المفوضية الأوروبية تطلق برنامج «أفق 2020» لاستثمار 80 مليار يورو في البحوث والابتكارات

تحت عنوان «البحث والابتكار يعني النمو وفرص العمل»

TT

أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل، أمس الجمعة، عن إطلاق مبادرة «أفق 2020» للبحوث والابتكار. وقالت ماري جيجان كوين، مفوضة شؤون الأبحاث والابتكار والعلوم، في بيان صدر ببروكسل بهذه المناسبة، إنه يوم للإعلان عن بدايات جديدة، وفي بداية فترة الرئاسة اليونانية للاتحاد والتي تأتي في لحظة حرجة لأوروبا التي تستعد لانتخابات البرلمان الأوروبي في مايو (أيار) المقبل. وقالت المسؤولة الأوروبية إن «أفق 2020» هو مبادرة جديدة تتضمن برنامجا لمدة سبع سنوات يوفر العديد من الفرص للباحثين والمبتكرين في أوروبا كلها.

وجرى الإعلان عن إطلاق «أفق 2020» من اليونان حيث الرئاسة الجديدة للتكتل الأوروبي الموحد والتي بدأت مطلع الشهر الحالي وتستمر ستة أشهر. وخلال احتفال أقيم بهذا الحدث، قالت المسؤولة الأوروبية إنها تريد تسليط الضوء على الفرص الأكثر إثارة التي يوفرها هذا البرنامج الذي ينص على استثمار 80 مليار يورو خلال السنوات السبع المقبلة، وهو إحدى المناطق القليلة التي عرفت زيادة في الموارد في الموازنة الجديدة للاتحاد الأوروبي، وسيتم إنفاق هذه الزيادة بحكمة وكفاءة.

وأضافت أنه لن يتم فقط تمويل البحوث الأساسية، ولكن أيضا البحوث التطبيقية والابتكار ليصل إلى الشركات الصغيرة والكبيرة، وهذه مسألة مهمة «لأننا نعلم أن البحث والابتكار يعني النمو وفرص العمل».

وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن أهم المحاور لتشغيل البرنامج الجديد هو التبسيط والتماسك. وقالت «التبسيط هو في أولويات عملي، فأنا أحرص على تسهيل وتبسيط الأمور بالنسبة للعلماء ورجال الأعمال للحصول على تمويل الاتحاد الأوروبي حتى يكون هناك وقت أقل للأمور الإدارية والوقت الأكبر للبحوث والابتكار، كما أن التبسيط ينطبق على جميع مراحل البرنامج الجديد والذي يتضمن قواعد تطبق في كل الأماكن، مما يسهل التطبيق والمشاركة في المشروعات، وجرت إعادة تصميم الهندسة المعمارية للبرنامج ليكون أكثر تماسكا، كما جرى جمع كل عمليات تمويل البحوث والابتكار في الاتحاد الأوروبي تحت سقف واحد، مما يسهل عملية الدعم والمتابعة.

ونوهت المسؤولة الأوروبية بأن أبرز التحديات التي تواجه أوروبا، مثل الطعام وأمن الطاقة والصحة ووسائل النقل النظيفة والأمن العام وغيرها، لا يمكن حلها من خلال حقل واحد من العلوم والتكنولوجيا أو في موقع واحد أو في دولة واحدة، وإنما تحتاج هذه التحديات المعقدة إلى حلول تعتمد على العديد من مجالات البحث والابتكار، وهذا هو السبب في تعددية التخصصات التي ينص عليها برنامج «أفق 2020».

وقالت المسؤولة الأوروبية في البيان «نحن نشجع الباحثين على الخروج من الصوامع الخاصة بهم، ونتوقع أن تتم معالجة الجوانب الاجتماعية بواسطة تضمين العلوم الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في جميع خطوات البرنامج الجديد». وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يعول على العلماء في أوروبا لإنتاج البحوث الممتازة التي من شأنها أن تؤدي إلى إيجاد حلول للتحديات المجتمعية ودعم الجهود المبذولة من أجل الابتكار والقدرة التنافسية. ولمحت أيضا إلى أن البرنامج الجديد يعتبر جيدا للغاية للأعمال التجارية، كما أنه يوفر المزيد من المال للأنشطة التجريبية لتعزيز روح المبادرة، كما أنه برنامج يساعد قطاع الأعمال على جني ثمار نشاط تجاري كامل، وعددت مجالات منها الشراكات العامة والخاصة في الأدوية المبتكرة والطيران والإلكترونيات ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومحاربة الأمراض المرتبطة بالفقر والشيخوخة السكانية، إلى جانب الخدمات الطبية والأدوية والأغذية الزراعية والبيئة والمعلومات والاتصالات وصناعة التكنولوجيا النظيفة والإلكترونيات الدقيقة وغيرها.

