أحدث الطائرات العسكرية والتجارية تتنافس في معرض البحرين للطيران

بمشاركة 120 شركة.. وتوقعات بـ22 ألف زائر

الأمير سلمان آل خليفة ولي عهد البحرين خلال تدشين معرض البحرين للطيران في الصخير أمس (رويترز)
TT

انطلقت فعاليات معرض البحرين للطيران في دورته الثالثة في قاعدة الصخير الجوية أمس (الخميس) وحتى يوم غد السبت وسط مشاركة مدنية وعسكرية لافتة. وكان وزير المواصلات، القائم بأعمال المدير التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال بن أحمد محمد صرح قبل افتتاح المعرض الجوي الذي يقام كل عامين أن فعاليات معرض البحرين الدولي للطيران 2014 يتميز هذا العام بكونه معرضا تم التركيز من خلاله على الطابع التجاري، ساعين إلى الترويج لمملكة البحرين كبيئة أعمال جاذبة وخصبة لمختلف المشاريع التنموية التي ستحقق نقلة نوعية وانتعاشا اقتصاديا كبيرا.

وأشار إلى أن المعرض في دورته الحالية سيشهد نسبة مشاركة عالية، سواء من خلال عودة بعض المشاركين السابقين أو من خلال المشاركين الجدد، كما يتوقع حضور بارز على المستويين الإقليمي والدولي، بما يؤكد ويعزز مكانة البحرين على المستوى الإقليمي كمحور لوجستي بشبكات ربط عالية الكفاءة والفعالية بين البحر والبر والجو، يعتبر الأقصر في المنطقة.

وأضاف كذلك إلى أن مكانة البحرين خليجيا تمثل نقطة ارتكاز استراتيجية للوصول إلى سوق دول مجلس التعاون الخليجي المقدرة قيمة التبادلات فيها بنحو 1.5 تريليون دولار أميركي.

وأكد أحمد على أن حجم المشاركة من قبل الشركات شهد زيادة تقدر بأكثر من الضعف مقارنة مع حجم المشاركة في الدورة الأولى للمعرض في 2010. كما ارتفع عدد الوفود المدنية والعسكرية المشاركة من 28 في 2010 إلى 51 هذا العام. بالإضافة إلى أنه ولأول مرة في تاريخ المعرض يصل عدد الطائرات المعروضة إلى أكثر من مائة طائرة.

وفيما يتعلق بحجم المشاركة قال كمال بن أحمد وزير المواصلات البحريني: «يشارك في المعرض ممثلون عن 120 شركة، من بينها شركات رائدة في مجال تصنيع الطائرات مثل إيرباص، وبي إيه أي سيستمز، وبوينغ، وبومبارديير، وجلف ستريم، ولوكهيد مارتن، وبرات اند ويتني، وسيكورسكي ورولز رويس. بالإضافة إلى الشركات الأخرى مثل مجموعة ثايلز، ولوفتهانزا تكنيك من ألمانيا، ومنظمة الأبحاث والتطوير الدفاعية من الهند، والخطوط الجوية القطرية، ومجموعة تاغ للملاحة الجوية، وتوازن القابضة – الشركة القابضة في مجال الاستثمارات الاستراتيجية التي تركز على قطاع الدفاع والتصنيع المتخصص، ناهيك عن المشاركة التركية اللافتة في معرض هذا العام حيث سيشهد حضور ثماني شركات تركية عاملة في قطاع الطيران، وحضور وفود وممثلين عن كل من مصر، وفرنسا، وإيطاليا، والأردن، والكويت، والمغرب، وعمان، وقطر، وروسيا، والسعودية، وتركيا، والإمارات، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية».

وحول أبرز الفعاليات التي سيشهدها المعرض أشار إلى أن هناك نحو 60 طائرة ستكون معروضة أمام الجمهور في أجنحة التجارة والأجنحة العامة، من بينها طائرات عسكرية من الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا. كما ستكون هناك طائرات تجارية معروضة من فئة الإيرباص، وبوينغ، وجلف ستريم، وإمبراير، سيسنا. بالإضافة إلى أنه ستكون هناك نحو 50 طائرة أخرى ستشارك في الاستعراضات الجوية، والتي ستمتد يوميا لنحو أربع ساعات.

