السعودية تتصدر دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صفقات الاندماج والاستحواذ

«إرنست ويونغ»: ارتفاع الصفقات في المنطقة 170 في المائة

TT

أكد خبراء اقتصاديون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الحذر لا يزال يصاحب أنشطة الاندماج والاستحواذ، وذلك بسبب عدم التيقن من التذبذب الذي يكتنف حالة الاقتصاد العالمي، بجانب العوامل الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي غضون ذلك، كشف تقرير اقتصادي صدر حديثا عن تصدر السعودية قائمة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سوق صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية بواقع 13 صفقة، تليها الإمارات بواقع 12 صفقة.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله الغلوث، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن متانة الاقتصاد السعودي وزيادة توسعه جعلته قبلة لهذا النوع من الصفقات لعدد من الأسواق العالمية، مبينا في الوقت نفسه أن الضبابية التي تكتنف مستقبل الاقتصاد العالمي تعد أهم تحديات نمو هذا التوجه.

من جهته، بين الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن، رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تصدر السعودية لهذا النوع من الصفقات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثمرة للسياسات الاقتصادية التي اتخذت أخيرا، وأحدثت قفزة في نمو مختلف القطاعات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية.

وكان تقرير صدر عن «إرنست ويونغ» حول صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كشف عن ارتفاع قيمة الصفقات المحلية من ثلاثة مليارات دولار في الربع الثالث لعام 2012 إلى 8.2 مليار دولار في الربع الثالث لعام 2013، بزيادة قدرها 170 في المائة.

وأوضح التقرير أن قيمة الصفقات الواردة ارتفعت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، من 1.1 مليار دولار في الربع الثالث لعام 2012 إلى 3.9 مليار دولار في الربع الثالث لعام 2013، بنسبة زيادة قدرها 254 في المائة.

كذلك ارتفعت القيمة الإجمالية لصفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 9.9 مليار دولار في الربع الثالث لعام 2012 إلى 17.3 مليار دولار في الربع الثالث لعام 2013، بنسبة زيادة قدرها 76 في المائة.

كما تراجعت قيمة الصفقات الصادرة المعلنة من 5.7 مليار دولار في الربع الثالث لعام 2012 إلى 5.2 مليار دولار للفترة ذاتها من عام 2013، بنسبة تراجع قدرها تسعة في المائة.

وفي هذا السياق، قال فل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في «إرنست ويونغ»: «تعد الزيادة في قيمة الصفقات الواردة والمحلية لهذا الربع، مؤشرا قويا على تعافي الاقتصاد الإقليمي، حيث شهد هذا الربع أعلى قيم للصفقات مقارنة بقيم الربع الثالث للأعوام السابقة منذ عام 2008».

ووفق غاندير، فإن المستثمرين يدركون من داخل وخارج المنطقة أن مقومات سوق الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آخذة في التحسن، مؤكدا أن هذا يعزز نيات الشراء في جميع أنحاء المنطقة ويثير زخما حقيقيا في سوق الاندماج والاستحواذ.

وعلى مستوى السعودية والإمارات، أكد التقرير أنهما تقودان نشاط الصفقات المحلية، مبينا أن السعودية تصدرت سوق صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية بوصفها البلد المستهدف لهذا النوع من الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بواقع 13 صفقة، تليها الإمارات بواقع 12 صفقة.

وأكد أن قطاع الاتصالات يسجل أكبر قيمة لصفقات الاندماج والاستحواذ المحلية، مبينا أنه القطاع الأكبر استهدافا للصفقات المحلية المعلنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الثالث لعام 2013، مستحوذا على 73 في المائة من القيمة الإجمالية لكل الصفقات المحلية.

ووفق التقرير، يرجع ذلك بشكل كبير إلى استحواذ مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» على شركة «ماروك تيليكوم» بصفقة بلغت قيمتها ستة مليارات دولار.

ولفت إلى أن قطاع النفط والغاز سجل أعلى عدد وقيمة للصفقات الواردة مع سبع صفقات بقيمة 3.3 مليار دولار، مستأثرا بـ82 في المائة من القيمة الإجمالية لكل الصفقات الواردة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ونوه بأن صفقة استحواذ «اتصالات» على شركة «ماروك تيليكوم» في المغرب، سجلت أعلى قيمة لصفقات الربع الثالث لعام 2013، حيث شكلت 34 في المائة من قيمة الصفقات الإجمالية في هذا الربع.

وشهدت مصر ثاني أكبر صفقة مع استحواذ «سينوبك إنترناشونال بتروليوم» الصينية على شركة «أباتشي» بقيمة 3.1 مليار دولار، تليها صفقة استحواذ «ديفاين إنفستمنتس» القطرية على شركة «برانتامب» الفرنسية بقيمة 2.1 مليار دولار.

وأما على صعيد الأسهم الخاصة، فأوضح التقرير أن عدد صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية التي جرى الإعلان عنها ف الربع الثالث من العام الحالي، بلغ 21 صفقة، سجل شهر سبتمبر (أيلول) أكبر عدد منها بواقع 10 صفقات، يليه أغسطس (آب) بواقع سبع صفقات.