ملك المغرب يدشن حقبة جديدة من التعاون الاقتصادي في غرب أفريقيا

أعطى انطلاقة انجاز وحدة صناعية في كوت ديفوار.. وزار مشاريع سكنية تنجزها شركة مغربية

الملك محمد السادس خلال إعطائه انطلاقة أشغال إنجاز وحدة صناعية في كوت ديفوار أمس («الشرق الأوسط»)
TT

دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس رفقة رئيس وزراء كوت ديفوار دانيال كابلان دانكان، أمس بالمنطقة الصناعية يوبوغون، الواقعة غرب العاصمة أبيدجان، أشغال إنجاز وحدة صناعية لإنتاج أكياس تعبئة الإسمنت، بمبلغ إجمالي قدره 12 مليون يورو (ثمانية مليار فرنك غرب أفريقي). وستصل الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة الصناعية، التي ستنجز من طرف شركة إسمنت أفريقيا - كوت ديفوار (سيماف - كوت ديفوار)، فرع المجموعة المغربية «الضحى»، إلى 80 مليون كيس في السنة (قابلة للزيادة إلى 160 مليون)، موجهة على الخصوص، لمصانع إنتاج الإسمنت التابعة للمجموعة بكل من كوت ديفوار، وغينيا كوناكري، والكاميرون، وبوركينا فاسو، والغابون، والكونغو برازافيل، والنيجر ومالي.

وينسجم هذا المشروع، ذو القيمة المضافة العالية، والذي سينجز على قطعة أرضية مساحتها 3.5 هكتار، مع توجيهات ملك المغرب المتضمنة في الخطاب الذي ألقاه أخيرا بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري - المغربي، والمتعلقة بتعزيز التعاون جنوب - جنوب، وإضفاء الديناميكية على دور القطاع الخاص، ودعم تموقع المغرب على مستوى منطقة غرب أفريقيا. وبفضل هذا المشروع، لن تكون وحدة إنتاج الإسمنت في كوت ديفوار في حاجة إلى استيراد أكياس التعبئة من المغرب. وهكذا، فإن الأهداف الرئيسة لهذا المشروع تتمثل في ترحيل التكنولوجيا، وربح الوقت والمال، وتقريب الخدمات ذات الصلة.

وزار العاهل المغربي ورئيس الوزراء الإيفواري مصنع الإسمنت الجديد التابع لمجموعة «الضحى»، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن من الإسمنت في السنة (قابلة للزيادة إلى مليون طن سنويا)، ويشمل ورشة للطحن، وورشة للتكييس والشحن، ومستودعات مغطاة لتخزين مادة الكلينكر والمواد المضافة، ومختبرا لمراقبة الجودة، إلى جانب بنايات إدارية وتجارية وتقنية.

ويتمثل نشاط هذا المصنع في استقدام مادة الكلينكر من المصنعين التابعين للشركة المغربية «إسمنت الأطلس وسيمات»، فرع مجموعة «الضحى»، وتفريغها بالميناء، ونقلها ثم طحنها حتى تصبح صالحة لإنتاج مختلف أنواع الإسمنت ثم التسويق.

وفي سياق ذلك، زار الملك محمد السادس برفقة رئيس الوزراء الإيفواري أمس أيضا ورش المشروع السكني «إقامات أكوابا»، المنجز من طرف المجموعة العقارية المغربية «أليانس»، بمدينة أنياما التابعة لمقاطعة أبيدجان.

ورصدت لهذا المشروع استثمارات تناهز ملياري درهم (الدولار يساوي 8.4 درهم). ويمتد مشروع «إقامات أكوابا» على مساحة قدرها 65 هكتارا ويهم بناء 7800 سكن اقتصادي واجتماعي، إلى جانب عدد من تجهيزات القرب (مركز صحي، ومدارس، وإعداديات، وثانوية، ومركز تجاري، وبنايات إدارية، ومسجد، وكنيسة، وملاعب رياضية... إلخ).

وسينجز هذا المشروع السكني المندمج، الذي سيمكن سكان أبيدجان، لا سيما ذوي الدخل المحدود، من الولوج إلى سكن لائق، عملي وفي المتناول، على ثلاث مراحل في أجل خمس سنوات ليستفيد منه عند الانتهاء من أشغال إنجازه قرابة 70 ألف شخص.

ويشكل مشروع «إقامات أكوابا» جزءا من برنامج شامل يهم إنجاز مجموعة «أليانس» لعشرة آلاف سكن اجتماعي وأربعة آلاف سكن متوسط وعالي المستوى بمقاطعة أبيدجان، وذلك بموجب اتفاقية جرى توقيعها من طرف المجموعة والدولة الإيفوارية.

كما يهم هذا البرنامج الطموح، المندرج في إطار المجهودات المبذولة من طرف الدولة الإيفوارية لمواجهة العجز البنيوي في مجال السكن والذي يقدر بـ500 ألف وحدة سكنية، إنجاز مجموعة «أليانس» للمشروع السكني «باسام الكبرى» (114 بموازنة إجمالية قدرها 3.‏1 مليار درهم).