البورصة والبنوك تقرر تعليق عملها وسوق المال يفقد 822 مليون دولار

المحال والشركات تغلق.. وانتظام الحركة بالمطارات وقناة السويس

خسائر فادحة تكبدتها سوق الأسهم المصري في يوم فض اعتصامات في أنحاء مصر (رويترز)
TT

قررت كل من إدارتي البورصة المصرية والبنك المركزي تعليق العمل اليوم الخميس، وذلك بعد تزايد حدة العنف في عدة محافظات مصرية أمس، بعدما قامت قوات الشرطة بفض اعتصام مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في ميداني النهضة ورابعة العدوية بالقاهرة.

وتلقت إدارات البنوك العاملة بمصر تعليمات واضحة من البنك المركزي تؤكد غلق أبوابها اليوم الخميس، على أن يتم العودة إلى العمل يوم الأحد المقبل، يأتي ذلك بعد أن أغلقت البنوك أبوابها مبكرا بنحو ساعتين أمس، بعد تزايد حدة الاشتباكات بين مؤيدي الإخوان وقوات الجيش والشرطة.

وقالت إدارة البورصة المصرية يوم أمس إنها قررت أن يكون اليوم (الخميس) إجازة وذلك نظرا لإغلاق الجهاز المصرفي على أن تستأنف التداولات مطلع الأسبوع المقبل. وبحلول منتصف يوم أمس قالت وزارة الصحة المصرية إن الاشتباكات راح ضحيتها نحو 95 قتيلا وأكثر من 874 جريحا.

وخسرت البورصة المصرية أمس نحو 5.76 مليار جنيه (822 مليون دولار) بنهاية تعاملات أمس، وتراجع المؤشر الرئيسي egx30 بنسبة 1.7% ليصل إلى 5549.19 نقطة، وعلى صعيد الأسهم الصغيرة والمتوسطة فقد تراجع مؤشر egx70 بنسبة 2.71% ليصل إلى 429.02 نقطة.

وبلغت قيم التداولات نحو 357 مليون جنيه، بكمية تداول بلغت 131 مليون سهم عبر تنفيذ 19.3 عملية، وتم التداول على 166 ورقة مالية ارتفع منها 6 أسهم وتراجعت أسعار 137 سهما في حين لم تتغير أسعار 23 سهما. وأدى إلى انخفاض السوق الاتجاه البيعي للمستثمرين المصريين، بينما اتجهت تعاملات العرب والأجانب نحو الشراء.

وقال محسن عادل المحلل المالي إن بعض مقتنصي الصفقات في السوق الآن يراهنون على أن انخفاض الأسعار سيكون بشكل مؤقت. وأوضح أن تأثير فض الاعتصام سيكون ليوم واحد فقط وهو يوم الأربعاء مشيرا إلى أن هناك أموالا كانت تنتظر فض الاعتصام لدخول السوق من جديد.

وأكد عادل على أن فض الاعتصامات على المدى المتوسط والطويل يأتي في مصلحة البلاد والاقتصاد لأنه يضمن عودة الأمن من جديد وهو عنصر هام جدا لنمو الاقتصاد. وأعلنت رئاسة الجمهورية أمس فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، وقال محللون إن سوق المال لن يتأثر بهذا القرار، مؤكدين أن تأثر الاقتصاد بشكل عام يحدث في حالة فرض حظر التجوال.

وأضاف عادل أن السبب الرئيسي للخسائر التي منيت بها السوق خلال تداولات أمس يرجع إلى الاشتباكات التي حدثت في الشوارع، لافتا إلى أنه لم يتم إيقاف التداول على أي أسهم بسبب نسب الانخفاض خاصة أن نسب التراجع في الأسهم التي منيت بخسائر لم تصل إلى 5% فقط، وهذا يعتبر مؤشر جيد.

وقال: إن الأسهم القيادية لم تشهد خسائر كبيرة، في ظل تحول العرب والأجانب نحو الشراء أمام المبيعات الكثيفة للمصريين، وفيما يفضل الأجانب شراء أسهم بالم هيلز وهيرميس وبعض الأسهم القيادية، يفضل العرب شراء أسهم رجال الأعمال والبنك التجاري الدولي وبعض أسهم القطاع العقاري.

