كشفت شركة «السلام» للطائرات، التي تعمل تحت مظلة برنامج التوازن الاقتصادي التابع لوزارة الدفاع السعودية أمس، عن تصنيع أول قطعة، يتم تركيبها على طائرات «إف - 15» التي تنتجها شركة «بوينغ»، أدخلت من خلالها مسارا جديدا في نشاطها.
ويأتي ذلك، ضمن المشروع التطويري لتحويل طائرات القوات الجوية الملكية السعودية، من طراز «إف 15 إس» إلى «إف - 15 إس إيه»، لتدخل مرحلة جديدة في تاريخها الممتد لربع قرن، ليواكب اتجاهها نحو تعزيز برنامجها الاقتصادي.
كما تزمع الشركة في التحضير لتوقيع اتفاقيات جديدة، ترفع بموجبها نسبة السعودة الحالية والبالغة 56 في المائة، إلى ما لا يقل عن 60 في المائة، تزامنا مع دخولها في عقودات تتصل بصناعة الطيران.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس محمد نور فلاته، الرئيس التنفيذي لـ«السلام للطائرات» أن هذه المرحلة، تعد إيذانا بانتقال الشركة من مرحلة صيانة وعمرة الطائرات التجارية والعسكرية، إلى مرحلة نقل التقنية، في مجال تجميع أجزاء الطائرات العسكرية.
وتحضيرا لهذه المرحلة وفق فلاته، تم تشكيل فريق قيادي ووضع الخطط اللازمة لتنفيذ المشروع بما في ذلك الجانب التدريبي، الذي جرى بوتيرة مكثفة خارج السعودية، مبينا أن ذلك كان ضمن الإعدادات التي أعقبت توقيع العقد بين الجانبين، بالإضافة إلى التدريب بمقر الشركة بالرياض، في حين أنشئت فصول دراسية للتأكد من المهارات اللازمة لتنفيذ المشروع.
وقال: «مع تدشين أول استخدام لجهاز تجميع أجزاء الطائرات العسكرية، تكون السلام بدأت تطبيق المهارات والتدريب اللازم للتحقق من الإيفاء بالمتطلبات والمواصفات المتفق عليها لعمليات التجميع، وهذه من أهم الخطوات، حيث يتم التحقق من خلالها بأن عمليات التجميع الخاصة بالأجنحة والهيكل الأمامي للطائرة، يتم تطبيقها وفق المواصفات المطلوبة وبطريقة صحيحة».
وأضاف: «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها بالسعودية، مشروع بهذا المستوى بمجال صناعة الطيران، وإننا نتوقع بأن ذلك سيكون ركيزة لأعمال تجميع وتصنيع إضافية تأتي بالمزيد من الفرص الوظيفية للمواطن السعودي».
ولفت إلى أن هذا جزء من رؤية الشركة منذ تأسيسها قبل 25 عاما، مبينا أنه في الوقت الذي تقدم فيه الشركة أداء بمستوى عالمي في أنشطتها، فإنها تعمل على إضافة أعمال ذات قيمة عالية، تعزز من مكانتها وقدراتها الفنية.
يشار إلى أن شركة «السلام» للطائرات، وقعت في يونيو (حزيران) من عام 2012، اتفاقية مع شركة «بوينغ» منحت بموجبه الأخيرة، الأعمال الخاصة بتجميع الأجنحة ومقدمة الهيكل للطائرة المراد تطويرها إلى (إف - 15 إس إيه) إلى شركة «السلام» للطائرات، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى 12 شهرا، دخل الجانبان في الإعداد المكثف لتدشين هذا العمل الجديد.