باحثون: مشاريع استخراج النفط من الرمال خاسرة.. وأموال المستثمرين في خطر

تتطلب من 60 دولارا إلى 100 دولار للخام حتى تكون ذات جدوى اقتصادية

تحتاج شركات النفط العالمية أن تصل أسعار النفط الخام إلى 150 دولارا للبرميل لتحقيق أرباح من الرمال النفطية في كندا وفق الدراسة
TT

كونوكو فيليبس ورويال داتش شل هما من بين شركات النفط العالمية التي تحتاج أن تصل أسعار النفط الخام إلى 150 دولارا للبرميل لتحقيق أرباح من الرمال النفطية في كندا، التي تعد أكثر المشاريع النفطية تكلفة في العالم، وفقا لدراسة.

ووفقا لتقرير صادر عن مبادرة تتبع الكربون (Carbon Tracker Initiative)، وهي مؤسسة بحثية مقرها لندن ومجموعة تعمل في مجال البيئة، فإن ثاني أكثر المشاريع تكلفة في مجال النفط هي التي تجرى في المياه العميقة قبالة سواحل أفريقيا والبرازيل، حيث يحتاج كل مشروع أن يكون سعر البرميل بين 115 دولارا و127 دولارا.

وأصبح المنقبون عن النفط معرضين لخطر أكبر جراء انهيار الأسعار التي من شأنها أن تحول بعض الاستثمارات إلى خاسرين، في ظل تخطي مخزون الولايات المتحدة من الخام الصخري لأكبر أسواق النفط في العالم. وكشف ديفيد ماكول، محلل في شركة مورنينغستار بشيكاغو، عن استعداد مستكشفي الطاقة للاستثمار في مشروعات الرمال النفطية ذات التكلفة العالية لأنهم بمجرد بدئهم في عملية التشغيل، فيمكنهم إنتاج النفط الخام لعقود تمتد لوقت أطول من المشاريع الأخرى مثل آبار المياه العميقة.

وقال ماكول، الذي قدر بأن مشاريع الرمال النفطية الجديدة ستتطلب من 60 دولارا إلى 100 دولار للخام حتى تكون ذات جدوى: «أين يمكنك الحصول على تدفقات نقدية يمكن التنبؤ بها من عشر إلى ثلاثين سنة؟» وأضاف: «إن العائدات ربما لا تكون ممتازة مقارنة ببعض المشاريع الأخرى لكنها ثابتة».

* إعادة توزيع رأس المال

* عقب أربع سنوات متتالية من المكاسب، انخفض خام برنت لقياس معظم أسعار النفط حول العالم، 0.3 في المائة العام الماضي بمتوسط سنوي قدره 108.70 دولار. وهبط خام برنت تسليم سبتمبر (أيلول) إلى 102.10 دولار، محققا أدنى مستوى في 13 شهرا، في بورصة لندن على العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي قبل أيام.

ولفت واضعو التقرير إلى أنه «من أجل تعزيز عوائد المساهمين، يتعين على الشركات التركيز على المشاريع منخفضة التكلفة أو تأجيل أو إلغاء مشروعات ذات تكلفة التعادل». وأضاف التقرير «يجب إعادة توزيع رأس المال للمشاركة في عمليات إعادة الشراء الأسهم أو الأرباح المتزايدة».

وقال خبراء المبادرة بأنها اشتقت قائمة مشاريعها وتقديرات التكلفة من قاعدة بيانات جمعتها شركة ريستاد إنرجي، وهي شركة استشارات في مجال النفط مقرها أوسلو.

وقال دارين بودو، المتحدث باسم منتج للنفط مقرها هيوستون، إن كونوكو فيليبس، أحد المستثمرين في اثنين من المشاريع الثلاثة الأكثر تكلفة على قائمة التقرير، يشترك في نفس قاعدة بيانات ريستاد. وقال: إن التقرير يقدر التكاليف بضعف ما ينبغي أن تكون عليه وفقا لتحليل كونوكو فيليبس.

وقال بودو في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني «إننا لا نعتقد أن التقديرات التي نقلتها المؤسسة دقيقة أو واقعية». «نعتقد أن هناك قيمة كبيرة من الحصول على الرمال النفطية في محفظتنا الاستثمارية».

* ضغوط المساهمين

* أصدر المركز البحثي في مايو (أيار) تقريرا أفاد بأن صناعة النفط تحت خطر إهدار 1.1 تريليون دولار من أموال المستثمرين التي تستخدم في مشروعات التطوير في القطب الشمالي والرمال النفطية والمحيطات العميقة. ويمثل هذا الرقم المبلغ الذي قد ينفقه المستكشفون في حقول النفط التي تحتاج إلى أن تصل أسعار النفط الخام إلى 95 دولارا للبرميل أو أكثر من ذلك.

وقال ستيفن ريس، الذي يساعد في الإشراف على 992 مليار دولار باعتباره الرئيس العالمي لاستراتيجية الأسهم في بنك جي بي مورغان تشايس، تواجه شركات النفط ضغوطا متزايدة من المساهمين لكبح جماح التكاليف بعد عقدين من فشل زيادة الإنفاق لتعزيز الإنتاج أو الربحية.

* المشروعات المعرضة للخطر

* ذهب التقرير إلى أن المشاريع الأكثر عرضة للخطر من انخفاض الأسعار هما فوستر كريك الخاص بشركة كونوكو فيليبس وكارمون كريك الخاص بشركة شل، وهو مشروع للرمال النفطية في ألبرتا حيث يحتاجان إلى 159 دولارا و157 دولارا للبرميل، على التوالي، حتى يدر المشروعان ربحا.

وتشير الدراسة إلى أن مشروع (Surmont) للرمال النفطية المشترك بين كونوكو فيليبس وتوتال يتطلب 156 للبرميل، بينما تحتاج شركة اكسون موبيل في نفس الجزء من كندا 147 دولارا و134 دولارا للنفط الخام، على الترتيب، لجعل الأمر ذا جدوى من الناحية الاقتصادية.

وقال بودو إن كونوكو فيليبس تعتزم إنفاق 800 مليون دولار سنويا على مشاريع الرمال النفطية على مدى السنوات الثلاث المقبلة مما سيولد أكثر من مليار دولار كتدفقات نقدية سنوية بدءا من عام 2017. وأضاف أن تلك التدفقات النقدية ستزيد بمرور الوقت وستستمر لعقود، مما سيوفر الأموال اللازمة لأنواع أخرى من التطورات البترولية.

وتعتمد شركة شل، أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة السوقية، على نطاق سعري لكل برميل في حدود 70 دولارا إلى 110 دولارات «لأغراض التخطيط لمشروعات على المدى الطويل» وذلك وفقا لسارة برادلي، المتحدثة باسم المؤسسة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، في حوار أجري عبر الهاتف. ولم تتناول بشكل مباشر نتائج الدراسة فيما يتعلق بالرمال النفطية.

وقال متحدث باسم شركة اكسون إنه لا يمكنه التعليق على الفور على نتائج الدراسة. ولم تجر الاستجابة الفورية على طلب وجه إلى «توتال» للتعليق على الدراسة.

وشملت المناطق عالية التكلفة الأخرى التي أبرزها التقرير المنطقة المحايدة بين المملكة العربية السعودية والكويت والقطب الشمالي وخليج المكسيك.

* خدمة «بلومبيرغ»