البورصة المصرية تهوي بضغوط من مبيعات المستثمرين المحليين

فقدت في ثلاث جلسات 1.4 مليار دولار

TT

هوت مؤشرات البورصة المصرية خلال تعاملات جلسة أمس. وقال محللون إن تزايد حالة الغموض السياسي في البلاد تسبب في اتجاه المستثمرين نحو البيع خلال الجلسات الماضية تحسبا لأي اضطرابات مقبلة، لتفقد البورصة منذ بداية تعاملات الأسبوع نحو 10 مليارات جنيه (1.4 مليار دولار).

وخسرت البورصة أمس نحو 4.9 مليار جنيه (700 مليون دولار)، وتراجع مؤشرها الرئيسي «EGX30» بنسبة 1.57 في المائة ليغلق عند 5222.27 نقطة، فيما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة «EGX70» بنسبة 2.37 في المائة ليغلق عند 424.13 نقطة. واتجه المصريون نحو البيع بصاف بلغ 32 مليون جنيه، فيما اتجه العرب والأجانب نحو الشراء بصاف بلغ 12.58 مليون جنيه و19.5 مليون جنيه على التوالي.

وقال عيسى فتحي، نائب رئيس شعبة الأوراق المالية، إنه لا يوجد أي حافز يجعل المستثمرين يقبلون على الشراء في البورصة الآن، وتابع «الإدارة السياسية في مصر أظهرت ضعفها في التعامل مع الكوارث التي تمر بها البلاد سواء الداخلية أو الخارجية من دون تقديم حلول». وأضاف فتحي أنه كلما اقترب موعد المظاهرات المناهضة للرئيس في 30 يونيو (حزيران) أثر ذلك بالسلب على أداء البورصة.

ودعا نشطاء إلى مظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو الحالي بمحافظات مصر لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإسقاطه بعد مرور عام من توليه منصبه من دون أن يقدم أي إنجازات، و«يربط المستثمرون بين تلك المظاهرات وثورة 25 يناير (كانون الثاني)، فهم يخشون أن تؤدي تلك المظاهرات إلى مصادمات جديدة في البلاد وتعيد مصر إلى ما كانت عليه قبل عامين»، كما يقول فتحي. ويرى أن كل تلك الأمور تجعل المستثمرين يبيعون جزءا أو كل الأسهم بمحافظهم الاستثمارية على أمل أن يستطيعوا شراء تلك الأسهم خلال فترات لاحقة بأسعار أقل، فهم يعتبرون البيع وفق الأسعار الحالية أفضل بكثير من بيعها خلال الفترة المقبلة. وتابع فتحي «عدم اليقين وغموض الحالية السياسية وزيادة الاضطرابات في البلاد كل تلك الأمور تعتبر العدو الأول للاستثمار». وتزداد في مصر حالة الضيق من النظام الحاكم، وتقول إحدى الحملات المناهضة للرئيس إنها جمعت أكثر من سبعة ملايين توقيع من مواطنين لسحب الثقة من الرئيس مرسي، وهو ما يراه مراقبون أنه ناتج عن تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد. ويضيف فتحي «رغم حالة الضبابية التي تعيشها البلاد فإن بعض المستثمرين العرب والأجانب يستغلون تراجع أسعار الأسهم في الشراء، لكن رغم ذلك فإن الاتجاه العام هو البيع، وهو سلوك دائما ما يحدث مقرونا بقيم تداول مرتفعة، وترتفع مؤشرات السوق في بعض الأحيان ولكن بشكل استثنائي وسط تداولات منخفضة. المستثمرون الآن يعملون في ظل أجواء استثمارية غير مشجعة، وتلك الأمور قد تستمر لفترات طويلة لا نعرف مداها».

وقال نائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار إن الأداء المتذبذب للسوق يأتي بسبب غياب المحفزات الشرائية وضغوط تطبيق ضريبة الدمغة على التعاملات مع تباين تعاملات الأجانب، موضحا أن التداولات شهدت انتقائية واضحة مع غياب واضح للسيولة الاستثمارية المؤسسية.