أين نحن؟

علي المزيد

TT

العالم بأسره يتقدم سوى نحن العرب. البرازيل تقدم اقتصادها ليتطور من بلد متخلف لمتقدم، وكوريا تقدم اقتصادها لتصبح بلدا مصنعا بعد أن كانت تأخذ المعونات، وكلما استشهدنا بقصه نجاح، قال المتشائمون العرب: هذه من الغرب الذي سبقنا في الحضارة والديمقراطية والنظم الاجتماعية والعلم بمعنى كل شيء متقدم لديهم، والتقدم سلسلة، وهذا صحيح.

في الفترة الماضية، التقيت نائبي رئيس شركه «هواوي» الشرقية؛ عفوا الصينية، تحدثت معهم عن شركتهم التي ربحت 34 مليار العام الماضي، وعمرها 26 عاما فقط، أسسها رن زن في «Mr.Renzhengfei»، الذي كان يبيع أجهزة مستعملة واجتمع مع اثنين من معارفه لينشئوا مركز بحث مصغرا ينتج أجهزتهم الخاصة، بعد ذلك يتطور ليؤسس شركة عالمية يعمل بها خليط بشري من مختلف الجنسيات بلغ عددهم 150 ألف موظف.

ولإيمان المؤسس بالبحث، فالشركة لديها 28 مركز إبداع و16 مركز بحث، أولها أُنشئ في الهند، وتخدم الشركة ثلثي سكان العالم، وتنتهج الشركة أسلوب إدارة مبتكرا إذ يديرها ثلاثة مديرين يتناوبون على إدارتها كل ستة أشهر. وتملك الشركة 44 ألف براءة اختراع.

وكون الشركة عالمية، فقد رعت بطولة الخليج تحت سن 23، ولديها مشاركة اجتماعية مع جامعة الملك سعود لسد الفجوة الرقمية.

هذا النجاح الصيني جاء على الرغم من صعوبة الظروف في بلد يتحول من الشيوعية تدريجيا، في عالمنا العربي نملك إمكانيات كبرى لننجز أفضل مما أنجزه الصينيون، ولكننا لا نملك الرؤية ولا الإرادة، على الرغم من أننا نملك الإمكانيات. ودمتم.