مباحثات سعودية ـ بلجيكية لتعزيز العلاقات الاقتصادية في الرياض السبت المقبل

السفير فينك لـ «الشرق الأوسط»: محادثات أعمق تقودها الأميرة استريد وثلاثة وزراء

جانب من المؤتمر الصحافي في مقر السفارة البلجيكية بالرياض أمس ويبدو السفير مارك فينك (الثاني من اليمين) (تصوير: إقبال حسين)
TT

أكد السفير البلجيكي لدى السعودية مارك فينك لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده لم تعان انعكاسات مترتبة على الأزمة المالية بالشكل الذي أثرت به في اقتصادات دول منطقة اليورو، مشيرا إلى أن الدين العام في أحسن حالاته مقارنة بنظيراتها من الدول الأوروبية.

وقال فينك، «إن العلاقات السعودية - البلجيكية في تنام مستمر على كل الصعد، وبينهما متشابهات في عدد من الصعد، لا سيما الجانب الاقتصادي والقدرات والإمكانيات والخبرات التي يمكن توظيفها بشكل أفضل مما هي عليه الآن لصالح البلدين».

وشدد على أهمية التعاون الثنائي، مبينا أن هناك فرصة مواتية لتعزيزها ورفع مستواها من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة بين الجانبين، وتأسيس شراكات استراتيجية في مختلف القطاعات، بما فيها الصناعات والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيات الحديثة والتعليم وغيرها من القطاعات.

وفي غضون ذلك، تقود الأميرة استريد نيابة عن ملك بلجيكا البعثة الاقتصادية لإجراء مباحثات تشمل كيفية تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة حجم التعاون في مجال التجارة والاستثمار بين البلدين في قطاعات الرعاية الصحية والطاقة والبنى التحتية وغيرها من القطاعات.

وأوضح السفير البلجيكي في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة بالرياض، أمس، بمعية ثلاثة من خبراء التجارة والاقتصاد هم: جين مانجارت ومارك بوقيرتس وكريس كاستلين؛ أن البعثة الاقتصادية التي ترأسها الأميرة استريد ستبدأ مباحثاتها في السعودية خلال الفترة من 15 إلى 18 مارس (آذار) 2014.

وتضم البعثة البلجيكية ديدييه ريندر نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والأوروبية، وجون كلود نائب الرئيس ووزير الاقتصاد والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيات الحديثة ووزير التعليم العالي، إضافة إلى سيلين فريمو وزيرة الاقتصاد والقوى العاملة والبحث العلمي والتجارة الخارجية في منطقة العاصمة بروكسل.

وتضم البعثة 350 موفدا، منهم 150 من ممثلي الشركات العاملة في قطاعات مختلفة تشمل كلا من: الرعاية الصحية والبنية التحتية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات، فضلا عن اللقاءات التجارية، حيث تجري البعثة اتصالات رسمية مع كبار المسؤولين السعوديين لتحسين العلاقات بين المملكتين، إلى جانب تعزيز التجارة البينية.

وفي هذا الإطار أكد السفير البلجيكي أن هذه الزيارة توضح أهمية التعاون المشترك بين الاقتصادين، لما يتميزان به من تنوع مطلوب، مبينا أن هذه البعثة هي الثامنة خلال 40 عاما، مما يدل على اهتمام قطاع الأعمال البلجيكي بالسوق السعودية، فضلا عن الروابط التاريخية بين البلدين، مشيرا إلى توافر فرصة لتسليط الضوء على العاصمة الأوروبية بروكسل.

ويشتمل برنامج أعمال البعثة في الرياض على عدد من الزيارات والمحادثات التجارية والندوات وورش العمل في مجالات مختلفة مع كثير من المسؤولين الحكوميين وشركات القطاع الخاص، حيث ستزور الأميرة استريد المتحف الوطني والمشروع الأثري السعودي - البلجيكي في الغاط.

ويؤكد هذا المشروع الأثري المشترك الإمكانيات الأثرية والتاريخية لمنطقة الغاط الغنية بالآثار التاريخية، والتي تقع في وادي الحمدة شمال السعودية، حيث ستجتمع الأميرة البلجيكية مع إدارة «سابك» بهدف ترسيخ العلاقة بين الشركة ونظرائها من البلجيكيين.

وستنعقد جلسة افتتاحية في مجلس الغرف السعودية بالرياض تحت عنوان «نظرة على السعودية»، بحضور الأميرة البلجيكية، يعقبها افتتاح مكتب لـ«أجفا هيلث كير»، تليه زيارة لمركز الملك عبد الله المالي الواقع في شمال الرياض.

وتستضيف الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الأميرة البلجيكية والوفد المرافق لها، حيث يجري الجانبان محادثات تجارية، تعقبها ورشة عمل تحت عنوان «بلجيكا والتعاون الدولي في تطوير الطاقة النووية المبتكرة والتكنولوجيا»، بجانب ورشة أخرى تحت عنوان «العمارة والتصميم.. اكتشاف التوجه البلجيكي».

ومن المقرر زيارة استريد والوافد المرافق لها إلى المنطقة الشرقية والاطلاع على محطة كايتون ناتي الخنيني اللوجيستية الواقعة في مدينة الجبيل الصناعية، وهي أحد المشروعات السعودية - البلجيكية الناجحة في مجال تقديم الخدمات اللوجيستية لصناعات البتروكيماويات. وستزور استريد كذلك مجمع صدارة للمنتجات الكيماوية الذي يضم مشروع مصنع الهيدروجين بيروكسايد الضخم الذي تؤسسه شركة سولفاي البلجيكية الرائدة في مجال الصناعات الكيماوية بعد إبرامها اتفاقية شراكة مع الجانب السعودي.