وافتتحت العروض الجوية الشيقة أمس بعرض من سلاح الجو الملكي البحريني، وشاركت طائرات عسكرية من ضمنها «آر إيه إف تايفون»، وطائرة إف - 22 من سلاح الجو الأميركي، وطائرة إف - 16 من سلاح الجو الإماراتي، وطائرة ميراج 2000، كما ستكون هناك استعراضات جوية لعدد من الفرق البارزة منها، فريق الفرسان الإماراتي، وفريق صقور السعودية، وفريق الفرسان الروسي. بالإضافة إلى استعراضات من فريق الشياطين الحمر (ريد ديفلز) الذين سيقدمون استعراضا بالقفز بالمظلات.

كما ستشارك إحدى الطائرات الحربية النفاثة التاريخية «سبيت فايتر» بعد إعادة تأهيلها. حيث تمتلك تلك الطائرة مكانة خاصة في الذاكرة البحرينية، ترتبط بدورها التاريخي في الحرب العالمية الثانية. وتشارك فرقة الطيران البهلواني الجوي الروسية التابعة للقوات المسلحة الروسية «فرسان روسيا» في معرض البحرين الدولي للطيران، ويقدم طيارو الفرقة البهلوانية الروسية على مدار ثلاثة أيام استعراضات جماعية وفردية وحركات بهلوانية جوية فريدة بطائرات سوخوي 27 الشهيرة لإظهار مهاراتهم العالية لإمتاع زوار المعرض.

وقد حققت فرقة الطيران الجوي الروسية التي تشكلت في 5 أبريل (نيسان) من عام 1991 الكثير من الأرقام القياسية العالمية في مجال الطيران البهلواني الجوي، وهي الوحيدة في العالم التي تنفذ طيرانا بهلوانيا جماعيا بطائرات مقاتلة ثقيلة فضلا عن أن مقاتلاتها تعتبر نماذج حربية متسلسلة، وهي مشارك دائم في جميع المعارض الجوية الروسية والكثير من المعارض الجوية العالمية.

يذكر أن وزارة المواصلات تنظم معرض البحرين الدولي للطيران 2014 بالتعاون مع سلاح الجو الملكي البحريني، ويتوقع بأن يزور المعرض هذا العام نحو 22 ألف زائر تجاري على مدار الأيام الثلاثة للمعرض الذي انطلق أمس (الخميس) 16 يناير (كانون الثاني) وحتى يوم غد (السبت) 18 يناير الجاري.

وأقيم المعرض في قاعدة صخير الجوية، برعاية وإشراف الممثل الشخصي للملك، الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، رئيس اللجنة التنظيمية العليا لمعرض البحرين الدولي للطيران، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» الإقبال الكبير على المعرض من الشركات الدولية المصنعة مقارنة بالنسختين السابقتين مع معرض البحرين. وتوقع الشيخ عبد الله آل خليفة أن يبلغ عدد الزوار من ممثلي الشركات العالمية ومسؤولي الطيران والزوار العاديين أكثر من 45 ألف شخص.

وتضم قائمة المؤسسات والهيئات الحكومية المشاركة في المعرض الجهات التالية: وزارة المواصلات البحرينية وسلاح الجو الملكي البحريني، ومجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وشركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، وشركة مطار البحرين، وطيران الخليج.

في غضون ذلك أعلنت شركة طيران الخليج - الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، أمس عن توقيع اتفاقية لتمديد خدمات الصيانة اللازمة لمدة خمس سنوات والتي تقدمها شركة رولز رويس لدعم أسطول طيران الخليج الجوي المكوَّن من ست طائرات من طراز A330 التي تحمل محركات من طراز ترينت 700. الجدير بالذكر أن قيمة الاتفاقية تبلغ أكثر من 100 مليون دولار أميركي كامتداد للاتفاق السابق لمدة 5 سنوات الذي تم توقيعه في عام 2009.

وقام بتوقيع الاتفاقية أمس خلال إقامة معرض البحرين الدولي للطيران 2014 في قاعدة الصخير الجوية كل من ماهر سلمان المسلم القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لطيران الخليج وأندرو هاربر نائب الرئيس لشؤون العملاء نيابة عن رولز رويس، والمسؤول عن دائرة محركات الطائرات المدنية الكبيرة. كما حضر توقيع الاتفاقية أيضا كل من جمال هاشم القائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الفنية بطيران الخليج، وإدوارد كوكسون - المدير التنفيذي للمبيعات بشركة رولز رويس.

