تقنيات حديثة وفرص استثمارية في معرض «بتروتك» بالمنامة

أبرز عمق الشراكة السعودية ـ البحرينية في قطاع النفط والبتروكيماويات

جانب من زيارة الوفد الوزاري البحريني للمعرض («الشرق الأوسط»)
TT

بمشاركة نحو مائة شركة خليجية وعالمية متخصصة في الصناعات النفطية والتحويلية، اختتم في العاصمة البحرينية المنامة، أمس، معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للتكرير والبتروكيماويات التاسع (بتروتك 2014)، الذي نُظم خلال الفترة من 18 - 21 مايو (أيار) الحالي، تحت رعاية الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين.

واستعرض المؤتمر والمعرض العالمي الأكبر من نوعه منذ انطلاقه في عام 1996 أحدث تطورات الصناعة وتقنياتها والمشاريع والفرص والحوافز الاستثمارية لتمكين الصناعات التحويلية في دول مجلس التعاون الخليجي، ونظمته شركة «أرامكو السعودية» وشركة إدارة المعارض العربية، بالتعاون مع شركة «آن أول وورلد إكزبشن»، وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية البحرينية للنفط والغاز، وبدعم عدد من الشركات النفطية العالمية والخليجية والبحرينية ووجود عالمي واسع لنحو 3 آلاف من الخبراء والمهندسين والمهتمين في مختلف جوانب صناعة التكرير والبتروكيماويات من 21 دولة.

وكشف هذا المؤتمر والمعرض المصاحب عن عمق ومتانة العلاقات الودية التاريخية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، والتي تشهد شراكة متنامية في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، لا سيما في القطاع النفطي والصناعات التحويلية وتبادل الخبرات وصولا إلى تنظيم هذا الحدث العالمي، حيث أكد رئيس الوزراء البحريني أن المشاركة السعودية الواسعة في هذا المعرض تعكس جانبا من جوانب عدة مشرقة للعلاقات والتعاون بين البلدين الشقيقين، لافتا إلى أن البحرين ستظل تنظر ببالغ الاعتزاز وعظيم التقدير للدعم الأخوي الذي تحظى به من المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في مختلف المجالات بما فيها الصناعة، معتبرا أن التعاون بين شركات النفط البحرينية والسعودية يمثل دفعا قويا على صعيد مسار التعاون التاريخي بين البلدين في المجالات التجارية والاستثمارية.

وجاء مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط التاسع للتكرير وصناعة البتروكيماويات (بتروتك 2014) في إطار العديد من المعارض الدولية المرتبطة بالصناعات النفطية والتحويلية والتي تستضيفها البحرين، انطلاقا من أهمية الدور الحيوي للقطاع النفطي في دعم التنمية الاقتصادية، مع نجاحها في تنويع مصادر الدخل، حيث يسهم قطاع النفط والغاز بنسبة 20.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي المقدر بنحو 29 مليار دولار أميركي عام 2013، وتمثل إيراداته 87 في المائة من الإيرادات العامة، و73 في المائة من الصادرات.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني الشيخ علي بن خليفة آل خليفة دعم الحكومة البحرينية الكامل لصناعة تكرير النفط والبتروكيماويات، وسعيها إلى تنمية الاستثمارات في مجال الصناعات النفطية لما تحققه من قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، فضلا عن اهتمامها بصناعة المعارض والمؤتمرات تعزيزا لمساهمتها في زيادة الحركة التجارية والسياحية وإبراز ما تتحلى به المملكة من إمكانات وفرص استثمارية جاذبة.

ولفت إلى أن رؤية البحرين في مجال تطوير الصناعات النفطية تنطلق من أهمية مردودها الإيجابي وما تمثله من شريان مهم للاقتصاد الوطني، منوها بما توليه الحكومة من اهتمام بتطوير المنشآت النفطية ورفع كفاءتها الإنتاجية من خلال تدشين مجموعة من المشروعات الاستراتيجية الكبرى للبحث عن مكامن جديدة للنفط من أجل زيادة الإنتاج النفطي.

ومن جانبه، أشار وزير المالية البحريني الوزير المشرف على شؤون النفط والغاز، الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، إلى أهمية منطقة الخليج العربي لامتلاكها أكبر احتياطيات للنفط والغاز على مستوى العالم، وتطورها كمركز مهم للتكرير، ونمو صناعة البتروكيماويات الخليجية بنسبة 11 في المائة سنويا على مدى السنوات العشر الماضية، موضحا أن الفرص الاستثمارية في قطاع البتروكيماويات بمنطقة الشرق الأوسط بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة. وأضاف أن صناعة البتروكيماويات تمثل ثاني أكبر قطاعات التصنيع في منطقة الخليج، نتيجة لوفرة احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة، وتزايد الإنفاق على البحوث والتطوير، مؤكدا أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تمضي قدما في تأمين التمويل اللازم لقطاع النفط والغاز بما في ذلك مشاريع الصناعات التحويلية، في ضوء مبدأ التنمية المستدامة المنصوص عليه في الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030.