فرنسا تعول على الخليج لتسويق المقاتلة «رافال» بعد خيبة مع البرازيل

قطر والإمارات والكويت أهداف شركة داسو للطيران.. والهند أملها الأكبر

لقطة ارشيفية للمقاتلة رافال الفرنسية
TT

بعد الإخفاق الذي لحق بشركة داسو الفرنسية مصنعة طائرات رافال العسكرية المتعددة الاستخدامات في البرازيل، تتجه أنظار باريس إلى الأسواق الدفاعية في الخليج والهند لعلها تنجح أخيرا في بيع أولى هذه الطائرات من الجيل الرابع. وتركز الصناعات الجوية الفرنسية خليجيا على دولتين اثنتين هما الإمارات العربية المتحدة وقطر ولكن أيضا على السوق الهندية بينما تتطلع شركة طاليس المتخصصة في الإلكترونيات إلى السعودية للحصول على عقد دفاعي كبير.

وسعى الرئيس الفرنسي الذي زار البرازيل مؤخرا إلى التخفيف من وقع «الصدمة» بقوله في بروكسل، أمس، إنه كان «يتوقع» هذه النتيجة المخيبة منذ عدة أشهر. بيد أنه سارع إلى القول إنه «يأمل» ببيع الرافال التي يبلغ سعر الطائرة الواحدة منها نحو 100 مليون دولار إلى الخارج «في المستقبل». وعمد وزير الدفاع إلى «ترجمة» الفكر الرئاسي متوقعا الإعلان عن أنباء «سعيدة» في المستقبل القريب ومسميا الخليج والهند.

وكان وزير الدفاع البرازيلي قد كشف أن بلاده، فضلت شراء الطائرة المقاتلة السويدية «غريبن إن جي» على منافساتها وهي الرافال بالدرجة الأولى و«إف 18 سوبر هورنت» التي تصنعها شركة بوينغ الأميركية في المرتبة الثانية في صفقة من 36 طائرة تقدر قيمتها الإجمالية بـ4.5 مليار دولار.

لكن الطرف الأميركي خسر كل حظوظه مع اندلاع فضيحة تجسس المخابرات الأميركية على الهاتف الجوال الشخصي لرئيسة البرازيل ديلما روسيف.

وتعاني الرافال من أمرين: الأول، ارتفاع قيمتها التجارية ما نسف كل حظوظها في البرازيل وسابقا في دول أخرى كثيرة مثل اليونان وسويسرا وغيرهما. والأمر الثاني، كونها لا تناسب كل الزبائن بسبب تقنياتها وإلكترونياتها المتطورة جدا والتي لا تتناسب مع حاجات كل الزبائن. والدليل على ذلك أن البرازيل اختارت طائرة أقل كلفة وحديثة وتلبي تطلعاتها العسكرية والاستراتيجية.

وبالنظر لهذا الوضع، فإن داسو التي تصنع أيضا طائرة الميراج الأقدم عهدا، تنظر إلى بلدان الخليج التي تمتلك أعدادا من الطائرة الأخيرة وتود استبدالها بطائرات حديثة. وتشكل قطر الهدف الأول للشركة المصنعة الفرنسية إذ تنوي شراء 72 طائرة مقاتلة جديدة في السنوات القادمة بينها نصفها في المستقبل القريب. وترجح المصادر الفرنسية القريبة من هذا الملف أن تعمد قطر لاتخاذ قرار بهذا الشأن في عام 2014. لكن الرافال ستجد نفسها بمواجهة طائرة «تايفون» الأوروبية التي تصنعها شركة يوروفايتر وبمواجهة آخر طراز من الطائرات المقاتلة الأميركية وهو «إف 35» من صناعة شركة لوكهيد مارتن.

وليس سرا أن باريس تعول على علاقاتها السياسية الجيدة مع قطر وكذلك مع الإمارات العربية المتحدة التي هي أيضا زبون محتمل. وكانت أبوظبي قد دخلت في مناقشات «مغلقة» مع داسو للطيران في العامين 2008 و2009 بصدد الحصول على صفقة ضخمة من الرافال. لكنها في عام 2011 قطعت هذه المناقشات وأعادت فتح الباب أمام المقاتلة تايفون.

وتبدو الكويت، من جهتها، وكأنها زبون محتمل إذ أنها ترغب في اقتناء نحو عشرين طائرة حديثة. لكن الآمال الفرنسية في الكويت ليست كبيرة بسبب طبيعة العلاقات الكويتية - الأميركية.

وجدير بالذكر أن باريس ترتبط بالدول الثلاث المعنية لاتفاقيات دفاعية لا بل إنها ذهبت إلى حد بناء قاعدة عسكرية متعددة الأغراض والمهمات في أبوظبي التي تريدها شاهدا لانخراطها في المحافظة على أمن الخليج. واتخذ القرار وقتها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. لكن السلطات الإماراتية فرضت دفتر شروط وأسعار لم تتوفر في العرض الفرنسي حينذاك.

أما الهند فإنها تريد إبرام أكبر صفقة لأنها ترغب في شراء 136 طائرة مقاتلة وربما وصل الأمر إلى 189 طائرة. وتزيد قيمة العقد في حده الأدنى على 12 مليار دولار. ورغم أن الهند أعربت عن تفضيلها للرافال، فإن الأمور غير مؤكدة بسبب متطلبات الهند التقنية والصناعية والمالية فضلا عن الأوضاع السياسية وتحديدا غموض نتائج الانتخابات التشريعية في الربيع القادم، ولذا فإن الصناعيين الفرنسيين الذين أصيبوا بإخفاقات كثيرة في السنوات الماضية ما زالوا يلتزمون الحذر حتى لحظة توقيع العقد.