وفي معرض تعليقه على التوقيع على تمديد الاتفاقية مع رولز رويس قال ماهر سلمان المسلم القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لطيران الخليج «نحن سعداء بتمديد اتفاقنا مع رولز رويس وذلك بفضل الدعم الذي تقدمه اتفاقية الصيانة الشاملة مع رولز رويس على مدى الأربع عشرة سنة الماضية، بالإضافة إلى ضمان رولز رويس توفير المحركات لطائرات طيران الخليج، تعتبر هذه الاتفاقية ضرورية لتحقيق الهدف من الاستفادة القصوى من الأسطول الجوي. كما تسمح الاتفاقية للناقلة الجوية بتكوين رؤية واضحة لتكاليف خدمات الصيانة، وتسهيل تشديد الرقابة المالية كما تتزايد أهمية هذا الاتفاقية مع تحَوُّل طيران الخليج من مرحلة إعادة الهيكلة إلى مرحلة التطور والنمو».

وقال أندرو هاربر نائب رئيس شركة رولز رويس لشؤون العملاء والمسؤول عن دائرة محركات الطائرات المدنية الكبيرة: «نحن سعداء لقيام طيران الخليج بتمديد اتفاقية الصيانة الشاملة معنا حيث ستتشهد الناقلة الجوية قيمة خدمات الدعم التي توفرها شركة رولز رويس كما نتطلع إلى مواصلة علاقتنا التجارية طويلة الأمد مع شركة طيران الخليج».

أما جمال هاشم الرئيس القائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الفنية بطيران الخليج فعلق على توقيع هذه الاتفاقية بقوله «لقد كان لدينا تجربة ممتازة مع محركات ترينت 700، سواء من حيث الأداء التشغيلي أو حزمة الخدمات الشاملة التي تقدمها شركة رولز رويس من خلال اتفاقية الصيانة الشاملة، ونحن اليوم سعداء لتمديد اتفاقية خدمات الصيانة. إن طيران الخليج لديها علاقة طويلة الأمد مع شركة رولز رويس تمتد لأكثر من 40 عاما ويمثل إعلان اليوم مزيدا من التطور في العلاقة القيِّـمة مع شركة طيران الخليج».

تعود جذور العلاقة التجارية بين شركة طيران الخليج وشركة رولز رويس إلى عام 1966. عندما اشترت طيران الخليج طائرة فوكر 27 وفي وقت لاحق اشترت محركات RB211 لتزويد أسطول طائرات الترايستار لديها في ذلك الوقت. وفي عام 1999 قامت شركة طيران الخليج بتشغيل أول طائرة إيرباص من طراز A330، واليوم تقوم الناقلة بتشغيل أسطول يتألف من ست طائرات A330. وتعتبر هذه الطائرات التي تقدم رحلات بعيدة المدى لخدمة شركة طيران الخليج في أوروبا وآسيا، هي جزء لا يتجزأ من أسطول الشركة.

وعلى الصعيد العالمي، تقوم محركات ترينت بتغطية أكثر من 90 في المائة من احتياجات سوق الطيران منه ما هو في الخدمة فعليا أو كطلبيات شراء جميعها تتم صيانتها من خلال اتفاقيات الصيانة الشاملة مع شركات الطيران التي تقوم بتشغيل هذا المحركات التي صممت خصيصا لطائرات الإيرباص من طراز A330 وتتصدر موقع الريادة في هذا المجال حيث تشكل نسبة 70 في المائة من الطلبيات الجديدة خلال السنوات الأربع الماضية.

يذكر أن شركة طيران الخليج تأسَّسَت الناقلة الوطنية لمملكة البحرين - في عام 1950، لتصبح بذلك واحدة من أولى شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط، وتربط شبكة خطوط الشركة التي تعتبر واحدة من أكبر الشبكات مملكة البحرين بدول مجلس التعاون الخليجي، وسائر أنحاء منطقة الشرق الأوسط، كما تمتد شبكة خطوطها الجوية عبر ثلاث قارات، أوروبا، أفريقيا إلى آسيا، وتغطي أكثر من 36 مدينة في 22 دولة، مع رحلات مزدوجة من مملكة البحرين إلى أكثر من 10 عواصم إقليمية، ويتألف أسطولها من 26 طائرة حديثة. وتتميز الخدمات والمنتجات التي تقدمها الناقلة على متن طائراتها بالجودة العالية والتجديد والتفرُّد مع الالتزام بالمحافظة على طابع الضيافة العربية المميزة التي تشتهر بها.

وتعمل شركة طيران الخليج على ربط مملكة البحرين بالعالم، وتعد واحدة من أهم الأصول الأساسية للبنية التحتية، ودافعا قويا للاقتصاد الوطني لمملكة البحرين.

كما أن شركة طيران الخليج كانت الراعي الرسمي لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج – الفورمولا 1 2013. وهي الناقلة الرسمية لمعرض البحرين الدولي للطيران 2014.