الأسهم السعودية «تتجاهل» الأزمة السورية وتبدأ الأسبوع بمكاسب قوية

ارتفاع جميع قطاعاتها بمثابة عودة التفاؤل لدى المتداولين

متداولون يتابعون تحركات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

عكست سوق الأسهم السعودية مسارها السلبي الذي كانت عليه في الأسبوع الماضي، عندما حققت خلال تعاملاتها أمس (مطلع الأسبوع) مكاسب قوية جدا بلغ مداها أكثر من 112 نقطة، يأتي ذلك في الوقت الذي ما زالت فيه الأسواق العالمية تعيش حالة من الترقب للضربة العسكرية المتوقعة للنظام السوري.

ويعد الارتفاع الكبير الذي حققته سوق الأسهم السعودية أمس بمثابة عودة مؤشر التفاؤل والثقة من جديد إلى نفوس المتداولين، وهو الأمر الذي افتقدوه خلال تعاملات يوم الثلاثاء الماضي عندما خسر مؤشر السوق أكثر من 4% من قيمته، وسط كسر مباشر لأهم نقاط الدعوم عند مستويات 8000 نقطة حينها.

وعلى صعيد الأسواق الخليجية، حققت سوق «دبي» المالية مكاسب مرتفعة خلال تعاملاتها أمس، التي بلغت نسبتها أكثر من 3%، وسط ارتفاع متفاوت لأسواق «أبوظبي»، و«مسقط»، و«قطر»، فيما تراجعت سوقا «الكويت»، و«البحرين» بنسب منخفضة جدا في الوقت ذاته.

ويأتي ارتفاع سوق الأسهم السعودية خلال تعاملات مطلع الأسبوع (أمس الأحد)، بمثابة البداية الإيجابية للتعاملات الأسبوعية، إلا أن القلق ما زال مستمرا مع إمكانية أن يكون هنالك أثر سلبي للضربة العسكرية المحتملة على النظام السوري، وهو الأمر الذي قد يقلل نوعا ما من فرص دخول سيولة شرائية جديدة إلى حين اتضاح الصورة.

وتعليقا على تعاملات سوق الأسهم السعودية، أكد فيصل العقاب الخبير الاقتصادي والمالي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن إغلاق مؤشر السوق لليوم الرابع على التوالي دون مستويات 8000 نقطة، يعزز من فرصة تكوين نقطة مقاومة عنيفة عند هذه المستويات، وقال: «أعتقد أن مؤشر السوق إن أراد مواصلة رحلة الصعود التي بدأها من عند مستويات 6800 نقطة، فإنه يحتاج إلى اختراق جديد لمستويات الـ8000 نقطة، خلال تعاملات الأسبوع الحالي».

وأشار العقاب إلى أن ارتفاع جميع قطاعات سوق الأسهم السعودية أمس كان أمرا إيجابيا للغاية، مضيفا: «من المتوقع أن يقود هذا الارتفاع إلى إعادة جزء من معدلات الثقة التي فقدتها تعاملات السوق بسبب الانخفاض الكبير الثلاثاء الماضي، ولكنني ما زلت أرى أننا نحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تتضح الصورة، في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية».

من جهة أخرى، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس عند مستويات 7878 نقطة، وسط سيولة نقدية متداولة بلغ حجمها نحو 5.4 مليار ريال (1.4 مليار دولار)، وسط ارتفاع جماعي لقطاعات السوق المدرجة، ومكاسب جديدة لنحو 151 شركة مدرجة، في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار أسهم ثلاث شركات فقط.

وفي الوقت الذي بدأت فيه تتشكل ملامح ضربة عسكرية محتملة لسوريا خلال الساعات القليلة المقبلة، شهدت أسواق المال الخليجية يوم الثلاثاء الماضي تراجعات حادة لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من عامين.. يأتي ذلك وسط توقعات باستمرار موجة الهبوط في ظل توتر الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة العربية.

وكانت أسواق «دبي»، و«السعودية»، و«الكويت»، هي الأكثر تراجعا خلال تعاملات الثلاثاء الماضي، وسط تسابق محموم من قبل الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية على تحقيق النسبة القصوى من الانخفاض، وسط عمليات بيوع جماعية شهدتها تعاملات السوق، في ظل إمكانية حدوث ضربة عسكرية وشيكة لسوريا.

وكانت سوق «دبي» للأوراق المالية قد خسرت خلال ذلك اليوم نحو 7%، فيما تراجعت السوق المالية السعودية بنسبة 4.12%، وسط تراجع سوق «الكويت» للأوراق المالية بنسبة 2.92%، فيما انخفضت سوق «أبوظبي» بنسبة 2.83%، وتراجعت أسواق كل من «قطر»، و«البحرين»، و«مسقط» بنسبة 1.28 و1.23، و1.05% على التوالي.

وفي الوقت الذي بدأت فيه تقرع طبول «الحرب» في سوريا، أكد متعاملون في سوق الأسهم السعودية أن الأزمات تقود إلى تزايد الفرص الاستثمارية، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن كثيرا من الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية ستشكل فرصا مقبلة في حال تزايد عمليات التراجع.

ولفت هؤلاء خلال حديثهم إلى أن الاقتصاد السعودي أثبت قوته ومتانته أمام الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تحدث من حين إلى آخر، مؤكدين أن ما يحدث هذه الأيام من تراجع حاد هو تراجع «وقتي»، قد ينتج عنه ارتفاع كبير في حال انتهاء الأزمة السورية.