قررت السعودية أن تكون عطلة نهاية الأسبوع يومي الجمعة والسبت بدلا من الخميس والجمعة، وهي آخر دولة خليجية تقرر ذلك، واليوم السبت هو أول يوم سبت إجازة في تاريخ السعودية. ما فائدة تغيير عطلة نهاية الأسبوع؟
أولى الفوائد: أنها توحد إجازة نهاية الأسبوع في دول الخليج الست، وهذا له فائدة اجتماعية فحينما تتوحد الإجازة يكون أفضل للتواصل الاجتماعي.
الأمر الآخر: أنه من الأفضل للسعوديين أن لا يكونوا نشازا بين دول الخليج، ومن المعروف أن تنقلات البشر وتواصلهم ينشط الاقتصاد.
وزارة الخارجية المستفيد الأكبر من هذا التغيير إذ يمكنها التغيير من التواصل مع قنصلياتها في الخارج ووزارات الخارجية في الدول الأخرى دون إرباك كما كانت تسببه عطلة نهاية الأسبوع القديمة، والخارجية السعودية سبق وعدلت وقت عملها إلى الساعة الرابعة عصرا ليمكنها التغلب على فارق التوقيت.
على المستوى الاقتصادي تستفيد من القرار مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، البنوك السعودية التي لها علاقات خارجية عبر التحويل، أسواق المال، العاملون في الوحدات المركزية للأسهم العالمية في البنوك إذ يمكنهم التغيير للاشتراك مع أسرهم في يوم واحد من الإجازة على الأقل.
المحزن في الموضوع أن القرار يدرس منذ ثلاثين عاما، وكانت فئة نخبوية من المجتمع تقف ضد هذا القرار وفق تأويلات لنصوص دينية كان تأويلها مقبولا في ذلك الوقت.
لكن المجتمع تغير وأيضا الفئة النخبوية تغيرت عبر توسع مدارك الطرفين لتخرج رؤى جديدة تؤول النصوص بما يتوافق مع العصر.
مثل هذه التأويلات لم تكن جديدة فقد حرمت القهوة قبل 400 سنة وفي مكة تحديدا أتلفت أدواتها وقبض على من يصنع القهوة واليوم تقدم كرمز لضيافتنا العربية الإسلامية. ودمتم.
* كاتب اقتصادي