احتفال غير تقليدي

علي المزيد

TT

يقول المثل: «الحاجة أم الاختراع» هذا على المستوى الاجتماعي أما على مستوى الاقتصاد «أفضل المشاريع - الأفكار - ما أكمل النقص» وفي العادة تتكيف المجتمعات مع أوضاعها الاقتصادية. لفت انتباهي السعودي من مدينة الجبيل السعودية الذي وضع حفل الزفاف صباحا، وحدد له توقيتا من العاشرة صباحا وحتى الثالثة ظهرا وعزا ذلك لتقليل النفقات أي أن الدافع له اقتصادي في المقام الأول، نظرا لرخص القاعة حينما تؤجر صباحا وعلى غير المعتاد وفي المجمل تقليل النفقات بما فيها فساتين المعازيم.

تبع ذلك ما قام به عبد الله عبد العظيم المصري المقيم في جدة الذي احتفل بزواجه على الكورنيش، حيث بدأ الحفل من بعد صلاة العصر حتى المغرب ليجد تعاطفا شعبيا جعل جمعية «خيرهن أيسرهن» تتحمل التكاليف مع أصدقاء العريس بحيث لم ينفق العريس ريالا واحد من جيبه.

السؤال المطروح هل هذا النمط من الاحتفالات غير التقليدية جديد في مجتمعنا؟ واقع الحال أنه أمر ليس جديدا فقد كانت احتفالات الزواجات تقام بعد صلاة العصر مباشره والسبب عدم وجود الكهرباء، بالإضافة إلى أن الناس كانت تأوي إلى فرشها مبكرا ولم تكن تسهر.

المجتمعات الذكية هي التي تتكيف مع أوضاعها الاجتماعية، لي قريب لديه قصر زواجات يقول أتاني عرسان من الجالية الحضرمية الكريمة ونحن نرتب للحفل قلت لهم هل تريدون العشاء عند التاسعة والنصف أم العاشرة ليلا جريا على المعتاد في المجتمع السعودي فقال لي الإخوة الحضارم لا..لا..لا.. نريد العشاء الساعة الثانية عشرة، يستطرد ومن الطبيعي سألت عن السبب فقالوا لي إنهم أصحاب محلات تجارية ولا يغلقونها حتى الساعة العاشرة ويحتاجون إلى وقت للذهاب إلى منازلهم لتغيير ملابسهم ثم يأتون إلى الحفل.

المجتمعات هي من تخلق العادات وعيب مجتمعنا العربي أنه بطيء في التغيير رغم التكلفة الاقتصادية الباهظة في حفلة العمر ولو اتجه مفكرونا لوضع الحلول بدلا من الوعظ وكما فعل المواطن السعودي والمصري لخرجنا بطرق وحلول تقلل التكاليف وتتم الهدف.

ودمتم.