هو وسيلة تتيح لشركة «فيزا» تقديم قيمة إضافية للأعمال والدول التي تعد فيها السياحة مؤشرا قويا على النمو.

* يتهم كثير من مستخدمي بطاقات «فيزا» بأنها سبب رئيس لمشكلاتهم المالية.. ما الطريقة الصحيحة لاستخدام بطاقات «فيزا»؟

- هذا غير صحيح على الإطلاق، فهي كأي وسيلة تقنية، يجب أن يصاحب استخدامها مستوى مرتفع من الوعي والمعرفة بكيفية الاستخدام المثالي. فبطاقات الحسم تستخدم للسحب من الحساب الشخصي؛ بل وتمنح مستخدمها مميزات استخدام بطاقات الدفع الإلكترونية دون إضافة أي قيمة عليها، أما بالنسبة لبطاقات الائتمان، فهي وسيلة لتسهيل المدفوعات، خصوصا في أوقات السفر والرحلات؛ لذا فالاستخدام الرشيد للبطاقة الائتمانية هو من أهم الخطوات التي تمنح حامل البطاقة فوائدها، وفي الوقت نفسه تساعده على إدارة مدفوعاته بصورة منظمة.

* يتساءل كثيرون عن أهمية الاستفسار في أي بلد يزورونه غير بلدهم الأصلي عن الشراء بالعملة الأصلية لبلاده أم عملة البلد؟ وما الفارق في ذلك؟

- خلال وجوده خارج بلده، قد يجد المسافر خيارات إضافية عند صندوق الدفع، فبعض التجار يقدمون خيار تحويل قيمة المشتريات إلى العملة الوطنية، وتسمى هذه الخدمة «التحويل السريع للعملات»؛ ما يعني أن التاجر - وليس فيزا - هو الذي يقوم بتحويل العملات، ففي حين تريد معرفة قيمة المشتريات الصحيحة بالعملة الوطنية عند صندوق الدفع، عليك أيضا أن تعرف أن التاجر قد يخضع هذه الخدمة لتكلفة إضافية؛ لذا تطلب «فيزا» أن يترك لك الخيار لقبول خدمة التحويل السريع للعملات أو رفضها. إضافة إلى ذلك تطلب «فيزا» من التجار الذين يقدمون هذه الخدمة أن يعلموا حاملي البطاقات بسعر الصرف بما فيه أي عمولة أو تكاليف مطبقة.

* عمليات الشراء من قبل مواطني دول الخليج توضح لكم اهتماماتهم.. ما القطاعات التي تتصدر اهتمامات سكان منطقة الخليج؟

- طبقا لآخر دراسة أجرتها «فيزا» عن توجهات السفر في العالم، أظهرت النتائج أن السعوديين هم من الجنسيات الثلاث الأكثر إنفاقا باستخدام بطاقات «فيزا» في مجال التجزئة والتسوق إلى جانب روسيا والصين. وارتفعت قيمة الإنفاق إلى ما يقارب 1.1 مليار دولار في قطاع الفنادق والإقامة، بينما ارتفعت معدلات الإنفاق في قطاعي السفر والترفيه إلى نحو 19.3 في المائة، وأكدت الدراسة أن السعودية هي من أكثر ثلاث أسواق إنفاقا في المطاعم إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، كما حقق حاملو بطاقات «فيزا» من قطر وعمان أعلى معدلات الإنفاق في الفنادق والشقق، واستطاعت قطر أن تحقق ارتفاعا في معدلات الإنفاق لتحتل المركز الريادي في مجال السياحة ضمن دول الخليج، حيث ارتفع حجم الإنفاق بمعدل 56.9 في المائة وسجلت ارتفاعا في حجم المعاملات ليصل إلى 48.8 في المائة. وأشارت الدراسة إلى زيادة إنفاق القطريين بمعدل 67.8 في المائة في مجال التجزئة و57.7 في المائة في الإقامة و46.3 في المائة في السياحة.

* كيف يمكن لشركة «فيزا» أن تسهم في دعم الاقتصادات الوطنية للدول؟

- سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في مختلف أنحاء العالم، التحول الأكبر هو الانتقال من استخدام النقود إلى اعتماد بطاقات الائتمان والحسم. انتشار التقنية يعني زيادة عدد الأفراد المستخدمين لمنصات الدفع عبر الإنترنت وعبر الهواتف الجوالة مثل «فيزا»؛ ما يساعد على زيادة فرص الإنفاق. كما أن النمو الذي يشهده قطاع التجزئة في الشرق الأوسط وزيادة عدد التجار ضمن شبكة قبول «فيزا» هو أيضا أحد أهم عناصر النمو. وبشكل عام، تتمتع بطاقات الدفع الآن بمستوى عال من الثقة والأمان على مستوى العالم، كما تلاقي انتشارا أكبر بين جيل الشباب وهو الجيل الأكثر تطلعا إلى حلول التقنية الجديدة، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابا على توسيع نطاق المدفوعات الإلكترونية في حياتنا اليومية.

* ما أبرز جهودكم لإيجاد بطاقة ائتمانية متوافقة مع المصرفية الإسلامية؟

- هناك جهود قائمة مع شركائنا من البنوك والمؤسسات المالية، ولدينا مجموعة من المنتجات الإسلامية المتوافقة مع الشريعة، فنحن في «فيزا» نهتم بتقديم منتجات تتناسب مع مختلف احتياجات عملائنا، ونعمل على تقديم التقنية والحلول اللازمة لتوفير أعلى درجات الملاءمة والأمان، لتوسيع نطاق التعامل ببطاقات الدفع، سواء للائتمان أو الحسم، كما تعمل «فيزا» بشكل دائم على تطوير منتجاتها وحلولها بالتعاون مع الحكومات وشركائها من البنوك والمؤسسات المالية.