قمة بروكسل تخصص 8 مليارات يورو لمواجهة البطالة.. واتفاق حول موازنة طويلة الأمد

جان كلود يونكر لـ«الشرق الأوسط»: لا نستطيع حل المشكلة بهذه المليارات القليلة

زعماء أوروبيون خلال الاجتماع الأخير في بروكسل تتوسطهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (أ. ب)
TT

اتفق قادة دول الاتحاد الأوروبي على تخصيص 8 مليارات يورو لمواجهة مشكلة البطالة، وخصوصا بين الشباب، والتي وصلت إلى معدلات مرتفعة وصفت بالخطيرة. واتفقوا على وضع تدابير لحل مشكلة البطالة ومشكلات الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الاستثمار. وتوصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول موازنة التكتل للفترة من 2014 حتى 2020، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: «الاتفاق الذي من المقرر أن يتم إرساله إلى البرلمان الأوروبي للتصويت عليه الشهر المقبل، يأتي بعد تجاوز آخر عقبة وضعتها بريطانيا في اللحظة الأخيرة».

وأضافت المستشارة الألمانية: «إن هذه خطوة مهمة لنخطط لنفقاتنا وجعل الأمر ممكنا لنفعل شيئا إزاء النمو والتوظيف».

ويتضمن الاتفاق خفض الإنفاق للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد، لكنه لا يزال يتطلب موافقة البرلمانات المعنية. كما وافق قادة الاتحاد الأوروبي على مبادرات لتقليص معدل البطالة لدى شباب التكتل وجعل الأمر أكثر سهولة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول على تمويلات وتوفير فرص عمل جديدة. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال رئيس الوزراء الفنلندي، جيركي كتاينن: «نحن في الأزمة منذ ست سنوات ولا بد من اتخاذ خطوات لتهدئة الأمور، من خلال وضع قوانين جديدة، والعمل على استعادة الثقة، ومعالجة البطالة، ولكن تظل المبادرات الرئيسة في أيدي الحكومات الوطنية». وأضاف على هامش الاجتماعات: «إنه لا يكفي بالنظر إلى حجم المشكلة ولكن نحن جميعا الآن ندرك أن الاتفاق على الموازنة الأوروبية ليس هو الحل الرئيس لبطالة الشباب. القضية الرئيسة هي كيف يمكن لجميع الدول الأعضاء أن تحسن قدرتها التنافسية وخلق فرص عمل حقيقية». وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ: «لا بد أن نواجه التشدد في أوروبا من خلال رسالة قوية وهذا المبلغ مهم، ولكن لا نستطيع أن نحل مشكلة البطالة بهذه المليارات القليلة، ولا بد من خطة شاملة وتسهم الدول الأعضاء في هذه المعركة».

ويكلل الاتفاق بشأن الموازنة نهاية رئاسة آيرلندا الدورية للاتحاد الأوروبي التي تمتد ستة أشهر وتنتهي الأحد المقبل. وأعرب هرمان فان رومبوي رئيس مجلس الاتحاد خلال مؤتمر صحافي عن قلقه لارتفاع مستويات البطالة، مضيفا أننا لهذا السبب أصدرنا عددا من القرارات التي ستخلق فرص عمل وتزيد وتسرع إجراءات التعيين، مشيرا إلى مبادرة تشغيل الشباب. من جانبه قال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو في المؤتمر الصحافي المشترك: «وافقنا على مبادرات لتقليص معدل البطالة لدى شباب التكتل الموحد ليكون الأمر أكثر سهولة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول على تمويلات وتوفير فرص عمل جديدة». وذكر أن القادة وضعوا خطة بقيمة ستة مليارات يورو لتوظيف الشباب تدخل حيز التنفيذ خلال العامين المقبلين، مضيفا أنه من المحتمل أن يتم توفير مزيد من الأموال في النهاية بفضل المرونة التي تم الاتفاق عليها حديثا في موازنة الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن الإجراءات التي وافق القادة عليها أوصت بأن يتم إلغاء الحظر على قروض الشركات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها «شريان الحياة لاقتصادنا». ويصل عدد العاطلين عن العمل في أوروبا إلى ما نسبته 23% من مجموع عدد السكان معظمهم دون سن 25 عاما. كما تباحث زعماء الاتحاد الأوروبي خلال القمة حول مدى التقدم في مجال الاتحاد المصرفي، خاصة بعد أن توصل وزراء ماليتهم إلى اتفاق حول طريقة إعادة رسملة أو تصفية المصارف دون المساس بأموال دافعي الضرائب الأوروبيين. وقال باروسو في المؤتمر الصحافي الختامي: «لقد تباحث القادة حول الاتحاد البنكي وآلية المراقبة المالية وقامت رئاسة الاتحاد بتجديد خطط للتكتل الموحد لتقوية التكامل الاقتصادي والنقدي، ورحب الزعماء رسميا بكرواتيا التي ستصبح الدولة العضو رقم 28 في التكتل الموحد اعتبارا من بداية الشهر المقبل، وتسير صربيا على نفس الطريق عقب انتهاء محادثات معها حول الإجراءات المطلوبة لتحقيق هذا الأمر».