الدولار يتجه إلى أعلى مستويات العام أمام الين والاسترليني يبقى مستقرا

TT

ارتفع الدولار لفترة وجيزة الى أعلى مستوياته منذ خمسة اشهر مقابل الين الياباني أمس قبل ان يتوقف لالتقاط الانفاس وظل قريبا من أعلى مستوياته خلال العام الحالي. واثرت بيانات اقتصادية ضعيفة جديدة تأثيرا سلبيا في العملة اليابانية مما ينذر بان مسح «تانكان» الفصلي، الذي يجريه بنك اليابان المركزي لتوقعات الشركات وتعلن نتائجه يوم الاربعاء المقبل، لن يبشر بخير.

وأظهرت طلبيات الالات والمعدات للقطاع الخاص، وهي مؤشر رئيسي للانفاق الرأسمالي، انخفاضا مذهلا بنسبة 10.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الاول) اي أسوأ بكثير من توقعات المحللين الذي قدروا انها سترتفع الى 4.8 في المائة. وجاء هذا الهبوط بعد انخفاض حاد في الطلبيات في سبتمبر (ايلول) ليصبح معدل الهبوط السنوي في اكتوبر 26.6 في المائة.

وفي اواخر المعاملات، استقر الدولار على 125.65/125.66 ين بعد ان صعد في وقت سابق الى 125.87 ين قبل ان يواجه باقبال على البيع من جانب مصدرين يابانيين وعمليات بيع أخرى لجني الارباح. وأهم مستوى يُهدف اليه بعد ذلك على خرائط الرسوم البيانية لتحركات الاسعار هو 126.14 ين وهو أعلى مستوى للدولار أمام العملة اليابانية وسجل في السادس من يوليو (تموز).

وقال محللون انه اذا اجتاز الدولار هذا المستوى فسينفتح الطريق امامه الى مستويات لم يشهدها منذ ابريل (نيسان) عندما بلغ أعلى مستويات العام عند 126.84 ين. كما ارتفع اليورو الاوروبي أمام العملة اليابانية الى 111.96 ين بعد انخفاضه في اوائل المعاملات. ومن المتوقع ان يسعى اليورو لاعادة اختبار مستوى 112.07 ين الذي ارتفع اليه يوم الجمعة وكان أعلى مستوى له منذ سبعة اشهر.

وتعرض الين الياباني ايضا لضغوط امام العملات الاخرى اذ ارتفع سعر الجنيه الاسترليني عن 180 ينا للمرة الاولى منذ ابريل وصعد الفرنك الفرنسي الى أعلى مستوياته أمام الين منذ أغسطس (اب) .1999 وتراجع اليورو الاوروبي أمام العملة الاميركية اذ بلغ 0.8908/0.8913 دولار بعد ان هبط عن مستوى 0.8950 دولار يوم الجمعة رغم تقرير رسمي اظهر انخفاضا حادا في الوظائف وارتفاعا كبيرا في معدل البطالة بالولايات المتحدة.

الى ذلك استقر سعر صرف الجنيه الاسترليني الى حد كبير أمام الدولار واليورو أمس فيما يتطلع التجار الى اسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية البريطانية. وتصدر بيانات اسعار المنتجين في الساعة 0930 من توقيت غرينيتش وبيانات التضخم اليوم والبطالة يوم الاربعاء ويليها مبيعات تجارة التجزئة يوم الخميس.وقال جيريمي هوكينز كبير المستشارين الاقتصاديين في «بنك اوف اميركا»: ينتظر ان تبرز البيانات التي تصدر هذا الاسبوع ان بريطانيا ما زالت تتمتع بنمو قوي نسبيا في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع نسبة البطالة». وأضاف أن هذا يمثل نوعا من الرفاهية للبنك المركزي ويفيد الاسترليني.

ويترقب التجار اي اشارة الى ان الحكومة تقترب من محاولة ضم بريطانيا للعملة الاوروبية الموحدة بعد ان اشار بيتر هين وزير الشؤون الاوروبية لاقتراب موعد اتخاذ قرار في هذا الشأن. وقال هين لتلفزيون «بي.بي.سي» امس الأول ان اليورو سيصبح حقيقة في اول ايام العام الجديد. سيجري وزير الخزانة تقييمه قبل السادس من يونيو (حزيران) 2003، لذا فان الاطار الزمني لاتخاذ بريطانيا قرارها يتقلص.

أما في البورصات العالمية فقد هبطت الاسهم اليابانية في نهاية المعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية لليوم الثاني على التوالي لانخفاض اسهم مجموعة يو.اف.جيه هولدنجز المصرفية وبنوك كبرى أخرى، الى أدنى مستوياتها على الاطلاق. وجاء تراجع اسهم القطاع المصرفي وسط تنامي المخاوف من موجة انهيارات الشركات التي قد تؤثر في أداء البنوك الذي كان ضعيفا بالفعل قبل ان تبدأ هذه الموجة.

وتراجع مؤشر نيكي الرئيسي المؤلف من اسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى 2.09 في المائة اي 225.88 نقطة الى 10571.01 نقطة. وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 2.14 في المائة اي 22.35 نقطة الى 1032.34 نقطة. وهوى سهم «يو.اف.جيه هولدنجز» أصغر البنوك الاربعة العملاقة في اليابان، الذي يعتبر أكثرها تأثرا بمشاكل المقترضين اذ هبط بنسبة 11.34 في المائة الى 297 الف ين مسجلا أدنى مستوى له على الاطلاق.

أما في لندن فانخفض مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي في بورصة لندن للاوراق المالية اليوم الاثنين في معاملات محدودة يصدرها انخفاض شركة الخطوط الجوية البريطانية وسط مخاوف بشأن حالة صناعة الطيران العالمية. وفي الساعة 0938 بتوقيت غرينتش انخفض مؤشر فاينانشال تايمز المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى بـ26.7 نقطة اي بنسبة 0.51 في المائة الى 5238.0 نقطة. وكان المؤشر انخفض بـ105 نقاط يوم الجمعة الماضي في أعقاب ارتفاعه ثلاثة ايام متتالية.

وقال محللون ان من أسباب التراجع، بيانات البطالة والوظائف الاميركية التي جاءت اضعف كثيرا من المتوقع واثرت على الاسواق الاميركية والاوروبية لانها اضعفت الامال في انتعاش اقتصادي سريع. وانخفضت اسهم الاتصالات بصفة عامة وتسبب هذا القطاع وحده في تراجع مؤشر فاينانشال تايمز بسبع نقاط. وهبط سهم «فودافون» عملاق اتصالات التليفون المحمول 1.2 في المائة وسهم مجموعة «بي.تي» 1.5 في المائة. وتراجع سهم الخطوط الجوية البريطانية بـ2.8 في المائة وسط مخاوف بشأن صناعة الطيران بعد ان قالت صحيفة الاوبزرفر ان الشركة وضعت خططا سرية للاستغناء عن عشرة الاف موظف وخفض عدد الرحلات لتجنب مواجهة كارثة مالية. وقالت الشركة انها ستعلن في فبراير (شباط) المقبل ما اذا كان الامر سيستدعي الاستغناء عن موظفين.