القيم الاقتصادية لمطارات الشرق الأوسط تزداد مع دخول اتفاقيات الـ«إيكاو» حيز التنفيذ

تسمح بعدد غير محدود من الرحلات

TT

دخلت الاتفاقيات التي وقعتها الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) حيز التنفيذ لزيادة الرحلات البينية بين تلك الدول، وذلك بحسب الاتفاق الثنائي بين كل دولة وأخرى، ويدخل في ذلك سياسة فتح الأجواء التي تسمح بعدد غير محدود من الرحلات.

ووفقا لخبراء في صناعة النقل الجوي، فإن السعودية والإمارات ضمن أولى الدول التي تقود مبادرات فتح الأجواء، حيث وقعتا عددا من الاتفاقيات في هذا الجانب أخيرا، مما يساعد في رفع عدد الرحلات التي تساعد في زيادة السعة المقعدية، مؤكدين أن الخطوة الجديدة ستساهم في رفع العوائد المالية للمطارات بما ينعكس إيجابا على تطوير المطارات.

وقال محمد الشبلان، الخبير في قطاع النقل الجوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المنظمة الدولية للطيران المدني تشجع الدول الأعضاء على تنشيط الحركة الجوية لدعم المطارات التي تشهد ركودا في حركة الطيران، إلى جانب الدعوة إلى تقديم مزايا تشجع شركات الطيران، وفي مقدمتها أسعار الوقود والخدمات الأرضية والعبور.

وأوضح الدكتور محسن النجار، خبير اقتصادات الطيران المدني، لـ«الشرق الأوسط»، أن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية وقعت أكثر من 320 اتفاقية خلال مؤتمر «إيكان» الذي عقد في السعودية خلال الأشهر الماضية، ويجري حاليا العمل على تفعيل الاتفاقيات بشكل نهائي لتساهم في تنمية الحركة الجوية بين الدول في ظل الطلب المتزايد على خدمات النقل الجوي.

وأضاف النجار أن الدول تقود خطوة إيجابية لتشجيع المطارات التي تشهد انخفاضا ملحوظا في الحركة الجوية على استقبال مزيد من الرحلات واستقطاب شركات الطيران لاستخدام تلك المطارات، مما يعزز القيمة الاقتصادية لهذه المطارات ويجعلها قادرة على تحقيق عائدات مادية جيدة بدلا من أن تكون تكلفة اقتصادية على الدول، ومن هذه المطارات ما يعرف بالمطارات الإقليمية التي بدأت الكثير من الدول تفعيلها والسماح لشركات الطيران العالمية بتسيير رحلات منها وإليها.

وأضاف أن الدول شرعت في الاستعداد لمواجهة التحديات القادمة في نقل الركاب عبر الجو، ومن ذلك تحسين البيئة التشريعية وفتح المجال أمام مشاركة القطاع الخاص وتطبيق سياسة فتح الأجواء لتوفير مزيد من السعة المقعدية بين دول العالم.

وفي السياق ذاته، تسعى الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية إلى تقديم مزايا نسبية تتعلق بتخفيض أسعار الوقود لتشجيع شركات الطيران الوطنية على استخدام المطارات السعودية بعد دخول مشغلين جديدين للنقل الجوي بين المدن في البلاد من أجل دعمها وتشجيعها على تقديم أفضل العروض والأسعار للمسافرين.

وكانت أكثر من 62 دولة من أعضاء «إيكاو» قد وقعت 130 اتفاقية في قطاع الطيران المدني على هامش مؤتمر الـ«إيكان» للطيران الذي عقد في السعودية خلال الفترة الماضية.

يأتي ذلك في ظل توقعات رسمية بأن تحتل منطقة الشرق الأوسط المرتبة الأولى عالميا من حيث نمو الحركة، حيث أظهرت الدراسة التي نفذتها المنظمة على دول الإقليم أن معدل نمو الحركة الجوية إلى 2025 سيصل إلى 28% عن الوضع الراهن.