2013 عام استثنائي في إنتاج النفط السعودي.. وتقديرات بتجاوزه 3.6 مليار برميل

متخصصون لـ «الشرق الأوسط»: الأجواء الجيوسياسية في المنطقة تلعب دورا في رفع الإنتاج

TT

رجح خبراء ومتخصصون في المجال النفطي، أن تسجل السعودية عاما استثنائيا في إنتاج النفط بنهاية العام الحالي، إذ من المتوقع أن تستمر السعودية عند مستوى إنتاج يلامس 10 ملايين برميل يوميا خلال الربع الأخير من 2013.

ووفق المختصين، فإنه إذا استمرت السعودية بمعدل إنتاجها خلال الـ8 الأشهر الماضية والبالغ 9.9 مليون برميل يوميا، فإن حجم الإنتاج سيصل إلى 3.6 مليار برميل خلال عام 2013، وهو ما يزيد بنحو ثلاثة في المائة على إنتاج عام 2012.

واعتبر الخبراء أن الظروف الجيوسياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى المشكلات التي تواجه بعض المنتجين قد تدفع بالسعودية على الإبقاء على إنتاجها عند مستوى الإنتاج الحالي وفي حال وجهت الولايات المتحدة ضربة للنظام السوري قد تضطر السعودية لرفع إنتاجها إلى مستوى 12.5 مليون برميل.

وقال الدكتور راشد أبا نمي، وهو خبير نفطي سعودي، أن السعودية على مشارف نهاية فصل الصيف الطويل وهي الفترة التي يرتفع فيها معدل استهلاك النفط الخام محليا إلى مستوى مليوني برميل، مضيفا أن حصة التصدير من النفط السعودي سترتفع من 8 ملايين برميل يوميا إلى نحو 8.7 مليون برميل.

وقال أبا نمي إن زيادة الإنتاج وبقاء مستوياته عند معدل يقارب من 10 ملايين برميل (المعدل خلال الثمانية الأشهر الماضية عند مستوى 9.9)، يزيد من إنتاج الغاز والسبب أن السعودية تنتج الغاز المصاحب للنفط، فكلما زاد الإنتاج النفطي زاد إنتاج الغاز الذي يستهلك محليا في توليد الطاقة الكهربائية وإنتاج المياه المحلاة، وقال إن هذه الزيادة تقلل من استهلاك النفط الخام مما يزيد من حصة التصدير.

وتابع أبا نمي أن المنطقة تمر بأحداث جيوسياسية تزيد من ضغوطها على الأسواق النفطية بالإضافة إلى مشكلات المنتجين، حيث إن السوق النفطية متوترة من ناحية إيران وليبيا، مشيرا إلى أن أي إرباك بسيط سيحدث خلل في ميزان العرض والطلب ويدفع بالطلب إلى مستويات جديدة مما سيدفع بالأسعار إلى مستويات أعلى قد تصل إلى 150 دولارا للبرميل.

وأشار الخبير النفطي إلى تراجع إنتاج ليبيا من النفط من 1.3 مليون برميل يوميا إلى نحو 550 ألف برميل فقط، بينما تواجه إيران عقوبات خانقة يتم تحديثها كل ستة أشهر لزيادة الضغط على نظام طهران والتي حيدت أكثر من مليون برميل من الإنتاج الإيراني حتى الآن.

وتوقع أبا نمي أن تزيد السعودية من إنتاجها على المدى القريب لطمأنة الاقتصاد العالمي ولتهدئة القلق في الأسواق العالمية نتيجة تطور الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، والتي ينظر لها كمهدد لمنابع النفط التي توفر قرابة 50 في المائة من حاجات العالم من الطاقة.

بدوره وصف حجاج أبو خضور وهو خبير نفطي كويتي السياسية النفطية السعودية بأنها عقلانية وهادئة وتعمل على تهدئة مخاوف المستهلكين والاقتصاد العالمي. وأضاف: «السعودية تقوم بدور مهم في تأمين النفط لسوق الطاقة العالمي وفي ظل الأحداث والظروف الإقليمية تعمل على طمأنة الأسواق والتأكيد الدائم أن هناك طاقة فائضة من الإنتاج يمكن أن تلجأ لها لتهدئة الأسعار».

وتابع أبو خضور أن طمأنة الأسواق الذي تنتهجه السعودية كسياسة عقلانية، أفضل من التوتير الذي تبعث عليه إيران لدفع الأسعار إلى مستويات أعلى. وأضاف تجربة توتير الأسواق سياسة أثبتت فشلها لأن الأسعار ترتفع على المدى القصير، لكنها تنهار على المدى. وقال: «تجربة فرض التوتر في الأسواق لم تجن منها الدول المنتجة إلا خسائر اقتصادية».

وأضاف: «تعمل السعودية على دعم الأسواق وتهدئة مخاوف المستهلكين وهو دور تقوم به السعودية لتنمية الاقتصاد العالمي، كما أن لهذا الدور المحوري في السوق النفطية بعدا سياسيا لكي يتحمل النظام الدولي مسؤوليات تجاه الأحداث التي تجري في سوريا».

وأكد الخبير النفطي الكويتي، أن السعودية ستستمر وبهدوء في تهدية الأسواق النفطية العالمية وحتى تهدأ بؤر التوتر، وستبقى إنتاجها على الأقل عند سقف 10 ملايين برميل يوميا وهي بحسب أبو خضور سياسة استباقية، كما ستحد بإمكاناتها النفطية الهائلة التي تصل إلى سقف إنتاجي 12.5 مليون برميل يوميا من قدرات المضاربين وحدث ذلك في إحداث إقليمية وعالمية كانت فيها السعودية عامل تهدئة وطمأنة للاقتصاد العالمي.

إلا أنه أكد أن زيادة الإنتاج عن المعدلات الحالية ليست مجديا من الناحية الاقتصادية بسبب التكلفة المضاعفة التي يتطلبها الإنتاج، لكنه دور تجيده السعودية لضبط الأسعار وطمأنة الأسواق على المستوى البعيد.