وأشارت إلى التماسك والدور الذي يجب أن تقوم به كل دولة في وضع استراتيجيات التخصص الذكي التي تبني على نقاط القوة الخاصة بكل منها. وقالت إن النجاح في «أفق 2020» يعتمد على عدد من العوامل، وكثير منها في أيدي السلطات الوطنية والجامعات وقطاع الأعمال «ولذا نحن بحاجة إلى إصلاح وتحسين النظم الوطنية وتحويل صناعاتنا واقتصاداتنا لخلق النمو وفرص العمل، لأن أوروبا في أمس الحاجة إلى ذلك»، مضيفة أن «رسالتي واضحة في كل مكان، وأوروبا بحاجة إلى مزيد من البحث والابتكار».

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي اعتمدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ما يعرف ببرنامج «أفق 2020»، وهو برنامج للبحوث والابتكار بقيمة 80 مليار يورو، لمدة سبع سنوات مقبلة. وبعد أن رحبت بموافقة الدول الأعضاء على البرنامج قالت عنه المفوضية الأوروبية ببروكسل في بيان إنه أكبر برنامج للبحوث في الاتحاد الأوروبي حتى الآن، وواحد من أكبر البرامج الممولة للقطاع العام في جميع أنحاء العالم.

وقالت المفوضة الأوروبية لشؤون البحوث الابتكار والعلوم كوين إن المفوضية ترحب كثيرا بالقرار الذي توصلت إليه الدول الأعضاء، وسيبدأ العمل الحقيقي الآن ولمدة سبع سنوات مقبلة، وستتم الاستفادة بكل سنت (أقل عملة) من الأموال المخصصة لبرنامج «أفق 2020» لبناء أوروبا قوية وأكثر ابتكارا وتنافسية، وتحسين نوعية الحياة للجميع.

ورحبت المفوضة الأوروبية أندرولا فاسيليو، المكلفة بشؤون التعليم «بتخصيص تمويل إضافي للمعاهد البحثية للتكنولوجيا والابتكار والتي تدعم الشراكات متعددة الجنسيات والتي تجلب البحوث جنبا إلى جنب مع الأعمال والابتكار وتوفر نوعية التعليم المبتكر أو الابتكار في التعليم والذي تحتاجه سوق العمل، كما سيعزز رأس المال من أجل الإنسان المبتكر، وهي أمور أساسية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي لدينا».

وبحسب المفوضية فإن «أفق 2020» هو نوع جديد من برنامج بحوث الاتحاد الأوروبي التي تم تصميمها من أجل تقديم نتائج تحدث فرقا في حياة الناس، ومبني على ثلاث ركائز وهي التميز في التعليم والقيادة الصناعية والتحديات المجتمعية، وهو برنامج يجمع لأول مرة على مستوى الاتحاد الأوروبي البحوث والابتكار تحت سقف واحد، ويوفر مجموعة واحدة من القواعد من شأنها أن تخفض بشكل جذري الروتين، وأن الهدف الأسمى بالنسبة له هو التماسك بشكل أكبر ووضع البرامج البسيطة لشراكة سهلة وخاصة بالنسبة للشركات ومنظمات البحوث الصغيرة والمتوسطة. وفي أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وعقب اختتام قمة العشرين في روسيا، قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي «لا بد علينا أن نبقى في حالة تأهب ومواصلة الإصلاحات الجارية حاليا وتنفيذ ما سبق الاتفاق عليه، لأننا ما زلنا بعيدين جدا عن الوضع الذي نريد أن نصل إليه». وأشار فان رومبوي إلى أنه لا بد من التفكير استراتيجيا حول أسس النمو المستقبلي في أوروبا، ولهذا علينا التركيز على موارد النمو وفرص العمل في أوروبا من أجل حياة أفضل لمواطنينا، واقتصاد يواجه تحديات القرن الـ21. وأضاف أن الإنتاجية هي بمثابة المحرك أو الوقود من أجل الانتعاش الاقتصادي، منوها بضرورة الاهتمام بالابتكار والتقدم التكنولوجي في ظل وجود روح المبادرة ووجود الأسواق. وقال «لا بد من الاستثمار في الابتكار ورأس المال البشري من خلال دعم البحث والتطوير وبراءات الاختراع والاهتمام بالتعليم والتعلم والتدريب».