غير تقليدي

علي المزيد

TT

نحن على أبواب رمضان وهو شهر تجيش الأنفس فيه بالخير ولكن مع الأسف كل هذا الخير نمطي وتقليدي، وما أتمناه أن يتجاوز هذا الخير الشكل التقليدي ليخرج إلى الشكل الإبداعي.

كنت أعد بحثا عن الأسر المنتجة وقادني للتواصل مع الأستاذة نسيم بنت عبد الرحمن الطليحي مديرة مركز بناء الأسر المنتجة في الأحساء شرق السعودية، بدأنا نتحدث عن فكرة المركز فقالت لي المركز يقرض كل فرد في الأسرة يرغب في الإنتاج 3000 ريال (800 دولار)، ومن دون ضمانات، ويعطي فترة سماح مدتها ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم السداد بقسط شهري قدره 250 ريالا (66 دولارا) وأخبرتني أن نسبة التحصيل تبلغ 90%.

بدأت أبحث عن فكرة المركز ومن يموله؟ هل هي الحكومة؟ أم ماذا؟ أخبرتني أن المركز خيري ويمول من مؤسسة الشيخ سليمان الراجحي الخيرية، وأنه يصنف ضمن العمل الخيري التنموي وأن هدفه هو بناء الأسرة وجعلها منتجة بدلا من إعطائها مساعدات مقطوعة، وأخبرتني أن معظم هذه الأسر تكون مراكز تدريب لفتيات أخر من أسر أخرى.

لا أخفيكم القول: إنني كدت أجهش بالبكاء لأن هذا العمل الخيري إبداعي وغير تقليدي، وهو لا يعلم الشحاذة ولكن يعلم الإنتاج والاعتماد على الذات، ويجعل الأسرة فخورة بما تنتج، كنت أتمنى من الجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة أن تقوم كل جمعية بتبني عشر أسر من منطقتها لتحولها من أسر معوزة إلى أسر منتجة بحيث نتحول من العمل الخيري التقليدي إلى العمل الخيري غير التقليدي وبعد التجربة وثبات نجاحها نرفع عدد الأسر التي يتم رعايتها لتحويلها من الشحاذة إلى الاستغناء. ودمتم.

* كاتب اقتصادي