بريطانيا تنشئ قوة عمل لتجنب أزمة جديدة وإيطاليا تتوصل لاتفاق واستمرار الاحتجاجات في أوروبا

TT

بريطانيا ـ رويترز: قال جاك سترو وزير الداخلية البريطاني يوم أمس انه سيرأس قوة عمل خاصة انشئت لتجنب وقوع ازمة وقود جديدة وذلك من خلال تحسين التنسيق مع شركات النفط البريطانية.

وقال الوزير ان الحكومة لم تتوقع حجم الفوضى الذي يمكن ان يحدثه بضعة الاف في مظاهرات سلمية احتجاجاً على ارتفاع اسعار الوقود.

وقال «سترو» لبرنامج «توداي» الذي تبثه هيئة الاذاعة البريطانية «قوة العمل الخاصة موجودة للنظر في الدروس التي ينبغي تعلمها من الايام العشرة الاخيرة والنظر في كيفية تطبيق تنسيق افضل خصوصا من جانب شركات النفط ومعها لضمان اتخاذ اجراء اكثر فاعلية».

وتابع «لم يكن متوقعا بالمرة الا يتمكن بضعة الاف متظاهر من الاحتجاج سلميا وحسب... بل وان يصل الامر الى حد منع خروج النفط من البوابات».

وحاصر المحتجون مستودعات النفط ومصافي التكرير في مناطق مختلفة من اوروبا احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود مما احدث ازمة وقود استمرت ثمانية ايام.

وقال سترو «اوشكت الخدمات الاساسية في بريطانيا على الانهيار نتيجة عمل المحتجين. وذلك بعد جديد علينا ان نفحصه».

وعلق محللون على نهاية الاحتجاجات ومدى تأثيراتها الحالية والمستقبلية على «توني بلير» مشيرين الى ان سائقي الشاحنات والمزارعين هم الذين سلموا اولا في مواجهتهم مع الحكومة بسبب اسعار الوقود لكن احتجاجهم الذي دام اسبوعا ربما يكون قد ترك اثره على سلطة رئيس الوزراء توني بلير.

وبدا بلير الذي تحميه اغلبية كبيرة في البرلمان وتقدم كبير في استطلاعات الرأي، من التوترات السياسية الاخيرة ، بدا في موقف غير سليم بسبب عمق الغضب العام ازاء ارتفاع اسعار الوقود.

واوجدت استجابة الحكومة البطيئة للحصار المفروض على المصافي ومستودعات النفط وفشل وعد بلير السابق لاوانه يوم الثلاثاء الماضي باعادة الحياة في البلاد الى طبيعتها خلال 24 ساعة شعورا بالتباعد في وقت سابق هذا الاسبوع.

ولكن بالنسبة لرئيس الوزراء الذي ظهر في الفترة الاخيرة قلقا من ان يكون قد فقد الصلة التي تربطه بالشعب اثارت هذه الازمة مزاعم من جانب المعارضة بان بلير فقد احساسه بنبض الشارع البريطاني.

وقال جون كرتسي استاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكليد «سائقو الشاحنات تمكنوا من ابقاء الرأي العام في صفهم... في حين لم يتمكن بلير من اظهار ان بامكانه وقفهم». وبالرغم من ان بلير ابلغ الصحافيين في مقر اقامته انه «ليس هناك شك في اننا سنجلس بعد ذلك لنعمل على ايجاد سبل تمنع تكرار ما حدث»، ولكن السائقين لم يعطوا رئيس الوزراء فرصة تذكر لالتقاط انفاسه وهدد بعضهم باستئناف الاحتجاجات ما لم تخفض اسعار الوقود وهي الاعلى في اوروبا خلال 60 يوما.

ولكن بلير ربما يشعر ببعض الارتياح لصموده للنهاية على عكس ليونيل جوسبان رئيس الوزراء الفرنسي الذي اضطر لتقديم تنازلات لانهاء احتجاجات مماثلة الاسبوع الماضي.

لكن احد المعلقين كتب يقول في صحيفة الجارديان «بلغ الغضب مداه الان لدى قطاع عريض من البريطانيين في الشوارع ومحطات البنزين... حتى اذا كان بلير قد فاز هذا المرة فانه سيواجه حملا ثقيلا». وتشير استطلاعات الرأي الى ان تعاطف الرأي العام الذي كان في بادئ الامر مع السائقين كان سيتحول ضدهم اذا ما بدأ عملهم يهدد الخدمات الحيوية.

وادى الحصار الذي استمر سبعة ايام الى نفاد الوقود من محطات البنزين ونقص الخدمات الطبية وخلو بعض المتاجر من الحليب والخبز. واغلقت المدارس وخفضت شركات الحافلات خدماتها وتكدست جثث الموتى في المشارح.

وواجه بلير الذي يتهم المزارعون حكومته بانها تركز اهتمامها على الطبقات المتوسطة في الحضر عمق الغضب الشعبي خارج العاصمة عندما اتجه شمالا يوم الاثنين الماضي.

فاضطر الى التسلل من حفل استقبال من مخرج جانبي بعد ان حاصره نحو 200 متظاهر لدى وصوله. كما اضطر للانسحاب من مأدبة عشاء لحزب العمال عندما حاصر المتظاهرون المطعم الصيني الذي كانت تقام فيه المأدبة.

وفي أوروبا تواصلت احتجاجات سائقي الشاحنات والمزارعين، ففي اسبانيا نظمت قوافل من المحتجين في مدينة برشلونة مطالبين بخفض الضرائب المفروضة على الوقود ويعتزم المزارعون نقل احتجاجاتهم الى العاصمة مدريد. وفي ايرلندا تعطلت حركة المرور على طرق السيارات في الريف والمدن في الوقت الذي اغلق فيه الاف من سائقي الشاحنات الطرق في احتجاج تباطؤ جديد بسبب اسعار الوقود، الامر الذي ادى الى ابطاء حركة المرور والي وقفها تماما في حالات كثيرة في خمس مدن ايرلندية تقريبا من بينها العاصمة دبلن على الرغم من ان التقارير افادت باستمرار حركة المرور بشكل طبيعي في وسط المدينة.

وفي هولندا بدأ سائقو الشاحنات حصارا جديدا في كل انحاء البلاد يوم أمس مما ادى الى تعطل حركة السيارات بشكل تام في حالات كثيرة.

وتعد هذه احدث واضخم احتجاجات في هولندا حيث يشكو سائقو الشاحنات من ارتفاع اسعار الديزل بشكل كبير والتي تعد خامس اعلى اسعار في اوروبا.

وتدفقت السيارات والحافلات في الشوارع والانفاق في بروكسل بعد خمسة ايام اصيب فيها وسط المدينة بشلل تقريبا بسبب اغلاق الشاحنات الضخمة الطرق.

وعلى صعيد آخر في ايطاليا، توصلت ابرز المنظمات النقابية الايطالية للنقل البري مساء أول من امس الى ابرام اتفاق مع الحكومة حول اسعار المحروقات على اساس خفض الاسعار بمعدل 0.6 يورو (120 لير) في الليتر الواحد حسبما افاد مصدر نقابي.

وكان سائقو الشاحنات الذين يجرون مفاوضات مع الحكومة منذ يومين يهددون بالاضراب في حال عدم تحقيق مطالبهم المتعلقة بخفض الاسعار.

ووقع الاتفاق ممثلو الصناعات النفطية وسيطبق الخفض حتى 31 كانون الاول (ديسمبر) المقبل على اقل تقدير.