الصين وإندونيسيا تنضمان إلى «أكسون» في تطوير حقل نفطي عملاق في العراق

«غرب القرنة - 1» يتكلف 50 مليار دولار

TT

قالت مصادر بصناعة النفط وشركات أمس إن الصين وإندونيسيا ستنضمان إلى «أكسون موبيل» الأميركية في مشروع تطوير حقل «غرب القرنة - 1» النفطي في العراق الذي يتكلف 50 مليار دولار.

وبحسب «رويترز» أضافت المصادر أنه لا تزال هناك سيناريوهات كثيرة لبيع حصة «أكسون موبيل» وقدرها 60% في الحقل النفطي العملاق جاري مناقشتها لكن من المتوقع في المرحلة الحالية أن تستحوذ «بتروتشاينا» أكبر شركة للطاقة في الصين على 25% من تلك الحصة وأن تشتري «برتامينا» الإندونيسية الحكومية عشرة في المائة منها.

وستظل «أكسون» تدير الحقل الجنوبي الذي يعد رئيسيا في خطط العراق لزيادة إنتاجه النفطي، رغم أن مساهمة الحقل في الإنتاج يمكن أن تتقلص إلى 25%. وسوف تحتفظ «رويال داتش شل» بحصتها في الحقل البالغة 15%.

والصين هي بالفعل أكبر مستثمر أجنبي في حقول النفط العراقية وستجعل تلك الحصة الكبيرة في «غرب القرنة - 1» من «بتروتشاينا» أكبر مستثمر أجنبي في قطاع النفط في البلاد.

وأكدت «بتروتشاينا» أنها تجري محادثات لشراء حصة في مشروع «غرب القرنة - 1» في مؤتمر صحافي حول نتائجها اليوم رغم أن رئيسها وانغ دونغ جين، لم يكشف عن حجم الحصة وقال للصحافيين إن الشركة تجري مفاوضات وتأمل في إتمام المحادثات هذا العام.

وبالنسبة لـ«برتامينا» فقد تكون الصفقة أكبر استحواذاتها الخارجية وأول استثمار لها في قطاع إنتاج النفط والغاز بالعراق منذ أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين في عام 2003.

وسيساعد نفط العراق إندونيسيا في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الوقود مع نمو أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا. وكانت إندونيسيا العضو السابق في منظمة «أوبك» مصدرا كبيرا للنفط فيما مضى، لكنها تواجه صعوبات في وقف هبوط إنتاج النفط والغاز من حقولها المتقادمة. وتستورد إندونيسيا بالفعل مليون برميل شهريا من النفط العراقي.

وقال وزير الاقتصاد الإندونيسي هاتا راجاسا، في مارس (آذار) إن «برتامينا» مهتمة بشراء حصة في المشروع وتتفاوض لشراء عشرة إلى 20%.

وامتنع متحدث باسم «أكسون موبيل» عن التعليق. وقال متحدث باسم «برتامينا» إنه ليس لديه علم بالصفقة.

وفي نهاية العام الماضي عرضت «أكسون» بيع حصتها بالكامل البالغة 60% في «غرب القرنة - »1 بعد نزاع مع بغداد حول عقود وقعتها مع إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق، حيث تعتبر بغداد تلك العقود غير قانونية.

وتعهدت «أكسون» في وقت لاحق بمزيد من الاستثمارات في الحقل - الذي يضخ الآن أقل قليلا من 500 ألف برميل يوميا - وتراجعت عن التخارج الكامل، وبحثت مع مشترين محتملين بيع حصص أصغر.

وحقول النفط في العراق، هي أكبر حقول في الشرق الأوسط مفتوحة أمام الاستثمارات الأجنبية. وتشكل احتياطيات البلاد إغراءات أمام شركات الطاقة التي تسعى لضمان إمدادات نفطية في المستقبل رغم الشروط الصعبة في العقود التي تبرمها بغداد.

كانت «برتامينا» وقعت اتفاقية تنقيب عن النفط مع العراق في الامتياز 3 في الصحراء الغربية للبلاد في عام 2002 لكنها لم تبدأ قط أنشطة التنقيب نظرا لاندلاع الحرب في العراق.

وتحاول شركة الطاقة الإندونيسية إحياء تلك الاتفاقية كما أبدت اهتمامها بحقل آخر.

وتقدمت «برتامينا» بعروض غير ناجحة، حينما طرح العراق مزادات لتطوير حقوله النفطية الضخمة في 2009 بينما نجحت «بتروناس» الماليزية المنافسة في الفوز بحصص في أربعة مشروعات كبرى في العراق.

وكانت طموحات «برتامينا» الخارجية أكثر تواضعا مقارنة مع «بتروناس» ولديها بالفعل استثمارات في ليبيا والسودان وقطر وفيتنام وأستراليا وماليزيا.