العراق يخطط لتعزيز طاقة تصدير النفط إلى آسيا

مشكلات البنية التحتية والأمن تعرقل جهوده

TT

قال نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أمس إن الصين تسعى لشراء نحو 850 ألف برميل نفط يوميا من العراق في عام 2014.

ومن المقرر أن تشتري الصين 568 ألف برميل يوميا من النفط العراقي هذا العام ارتفاعا من 525 ألف برميل يوميا في 2012.

وبحسب «رويترز» قال الشهرستاني إن الحظ يحالف العراق لأنه يتلقى دائما طلبات تصدير أكثر مما يمكنه توريده فعليا.

وأضاف أن العراق تلقى حتى الآن طلبا من الشركات الصينية لتصدير نحو 850 ألف برميل يوميا وسيتلقى مزيدا من الطلبات.

وقال على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في كوريا الجنوبية إن العراق انتهى من أعمال الصيانة في مرافئ النفط الجنوبية وستعود الصادرات إلى مستواها عند 5.‏2 - 6.‏2 مليون برميل يوميا هذا الشهر.

ويخطط العراق لتعزيز طاقة تصدير النفط بشكل كبير بنهاية الربع الأول من العام المقبل بهدف الاستحواذ على نصيب أكبر في سوق آسيا المتنامية.

ويستميل العراق عملاء آسيويين من خلال تيسير شروط الدفع لجذب مشترين مع قيامه بزيادة إنتاجه النفطي بعد أعوام من الحروب لكن مشكلات متعلقة بالبنية التحتية والأمن تعرقل جهوده للإبقاء على مستويات منتظمة للإنتاج والصادرات.

وقال نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أمس إن العراق يهدف لزيادة طاقة تصدير النفط إلى أربعة ملايين برميل يوميا بحلول نهاية الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف الشهرستاني على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في كوريا الجنوبية أن العراق ينتج حاليا ما يصل إلى 3.‏3 مليون برميل يوميا من الخام وربما يلامس 5.‏3 مليون برميل يوميا بنهاية العام وتصدر البلاد الآن 5.‏2 مليون برميل يوميا من إنتاجها وتتجه 60 في المائة من تلك الكميات إلى آسيا بينما تتجه 20 في المائة منها إلى السوق الأميركية والباقي إلى أوروبا.

وتابع أن العراق قد لا يستغل طاقة التصدير بأكملها وقد يلجأ بدلا من ذلك إلى تطوير بعض منشآت التصدير القديمة.

وقال الشهرستاني إن إجمالي طاقة التخزين في العراق زاد مؤخرا إلى أكثر من سبعة ملايين برميل.

وأدت أنشطة تطوير مرافئ التصدير العراقية هذا العام وأعمال أخرى لتحسين طاقة التصدير إلى خفض حاد للصادرات في بعض الأشهر هذا العام.

وهبطت الصادرات إلى مليوني برميل يوميا في سبتمبر (أيلول) مسجلة أقل مستوياتها في 19 شهرا حيث أدت إصلاحات المرافئ والتوسعات إلى تقلص الشحنات من خام البصرة الخفيف الذي يدر معظم إيرادات الصادرات النفطية لبغداد.

وقال الشهرستاني إن إنتاج منظمة أوبك الحالي ملائم للطلب العالمي ولا يرى ما يدعو لتغيير مستوى الإنتاج المستهدف للمنظمة وذلك ردا على سؤال عما إذا كان أعضاء أوبك سيناقشون تغيير مستويات الإنتاج المستهدفة في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول).

وتجتمع دول المنظمة التي تضخ ما يزيد على ثلث النفط العالمي في الرابع من ديسمبر في فيينا لتقرير ما إذا كانت ستعدل الإنتاج المستهدف أم لا.

وخفضت أوبك مجددا توقعاتها للطلب العالمي على نفطها في الربع الأخير من العام الحالي والعام المقبل في تقريرها الشهري في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) وقالت إن إنتاجها لا يزال أعلى من توقعات الطلب على نفطها للعام المقبل رغم هبوط الإمدادات من العراق وليبيا.