وعلى صعيد آخر قررت كل من شعبتي شركات الصرافة بغرفة القاهرة التجارية، إبلاغ المحال والشركات بإغلاق أبوابها يوم أمس إلى أجل غير مسمى لحين انتهاء عمليات الشغب، نتيجة فض اعتصام رابعة ومنطقة النهضة.

وأكد محمد الأبيض رئيس شعبة الصرافة بغرفة القاهرة التجارية، إلى أن هناك نحو 20 شركة صرافة الواقعة في محيط رابعة العدوية قد تم إغلاقها، لافتا إلى أنه تم تفريغ الخزائن من الأموال الخاصة بالشركات.

وأشار الأبيض إلى أن استمرار الاعتصامات سوف يؤدي إلى توقف نشاط الشركات تماما، ونوه الأبيض، بأن باقي المحافظات سوف يتم غلق الشركات بها، وفي حالة وجود حالة أمنية مناسبة سيعاد الفتح مرة أخرى، موضحا أن الشركات الموجودة في الأماكن الأخرى البعيدة عن محيط فض الاعتصام سوف يتم إغلاقها لحين استقرار الأوضاع.

وعلى جانب آخر، أكد وزير الطيران المدني المهندس عبد العزيز فاضل انتظام حركة السفر والوصول بمطار القاهرة الدولي وجميع المطارات المصرية دون تأخير أو إلغاء لأي رحلات، وأضاف أن الحركة بمطار القاهرة حتى الساعة 11 صباح أمس شملت إقلاع وهبوط 350 رحلة جوية كما أن الحركة بالمطارات الداخلية (شرم الشيخ، الغردقة، برج العرب، أسيوط، الأقصر وسوهاج) شملت إقلاع وهبوط 107 رحلات جوية. وأضاف وزير الطيران أن المجال الجوي المصري مفتوح للحركة الجوية بانتظام. وأضاف أن نسبة تأخير الركاب عن الرحلات لا تتجاوز 1%، وقرر إعفاء الركاب من غرامة التأخير أو أي رسوم مؤكد أنة سيتم تدبير أماكن بديلة على الطائرات للذين تخلفوا عن مواعيد رحلاتهم بسبب الحالة المرورية.

وقال مسؤولا في وزارة السياحة المصرية إنه بالطبع سيكون هناك تأثير على حركة السياحة، ولكن لم يتم رصد مدى التأثر حتى الآن.

وطالب الكثير من السفارات الأوروبية رعاياها بمصر بسرعة مغادرة البلاد باعتبار أن مصر بلد غير آمن في ظل تصاعد وتيرة العنف عقب فض وزارة الداخلية لاعتصامي ميدان رابعة العدوية والنهضة لأنصار الرئيس المعزول.

وأكد عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية إيهاب عبد المتعال، أن كلا من وزراء خارجية فرنسا وألمانيا أعلنوا صباح أمس بدء مغادرة رعاياهم للبلاد. وأشار إلى أن تحذيرات الدول الأجنبية لرعاياهم أمر طبيعي في ظل تزايد أعداد القتلى والجرحى.

وعلى صعيد آخر، واصلت الحركة الملاحية بقناة السويس عملها بشكل طبيعي، أمس، ولم تتأثر بأحداث العنف التي شهدتها البلاد، حيث عبرت قناة السويس اليوم الأربعاء 40 سفينة من الاتجاهين، بحمولة قدرها مليونان و500 ألف طن سفن بضائع صب وناقلات غاز طبيعي من الاتجاهين. وقال طارق حسنين، المتحدث الإعلامي للهيئة، إن قافلة الشمال شهدت عبور 18 سفينة بحمولة قدرها مليون و100 ألف طن، وإن أكبر حمولة كانت من نصيب سفينة البضائع الصينية COSCO FORTUNE، بحمولة قدرها 146 ألف طن، قادمة من بلجيكا متجهة إلى الصين.