الرياض: العرب ينهون القطيعة الاقتصادية مع آسيا الوسطى وأذربيجان باتفاقيات ومذكرات تفاهم

وكيل وزارة الخارجية السعودية: نتبنى حوارا استراتيجيا لتنسيق المواقف بيننا في المحافل الدولية

يوسف السعدون وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات الاقتصادية والثقافية والدكتور محمد التويجري مساعد أمين الجامعة العربية للشؤون الاقتصادية وعدد من المسؤولين الآسيويين في لقاء عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كشف وكيل وزارة الخارجية السعودية في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده تهدف من إطلاق منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان، في دورته الأولى، إلى بناء قاعدة انطلاق لحوار استراتيجي ممنهج يخدم مصالح الشعوب سياسيا واقتصاديا.

وقال يوسف السعدون وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الاقتصادية والثقافية لـ«الشرق الأوسط»: «إن السعودية تستهدف بهذا المنتدى، ترسيخ نهج الحوار الذي تبنته الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين».

وأكد أن الفكرة الأساسية نبعت، إيمانا بأن نهج الحوار ركيزة أساسية، لبلورة وتنسيق المواقف المشتركة في المحافل الدولية، فيما يخص قضايانا الأساسية العادلة في المنطقتين.

وأضاف: «نأمل غدا (اليوم الثلاثاء)، إبرام مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة للجامعة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان للمساهمة في حوار استراتيجي متواصل ودوري للقاءات مقبلة بين الجانبين»، مشيرا إلى أن هذه المذكرة ستضع الآلية لإعمال هذا الحوار الاستراتيجي ليؤتي أكله قريبا.

وقال السعدون: «نحن نتحدث كثيرا عن بعض ولا نتحدث كثيرا مع بعض، وهذا ما نود بناء أساسياته، ومن الأهمية بمكان تعزيز الحديث مع الآخر كدول أعضاء جميعا في منظمة التعاون الإسلامي، لما لذلك من أهمية في تحقيق مكاسب للأطراف كافة».

ولفت وكيل الوزارة إلى أن السعودية تسعى من خلال هذا المنتدى إلى عكس الجدية اللازمة، لبناء الثقة وتوفير المناخ الصحي المناسب لتعزيز الاستثمار المشترك والتبادل التجاري بين الجانبين.

ووفق وكيل الوزارة فإن هذا المنتدى يستهدف أيضا، رسم مسار لبناء علاقات أقوى وأوثق، بين الدول العربية وآسيا الوسطى وأذربيجان، مشددا على ضرورة إنهاء القطيعة التي استمرت عقودا إبان فترة انضواء هذه الدول تحت حكم الاتحاد السوفياتي.

وأكد أهمية العمل على إعادة تلك العلاقات بشكل أكثر فعالية لاستغلال الفرص المتوافرة لدى الجانبين، من خلال تعزيز العلاقات الثقافية بتكثيف التعاون من خلال مراكز الأبحاث وبين الجامعات وتبادل زيارات الطلاب والوفود والأساتذة الجامعيين في ظل توافر مجالات واعدة.

وقال: «لدينا أمل كبير في مخرجات هذا المنتدى، لتحقيق برامج عملية تخدم مصالح الشعوب في هذه البلاد وترقى إلى طموحات القيادات فيها، وخادم الحرمين يوصي دائما بالجدية».

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السعدون أن الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودية، سيبرم اتفاقيتين، تتعلقان بمعالجة الازدواج الضريبي بين المملكة ودولتين من دول آسيا الوسطى.

وقال السعدون: «بالعودة إلى التاريخ نجد أنفسنا ساهمنا في البناء الاقتصادي والثقافي في الحضارة الإنسانية، غير أن هذه البلاد حاليا مغلقة، في ظل فرصة مواتية لخلق نوع من التكامل العربي معها طالما أن هناك موارد متاحة في الجانبين».

وأفاد بأن المنتدى بمثابة جسر للوصول إلى تكامل في الموارد الاقتصادية المتاحة في العالم العربي، والمتاحة في دول هذه المنطقة، حيث إن هناك موارد زراعية ومائية وسياحية ونقل وطاقة كفرص واعدة، مبينا أنها متاحة بشكل متكامل بين الجانبين، في ظل تحديات ماثلة وحاجة لخلق الوظائف للأجيال في المنطقتين.

وقال السعدون: «من هنا نلمس إمكانية اكتشاف أساس يمكن البناء عليه في سد الاحتياجات الاستهلاكية الآنية أو في بناء مستقبل الصناعات والتطوير، ويمكننا أن نكون دولا رائدة على المستوى العالمي في مجال النقل وفي مجال السياحة والتكامل في مجال الزراعة والمياه والطاقة والبتروكيماويات والصناعات والإنشاءات والمقاولات».

ولفت إلى أن الفرص الهائلة الواعدة، تحتاج إلى عملية بناء الثقة بين الجانبين، كما تحتاج إلى توافر المعلومات المتكاملة وبناء القواعد الأساسية من اتفاقيات ومناخ استثماري مشجع للجانبين، مشيرا إلى أن ذلك ما تحرص عليه السعودية وتركز عليه.

وأضاف: «لذلك حرصنا أن تبدأ هذه الاجتماعات في الأساس بمتخذي القرار وهم رجال الأعمال، وهذا ما أنجز في يوم 28 أبريل (نيسان) الماضي، حيث كان هناك لقاء لاتحادات الغرف التجارية والصناعية ورجال الأعمال في هذه الدول لبحث الفرص وتشخيص المعوقات ووضع المعالجات من خلال المقترحات الكفيلة بذلك».

ولفت وكيل الوزارة إلى أن تلك الاجتماعات أثمرت عن توصيات عدة ستوضع أمام وزراء المال والاقتصاد لهذه الدول غدا (اليوم الثلاثاء)، في اجتماعهم المزمع لإقرارها وبلورة برمجة خاصة بها.

ونوّه إلى أنه قبل ألف عام تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين أضعاف ما هو عليه حاليا، مؤكدا أنه آن الأوان لمعالجة المعوقات، خاصة أن هذه الدول حبيسة ليس لديها موانئ غير أن هناك فرصا يمكن من خلال النقل الجوي تسييرها.

ووصف السعدون دول آسيا الوسطى وأذربيجان، بأنها دول إسلامية شقيقة تربطهم روابط الدين والعقيدة، مؤكدا أنها ساهمت في صناعة التاريخ الإسلامي مستذكرا الأدوار التي لعبها البخاري والترمذي والنسائي والفارابي وابن سينا والبيروني في مسيرة السيرة الإسلامية.

يشار إلى أن منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان، الذي انطلق في الرياض في دورته الأولى في الحادي عشر من شهر مايو (أيار)، يختتم أعماله اليوم الثلاثاء ويصدر توصياته.