وقال الشهرستاني إنه إذا بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تخفيف العقوبات المفروضة على إيران مع تقدم المحادثات المتعلقة ببرنامجها النووي المثير للجدل فإن أعضاء أوبك سيكون عليهم إفساح المجال أمام زيادة إنتاج وصادرات الخام الإيراني.

وأضاف أن إيران لديها الحق في الإنتاج وفقا لحصتها في أوبك بينما لا يزال العراق مستثنى من أي حصة محددة ومن الواضح أن الدول التي تنتج الآن على حساب إيران عليها أن توفق أوضاعها استعدادا لعودة طهران إلى السوق.

وأدت العقوبات الأميركية والأوروبية إلى تقليص صادرات إيران النفطية بمقدار النصف مسببة خسائر بمليارات الدولارات شهريا لطهران نظرا لفقدان إيرادات نفطية إضافة إلى إضعاف عملة البلاد وتعثر اقتصادها.

وتعتقد الولايات المتحدة وأوروبا أن إيران تهدف لتطوير أسلحة نووية بينما تقول إيران إن برنامجها مخصص لتوليد الكهرباء.

وأدى فوز حسن روحاني وهو إصلاحي معتدل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو (حزيران) إلى تنامي الآمال في الغرب في أن إيران ربما تكون مستعدة أخيرا لإبرام اتفاق.

وبحسب وكالة رويترز تفيد مصادر في صناعة النفط وبيانات ملاحية أن صادرات العراق النفطية قد تتعافى مع تقدم العمل في البنية التحتية الذي تسبب في خفض الشحنات وساهم في دعم أسعار الخام.

وتهدف أعمال الصيانة والتوسعات إلى زيادة طاقة تصدير النفط في العراق والحفاظ على مركزه كثاني أكبر منتج للخام في منظمة أوبك.

وأدت تلك الأعمال إضافة إلى تعطيلات في منتجين آخرين مثل ليبيا إلى شح الإمدادات في السوق ودفعت الأسعار للصعود قرب 110 دولارات للبرميل.

وبلغ متوسط صادرات النفط العراقية من المرافئ الجنوبية 67.‏1 مليون برميل يوميا في الستة عشر يوما الأولى من أكتوبر بحسب بيانات ملاحية ترصدها «رويترز» انخفاضا من 82.‏1 مليون برميل يوميا في سبتمبر (أيلول) و31.‏2 مليون برميل يوميا في أغسطس (آب).

وقال مصدر ملاحي إن من المتوقع أن يرتفع معدل التحميل في الفترة المتبقية من أكتوبر حيث استأنفت اثنتان من المنصات العائمة في مرفأ البصرة النفطي استقبال الناقلات بعد إغلاقهما في المراحل الأولى من العمل.

وقال مصدر لدى أحد مشتري النفط العراقي «من المنتظر أن يصل المتوسط في أكتوبر إلى نحو مليوني برميل يوميا إذا عادت الصادرات في النصف الثاني من الشهر إلى المعتاد.. سنرى».

وتوقع مصدر لدى مشتر آخر للنفط العراقي تعافيا في الفترة المتبقية من الشهر ومتوسط صادرات بين مليونين و1.‏2 مليون برميل يوميا في أكتوبر.

وسيتوافق ذلك بدرجة كبيرة مع خطة العراق لتقييد الصادرات بما لا يزيد على شهر تقريبا من منتصف سبتمبر إلى منتصف أكتوبر رغم قول البعض داخل القطاع مثل وكالة الطاقة الدولية إن الخفض قد يستمر طوال فترة أعمال تطوير المرافئ.

ويصدر العراق الجزء الأكبر من نفطه من الموانئ الجنوبية. وما زالت شحنات خام كركوك من شمال العراق أقل كثيرا من طاقة التصدير نظرا للتفجيرات التي يتعرض لها خط الأنابيب الواصل إلى تركيا والنزاع مع حكومة إقليم كردستان على حقوق النفط والأراضي.