وزير البترول السعودي: توجيهات خادم الحرمين تهدف إلى خدمة الوطن وتطوير البيئة التنموية

علي النعيمي أكد أن وزارته راعت إيجاد تنمية متوازنة

د. علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية في السعودية (أ.ف.ب)
TT

أكد المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية في السعودية، أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تهدف دائما إلى خدمة المواطن والوطن وتطوير البيئة التنموية، وإيجاد تنمية متوازنة لمناطق المملكة كافة.

وأضاف النعيمي، خلال كلمة ألقاها في منتدى الأحساء للاستثمار الثالث، الذي انطلقت جلساته أمس، أن الوزارة راعت إيجاد تنمية متوازنة لمناطق المملكة كافة، من خلال المشروعات الحكومية المختلفة، مثل التصنيع، والطرق، والجامعات، والمستشفيات، ومراكز التعليم، والسياحة، وغيرها، لافتا إلى أن الهدف من ذلك أن يعم النمو والتقدم والرخاء سكان المملكة ومناطقها كافة.

واستعرض وزير البترول السعودي المشروعات البترولية والتعدينية في مناطق المملكة، وقال: «يجري العمل في منطقة جازان، الآن لبناء مصفاة حديثة ومتطورة، ومدينة اقتصادية وصناعية، تشتمل على ميناء تجاري صناعي، ومحطة كهرباء حديثة، ذات دورة مزدوجة، تغذي الشبكة السعودية للكهرباء، ومشروعات بتروكيمياوية، وتعدينية، بالإضافة إلى شمال شرقي المملكة، في الشريط الممتد من مدينة الجبيل جنوبا إلى مدينة رأس الخير شمالا، وهناك مشروعات صناعية عملاقة، تشمل مصافي بترول، ومصانع للأسمدة والألمنيوم، والبتروكيماوية بأنواعها».

وأكد المهندس النعيمي أن هذه الصناعات تنمو سنة بعد أخرى، مما جعل المملكة من أهم الدول المنتجة والمصدرة لأنواع مختلفة من البتروكمياويات ومن الأسمدة، إذ جرى إمداد هذه الصناعات بالغاز والبترول كلقيم وكمصدر للطاقة، لافتا إلى أن صناعة البتروكيماويات ثاني أهم صناعة في المملكة بعد البترول.

وأبان وزير البترول والثروة المعدنية أنه يتم الآن الربط بين رأس الخير ومدينة الجبيل، من خلال سكة حديد وخط سير سريع، بطول 70 كيلومترا، ليصبحا وكأنهما امتداد لبعضهما البعض، مضيفا: «كما قد يحدث خلال العشرين عاما المقبلة اندماج بين هاتين المدينتين، لتكونا منطقة صناعية تجارية عالمية على الخليج العربي، تمتد لمسافة تصل إلى نحو مائة كيلومتر، كما تطرق إلى مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال بمنطقة الحدود الشمالية، حيث يجري العمل حاليا على إنشاء مركز صناعات متكاملة مرتبط بثروات المنطقة من الفوسفات، هذا الجزء من المملكة الذي كان يعد حتى وقت قريب من المناطق النائية، سيصبح مركزا صناعيا وتجاريا مهما، وسيوفر فرصا لعمل المواطنين، خصوصا أبناء المنطقة».

أما منطقة الأحساء «شرق البلاد»، فأكد النعيمي أن المشروعات البترولية تعد عملاقة بكل المقاييس، بالإضافة إلى وجود كثير من حقول الغاز والبترول، التي من أهمها حقل الغوار الأكبر عالميا، مشيرا إلى أنه تم خلال العشر سنوات الماضية تطوير حقل خريص بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون ومائتي ألف برميل يوميا، ويجري العمل على توسعته ليصل إلى مليون وخمسمائة ألف برميل يوميا، كما تم تطوير حقل نعيم وإنشاء معمل استخلاص سوائل الغاز من حقل الحوية، ومعمل الغاز في حرض، وهي مشروعات بترولية مهمة، قام خادم الحرمين الشريفين بتدشينها.

وتحدث المهندس النعيمي عن عمليات التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة، مشيرا إلى الاهتمام بالمدن الصغيرة والمتوسطة والعمل على نموها، وجعلها مراكز تصنيعية تجارية علمية بارزة، وقال: «يجري العمل الآن على إنشاء مدن صناعية جديدة مثل مدينة وعد الشمال، وجازان الصناعية والاقتصادية»، منوها بأن هناك أهدافا عدة من إنشاء المدن الصناعية، من أهمها تخفيف الضغط على المدن الكبرى، وإنشاء مدن متخصصة في التعليم والتصنيع، والمساعدة في تكامل الصناعة، من المنتج الأولي إلى المنتج النهائي، وإيجاد الخبرات والتعليم المتخصص في هذه المدن.

وأكد المهندس النعيمي أهمية العنصر البشري وأن الوزارة تهتم بهذا الجانب بشكل كبير، فـ«أرامكو» السعودية، تعد رائدة في هذا المجال، ليس فقط على مستوى المملكة، بل عالميا، من حيث توظيف القوى الشابة، وابتعاث الطلبة والطالبات المتميزين، والتدريب والتطوير على رأس العمل بشكل مستمر، إلى جانب الإسهام مع القطاع الخاص والجهات الحكومية ذات الاختصاص في إنشاء كثير من المعاهد التقنية المتخصصة.

وأشار إلى أن «أرامكو السعودية»، تعمل حاليا على إنشاء مدينة الطاقة على طريق الأحساء الدمام، التي ستمكن من إنشاء مركز إقليمي عالمي لقطاع الطاقة، مثل الصناعات التحويلية والخدمات الصناعية المساندة التي ترتبط بالنفط والغاز والطاقة الكهربائية، الذي سيلعب دورا رئيسا في تحقيق برنامج «أرامكو السعودية» للتوظيف، بما في ذلك نقل التقنيات وإيجاد فرص عمل للمواطنين، كما تجرى حاليا الدراسات الإنشائية كافة بهذه المدينة، بالتعاون مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، ومن المتوقع عند اكتمالها أن تضيف ما يزيد على تسعة بلايين دولار للدخل الوطني، وتوفر آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، وسوف يكون لشباب الأحساء والمجتمعات المحيطة بها نصيب كبير منها.