إضراب عام يشل الحركة في اليونان

خبراء الترويكا يواصلون المفاوضات الشاقة لإقناع حكومتها بفرض مزيد من التدابير التقشفية

جانب من المظاهرات الحاشدة التي انطلقت في أثينا أمس («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت اليونان أمس إضرابا عاما هو الخامس من نوعه العام الحالي، وتزامن مع الإضراب تظاهرات حاشدة تحركت من الميادين الكبرى بالعاصمة أثينا وتفرقت أمام البرلمان وسط العاصمة، ورفع المتظاهرون شعارات متنوعة، وعلت أصواتهم بمطالب كثيرة منها طرد خبراء الترويكا (الدائنين) من اليونان، وعدم تسريح الموظفين وتحكيم العقل تجاه التدابير التقشفية.

وكانت قد دعت أكبر نقابتين في اليونان (جيسية للعاملين في القطاع الخاص، واديدي للعاملين في القطاع العام) إلى إضراب عام، احتجاجا على إجراءات التقشف، المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، مما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات قياسية، وتسببت هذه الإجراءات في ركود في الأسواق للعام الخامس على التوالي، كما دفعت هذه الإجراءات الاقتصاد إلى دائرة ركود عميق.

وبسبب مشاركة اتحاد مراقبي الحركة الجوية لعدة ساعات ومعهم أيضا اتحاد العاملين في الطيران المدني، تم إلغاء الكثير من الرحلات الجوية سواء الداخلية أو الخارجية، وتم الإعلان أنه خلال ساعات الإضراب سيتم تقديم الخدمات فقط للطائرات المدنية والعسكرية التي تكون عابرة لمجال أثينا ومقدونيا الجوي والطائرات العسكرية اليونانية والأجنبية التي تشارك في تدريبات مقررة والطائرات التي تقل رؤساء الدول والرحلات التي تتم لمواجهة حالات طارئة.

كما أعلنت نقابة الصحافيين والإعلام، عن المشاركة في الإضراب وإيقاف بث جميع البرامج الحية ونشرات الأخبار من الـ10 صباحا حتى الثالثة ظهرا في جميع القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية حتى مواقع الإنترنت توقفت عن بث أخبار حديثة خلال الساعات المشار إليها.

وشاركت وسائل المواصلات العامة في الإضراب لعدة ساعات، وتوقفت قطارات السكك الحديد عن العمل طوال يوم أمس، فيما كان لمشاركة نقابات البحارة في الإضراب، التأثير الكبير في اضطراب شديد في حركة نقل الركاب والبضائع بين مئات الجزر اليونانية. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قالت عضو حزب باسوك الاشتراكي السيد أثينا فوكالاتو: «في الحقيقة، الأزمة المالية أثرت على جميع القطاعات في البلاد، فالوضع المالي سيئ للغاية، وتراجعت التجارة وأغلقت محلات كثيرة.. ولذلك من حسن الحظ جاء تشكيل حكومة ائتلافية من حزبين، لأن هذا سوف يساعد في عدم إقرار تدابير تقشفية صعبة ضد الشعب، حيث سيقابل ذلك باعتراض كبير من الأحزاب الأخرى».

أما من وسط التظاهرات قال لـ«الشرق الأوسط»: «ديمتريس كودفاليوس وهو رئيس نقابة المعلمين للمرحلة الابتدائية إضراب اليوم يأتي ضمن السلسة المتواصلة من الاحتجاجات التي تحدث خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، لأن الشعب وقطاع العمال يواجه ظاهرة غريبة وهي الضغوط من جهات أجنبية منها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد لفرض تدابير تقشفية».

فيما قال يورغوس كسابلونوس وهو مهندس متقاعد: «نطالب بفرص عمل للجميع، وأن يعيش الشعب حياة كريمة، ويستطيع أن يلبي احتياجات الحياة، لأن حاليا وبسبب كثرة التدابير التقشفية لا نستطيع شراء الاحتياجات الضرورية».