وفد من 100 شركة فرنسية يزور إيران بحثا عن فرص ما بعد العقوبات

يضم مندوبي شركات عملاقة منها «توتال» و«رينو»

TT

يزور وفد يضم مندوبين عن مائة شركة فرنسية، منها شركات عملاقة مثل «توتال» النفطية و«رينو» للسيارات، طهران لإجراء مفاوضات مع المسؤولين الإيرانيين تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي.

وأنعشت هذه الخطوة الفرنسية الآمال المعلقة على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران والقوى الغربية بهدف رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران. وأشار وزير الاقتصاد الفرنسي، بيير ميكوفيسي، في حوار تلفزيوني، أول من أمس، إلى زيارة الوفد التجاري الفرنسي لطهران التي تستمر ثلاثة أيام وقال: «ستحظى فرنسا بفرص اقتصادية ملحوظة في إيران». وأضاف الوزير الفرنسي أن «على إيران إثبات حسن نيتها من خلال التمسك بالتزاماتها النووية».

وأعلن محمد نهونديان، رئيس مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أثناء استقبال الوفد الفرنسي، بحسب ما قالت الوكالة الإيرانية، أن «صفحة جديدة تبدأ في العلاقات بين إيران وأوروبا».

وسيشارك أعضاء الوفد الفرنسي اليوم في لقاء مع نظرائهم الإيرانيين تنظمه وزارة الصناعة والمناجم والتجارة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. ومن غير المتوقع عقد لقاء مع مسؤولين سياسيين. كما لن يوقع أي اتفاق خلال هذه الزيارة التي ترمي أساسا إلى الإعداد لعودة الشركات الفرنسية إلى إيران، التي تمثل سوقا من 76 مليون نسمة، في حال جرى إبرام اتفاق نهائي حول برنامج إيران النووي المثير للجدل.

وأفاد تقرير لوكالة «رويترز» بأن زيارة الوفد الفرنسي تبعث برسالة، مفادها أن فرنسا تتمتع بفرص اقتصادية كبيرة في إيران في حال تحسنت الظروف. وتابع المسؤول الفرنسي أن «جوهر الرسالة هو ضرورة التزام الإيرانيين وعودهم».

ويضم الوفد الفرنسي مندوبي الشركات الاستشارية، والخدمات الهندسية، وصناعة المواد الغذائية، وشركات البناء، والأدوية، والدعاية، والرياضة، ومندوب مصرف فرنسي.

يذكر أن ألمانيا هي الدولة الأوروبية الأخرى التي أعلنت استعدادها للاستثمار في الفرص الاقتصادية التي توفرها إيران، إذ ينتظر أن يزور وفد ألماني طهران نهاية الشهر الحالي يضم مندوبي شركات صناعة الأدوية، والصحة، والإنشاءات، والهندسة.

وذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية حول عودة الشركات الفرنسية إلى إيران، أن طهران «اشترت 458 ألف سيارة من شركة (بيجو) للسيارات في عام 2011، وأن إيران كانت في وقت ما ثاني أكبر سوق لهذه الشركة».

وقال رئيس الشؤون المالية بشركة «بيجو» للسيارات، جان بابتيست، إن «العقوبات المفروضة على إيران خلال العام الماضي ألحقت خسائر قيمتها 10 ملايين يورو شهريا بهذه الشركة».

من ناحية ثانية، بلغت أرباح شركة «رينو» للسيارات في شهر يونيو (حزيران) 2013 نحو 512 مليون يورو بفضل التعاون مع إيران.

وقال الخبير الاقتصادي الإيراني جمشيد بجويان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكن فرنسا ضمن الشركاء التجاريين العشرة الأوائل لإيران وذلك بسبب العقوبات، وبلغ الأمر حدا أنهت فيه الشركات الفرنسية لصناعة السيارات علاقاتها التجارية مع إيران».

وبشأن زيارة الوفد الاقتصادي الفرنسي إلى إيران، أضاف الخبير الاقتصادي الإيراني: «كان من المتوقع أن يزور وفد بهذا المستوى إيران، لأن فرنسا أعربت عن رغبتها في استئناف العلاقات التجارية مع إيران إثر تخفيف العقوبات الدولية». وقال: «النتائج التي ستتمخض عن زيارة الوفود التجارية إلى إيران لا تظهر بسرعة، وتحتاج إلى الوقت، ولا يتوقع رؤية التأثيرات الإيجابية لمثل هذه الخطوة بسرعة». ويرى بجويان أن حضور الوفد التجاري الفرنسي من شأنه إنعاش حركة صناعة السيارات المتوقفة في إيران.