مسح يشير لهبوط إنتاج أوبك لأدنى مستوى له في عامين ونصف العام

الاضطرابات في ليبيا وأعمال الصيانة في نيجيريا سببت تعطيل إمداداتهما

أثرت الكثير من الأحداث العالمية على كمية الإنتاج المجمع السنوي لأوبك (رويترز)
TT

أظهر مسح استقصائي لرويترز أن إنتاج منظمة أوبك من النفط انخفض في نوفمبر (تشرين الثاني) ليبقى دون 30 مليون برميل يوميا للشهر الثاني، وذلك بسبب الإضرابات والاحتجاجات في ليبيا وتقليص جديد للإنتاج السعودي.

وأظهر المسح أمس أن إمدادات المعروض من المنظمة بلغت 64.‏29 مليون برميل يوميا في المتوسط انخفاضا من مستوى معدل في أكتوبر (تشرين الأول) 70.‏29 مليون برميل يوميا.

واستند المسح إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر في شركات النفط وأوبك والشركات الاستشارية.

وتسببت الاضطرابات في ليبيا وأعمال الصيانة في نيجيريا في تعطيل إمداداتهما.. الأمر الذي أثر على إنتاج أوبك هذا العام وأبطل أثر زيادة الإنتاج الأميركي من النفط الصخري والإمدادات من منتجين آخرين من خارج أوبك وساعد على بقاء أسعار النفط فوق المستوى الذي تفضله السعودية 100 دولار للبرميل.

وقال سام سيزوك المحلل في وكالة الطاقة السويدية: «السوق تشهد وفرة في المعروض ولكنها ليست وفرة مفرطة وإلا لكانت الأسعار قد هوت بشدة».

وأضاف: «ليبيا في حالة فوضى تامة ولاحت بعض العلامات الإيجابية بشأن إيران، لكني لا أعتقد أن السوق ترى احتمال أن ينجم عن ذلك تدفق كميات فعلية مهمة على السوق في الأشهر القليلة المقبلة».

وفي نوفمبر أبطلت الاحتجاجات في ليبيا وأعمال الصيانة في نيجيريا وتخفيض الإمدادات السعودية أثر تعاف جزئي للصادرات العراقية وزيادة طفيفة في الصادرات الإيرانية.

وكان إنتاج أوبك في نوفمبر الأدنى منذ مايو (أيار) عام 2011 حينما ضخت المنظمة 90.‏28 مليون برميل يوميا وفق ما أظهرته مسوح رويترز. وبذلك ظل إنتاج أوبك دون السقف الرسمي البالغ 30 مليون برميل يوميا للشهر الثاني. وكان الإنتاج هبط دون 30 مليون برميل يوميا في أكتوبر للمرة الأولى منذ بدء العمل بهذا السقف في يناير (كانون الثاني) 2012.

وتجتمع أوبك يوم الأربعاء في فيينا لدراسة تعديل سقف الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يوميا، وقال مندوبون يحضرون اجتماعات المنظمة إنه نظرا لأن الأسعار فوق 100 دولار للبرميل فإنه من المحتمل أن تبقي أوبك سقف إنتاجها دونما تغيير.

وتقول مصادر الصناعة إن السعودية قلصت الإنتاج بسبب تراجع طلبها للخام لتغذية محطات الطاقة المحلية ولخفض الصادرات. وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن المملكة قلصت إمداداتها من 05.‏10 مليون برميل يوميا في أغسطس (آب) أعلى مستوى لها منذ بدأ تسجيل البيانات في عام 1980. وفي ليبيا تسببت الاحتجاجات في حقول النفط ومرافئه في تقليص الإمدادات. وقال المسح إن الإنتاج بلغ في المتوسط 350 ألف برميل يوميا في نوفمبر وبنهاية الشهر نزل إلى نحو 250 ألف برميل يوميا مقارنة مع 4.‏1 مليون برميل يوميا في وقت سابق من هذا العام.

وفي نيجيريا التي تضررت بشدة من حوادث تسرب النفط والسرقات من خطوط الأنابيب هبط الإنتاج بسبب أعمال الصيانة المعتادة في حقل بونجا التابع لشركة رويال داتش شل.

وقال المسح إن العراق عزز صادراته في نوفمبر إلى 37.‏2 مليون برميل يوميا. ورغم أن أعمال البنية التحتية في مرافئه الجنوبية قلصت الإمدادات فإن صادرات خام كركوك التي تشحن من خلال شمال العراق زادت.