700 مليار مهدرة!

علي المزيد

TT

تشير التقارير العالمية إلى أن ما قيمته 700 مليار دولار من الغذاء المنتج على الأرض مهدر. وهو ما يفاقم الفقر، والموت بسبب الجوع.

وتتعدد أسباب الإهدار لكن أهمها، ما يهدر أثناء جني المحصول وهنا لا بد أن تتدخل مراكز الأبحاث وكليات الزراعة لاختراع طرق لجني المحصول يقل بها الهدر. ثانيا ما يهدر بسبب التخزين إذ إن معظم المزارعين لا يمكنهم تخزين منتجاتهم لارتفاع تكاليف التخزين ومن المعروف أن بعض المنتجات الزراعية سريعة التلف حينما تكون طازجة لكن يمكن إطالة عمرها عبر التجفيف وهو ما يخدم البشرية وأيضا الخضراوات التي يمكن تجفيفها كما يفعل أهل الشام أو تعليبها كما تفعل الحضارة الجديدة. يضاف إلى ذلك مساعدة المزارعين عبر قيام الجمعيات الزراعية بإنشاء مخازن تبريد أو تخزين (التخزين للمواد غير المحتاجة للتبريد كالحبوب) ليستفاد من المنتج في موسم غير موسمه.

ثالثة الأثافي كما تقول العرب أن 25% يهدر عبر الإسراف في استخدام الطعام وكل يسرف بطريقته ووفق حضارته وأنتم تعرفون مهرجان الطماطم وتعرفون ما يهدر به وأيضا مهرجان البرتقال.

ونحن العرب نهدر أيضا بطريقتنا الخاصة عبر مراكمة الطعام عبر موائد تفوق حاجة المدعوين بدعوى الكرم أو غيره من الأسباب.

بعض الحضارات توصلت إلى أخذ بقية الطعام المدفوع ثمنه في مطعم فاخر إلى البيت، جميع شعوب الأرض بحاجة إلى توعية جادة وحقيقية بالتعامل مع الغذاء حتى لا يضيعه بعضنا هدرا ويموت بعضنا الآخر جوعا.

فإذا زدنا الهدر فإن ذلك يعني إنتاج كمية أكبر من الغذاء لتلبية طلب السوق، وهذا يعني بدوره استنزاف موارد أخرى أهمها الماء واليد العاملة والأرض واستهلاك الأرض بالزراعة يقلل إنتاج الفدان مما يعني مضاعفة المشكلة. فهل حان الوقت لخلق توعية زراعية لا تهدر الغذاء وتوفر اليد العاملة ولا تستهلك الأرض. ودمتم.