سوق الأسهم السعودية يقترب من مستويات 2008 ويلامس حاجز الـ8 آلاف نقطة

خالف توقعات المراقبين والمحللين.. وتباين أداء السيولة يحدد قوة الدعم للأسعار في الشركات المضاربية

متداولون يتابعون سوق الأسهم السعودي
TT

خالفت سوق الأسهم السعودية توقعات المحللين والمراقبين لأسواق المال في انخفاض مستوى التداول واستقرار المؤشر بسبب عزوف المتعاملين خلال شهر رمضان، إلا أن مسار السوق جاء مغايرا عن تلك التوقعات وسجل ارتفاعات متوالية كان آخرها الإغلاق الأول من نوعه خلال العام الحالي عند حاجز 8 آلاف نقطة.

وجاءت حركة المؤشر في ختام تداولات يوم أمس بوتيرة متسارعة سجل المؤشر فيها أعلى مستوياته منذ نحو خمسة سنوات وتحديدا منذ سبتمبر من عام 2008 إبان الأزمة المالية العالمية التي حلت بأسواق المال في العالم.

وقال محمد النفيعي رئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة - غرب السعودية - إن «مؤشر السوق يقترب من حاجز 8 آلاف نقطة ويكسر الحاجز السابق الذي سجله العام الماضي، مع محاولات لدعم الإقفال الإيجابي للمؤشر قبل إجازة العيد».

ووصف النفيعي حجم التداولات بأنها متوسطة نسبيا في حدود 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) رغم السيولة الكبيرة، التي تركزت في تدوير عرضي لبعض الشركات والسلوك العام المضاربي، ما زال التنقل بين الشركات بنفس مستويات السيولة مما يحقق إيجابية انتقائية وضغوطا على أسهم أخرى.

وأضاف أن السوق تشهد عزوف السيولة عن الدخول نتيجة قرب الإجازة من أسباب انخفاض التدوير على بعض الأسهم المضاربية وتباين أداء السيولة الداخلة بعد العيد تحدد قوة الدعم للأسعار في الشركات المضاربية مع توازن معتدل في تحسن الأسهم الاستثمارية لتلافى ما حدث العام الماضي.

وكان مؤشر سوق الأسهم السعودية أنهى جلسته أمس على مكاسب بلغت 0.65 في المائة ونجح في الإغلاق فوق مستوى 7900 نقطة للمرة الأولى منذ نحو 16 شهرا.

ودعمت غالبية قطاع السوق المؤشر العام، حيث حقق مؤشر قطاع المصارف مكاسب بنسبة 1.07 في المائة، ومؤشر قطاع الزراعة 2.22 في المائة فيما ارتفع مؤشر قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 0.04 في المائة وشهدت قيم وأحجام التداول ارتفاعا ملحوظا خلال التعاملات حيث بلغت قيمة التداول 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) بأحجام بلغت 283 مليون سهم، عبر تنفيذ 106 آلاف صفقة. وجاء على رأس الأسهم الأكثر ارتفاعا سهم «جزيرة تكافل» 9.98 في المائة و«إعمار» 9.4 في المائة جاء سهم «الخليج للتدريب» بنسبة 5.6 في المائة.

من جانبه أوضح معتصم الأحمد خبير أسواق المال أن ملامسة مؤشر سوق الأسهم لحاجز 8 آلاف نقطة، يمثل امتدادا لما يشهده المؤشر من ارتفاع متواصل في الآونة الأخيرة، أدت إلى اختراق مستويات مهمة عجز عن الوصول إليها في أكثر من عام.

وأضاف: «يستدل على تلك الارتفاعات المضطردة تسجيل مكاسب بنحو 250 نقطة منذ أسبوعين وحتى الآن، الأمر الذي أدى إلى تعزيز رصيد المؤشر، وقد اكتسب المؤشر نحو 1170 نقطة منذ بداية العام الحالي، أي بمعدل 170 نقطة شهريا، وهو ما يمكن اعتباره إنجازا نوعيا للسوق المالية في العام الحالي بعد مرحلة التذبذب الكبير التي شهدها خلال العام الماضي».

وأوضح أن ذروة التغيير منذ بداية العام جاءت من نصيب قطاع الفنادق الذي حقق نموا مضاعفا، إذ ارتفع بنسبة 98 في المائة منذ بداية العام الحالي، وتلاه قطاع التطوير العقاري بنمو نسبته 50 في المائة متبوعا بقطاع التجزئة الذي ارتفع بمعدل 43 في المائة.

وأشار إلى أن السوق وصلت إلى مرحلة النضوج الجزئي، بحيث أصبح واضح المعالم من حيث نقاط قوته، إلا أنه لم يتدارك السلبيات كاملة، إذ لا يزال هناك بعض الأموال الساخنة التي ترد إلى السوق لجني أرباح لحظية، ومن ثم تنسحب مجدد، مما يجعل الحكم النهائي منصب على الأداء خلال فترة ما بعد العيد.

ويرى المراقبون أن السوق سجلت مستويات قياسية جديدة تصنف على أنها من مؤشرات التعافي في السوق خاصة بعد زوال المخاوف المتعلقة بنفسية المتداولين لما جرى من أحداث وخسائر في عام 2008 إلى جانب الإحجام الذي واجهه السوق خلال العام الماضي إلا أن مخاوف القطاع العقاري بعد الإجراءات التي أصدرتها الحكومة السعودية لتصحيح وضع السوق العقاري دفعت بالأموال المستثمرة في القطاع إلى سوق الأسهم وأدى ذلك إلى تحسن ملحوظ في قطاعات السوق وشهد المؤشر ارتفاعا متواصلا في الآونة الأخيرة مخترقا مستويات مهمة عجز في اختراقها في أكثر من عام.

وبنهاية التعاملات حقق سهما «المراعي» و«سدافكو» مكاسب قوية تخطت الـ4 في المائة لسهم «المراعي»، والذي أغلق عند مستوى 83.5 ريالا، وذلك بعد موافقة الجمعية العمومية على زيادة رأسمالها إلى 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) عن طريق أسهم منحة بنسبة 50 في المائة.