أسعار النفط تكسب أكثر من دولار عشية اجتماع «أوبك» في القاهرة

تصريحات النعيمي ترفع الأسعار ولقاء اليوم سيؤكد سريان الخفض مطلع الشهر المقبل وبداية لتوازن أسعار النفط عالميا

TT

قفز سعر خام برنت في المعاملات الاجلة ببورصة البترول الدولية أمس في لندن أكثر من دولار، فيما تستعد منظمة الاقطار المصدرة للنفط الـ«أوبك» لتعلن اليوم في القاهرة عن تقليص انتاجها من النفط الخام بـ1.5 مليون برميل في اليوم للربع الاول من 2002 بعد ان حصلت على وعد المنتجين المستقلين بخفضه من جهتهم بحوالي 500 الف برميل في اليوم.

وجاءت القفزة في الاسعار بعد أن أكدت المملكة العربية السعودية أن منظمة «أوبك» ستخفض انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا عندما تجتمع بالقاهرة اليوم، وزاد سعر برنت في تعاملات امس لعقود فبراير (شباط) 1.21 دولار ليصل الى 20.55 دولار للبرميل بعد أن ارتفع في وقت سابق الى 20.88 دولار في المعاملات الالكترونية.

ومن المتوقع ان تطغى مسألة احترام اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط للحصص المحددة من الانتاج على الاجتماع الوزاري حسب ما علم امس من مصدر مقرب من الكارتيل بعد الاعتراف بانهم «لا يلتزمونها دوما بدقة».

وتبدأ اليوم اجتماعات «أوبك» وسط أجواء تؤكد تفعيل المنظمة لقرارها الذي اتخذته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بخفض الانتاج بنحو 1.5 مليون برميل يومياً بالاضافة الى 500 ألف برميل يومياً من انتاج الدول المنتجة خارج «أوبك»، وكذلك توقعات بأن يكون اجتماع القاهرة بداية لمرحلة توازن بين مستوى امدادات السوق بالنفط والاستهلاك منه وأيضاً تعاون بناء ودائم بين «أوبك» والدول المنتجة للنفط خارجها، حيث أكد وزير النفط الاماراتي عبيد الناصري ان اجتماع القاهرة سيؤكد قرار الخفض بنحو 1.5 مليون برميل يومياً الذي اتخذته «أوبك» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما اعلن الوزير الاماراتي تأييد بلاده لبدء سريان التخفيض المزمع اعتباراً من أول الشهر المقبل ولمدة ثلاثة أشهر على ان يعاد التقييم مرة أخرى خلال شهر من اجتماع منظمة «أوبك» في فيينا، وأضاف ان دولة الامارات لا تمانع حتى لو كان التخفيض لمدة ستة أشهر لكن مشاركة دول من خارج «أوبك» في الخفض ستجعل اعادة التقييم لقرار الخفض تتم في مارس (آذار) المقبل لتحديد امكانية الاستمرار في الخفض أو تعديل الوضع مرة أخرى.

ومن جهته، اقترح وزير النفط الايراني بيجان نمدار زانغنه امس ان تخفض الدول الاعضاء في الـ«أوبك» وغير الاعضاء معا انتاجها من النفط الخام بين 1.8 ومليوني برميل في اليوم عشية افتتاح الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في القاهرة.

وقال الوزير عند وصوله الى العاصمة المصرية حيث سيعقد الاجتماع «يجب علينا (أوبك) ان نقلص انتاجنا بما يتناسب والتعهدات التي اخذتها الدول غير الاعضاء حول قرابة 500 الف برميل» في اليوم.

واضاف «ولذلك علينا تقليص (انتاجنا) بين 1.3 و1.5 مليون برميل في اليوم مما يؤول في المجمل الى تقليص بين 1.8 ومليوني برميل في اليوم».

وأكد عبد الحفيظ الزليطي أمين اللجنة الشعبية العامة للطاقة بالجماهيرية العربية الليبية لدى وصوله أن بلاده تؤيد قرار خفض انتاج البترول اعتباراً من الشهر المقبل في إطار سياسة منظمة «أوبك»جمهافاظ على أسعار البترول في السوق العالمية في ظل الظروف العالمية الراهنة. وقال ان الدول الاعضاء وغير الاعضاء بالمنظمة ستلتزم بقرار الخفض الذي كانت قد تبنته «أوبك» خلال اجتماعها السابق في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بفيينا.

وعن ضمانات التنفيذ اوضح ان السعر المناسب للبترول هو الذي سيحقق أكبر ضمان للالتزام بخفض الانتاج وذلك لمصلحة كل الدول المنتجة للنفط سواء كانت أعضاء بالمنظمة أو خارجها.

وعن مدة سريان خفض الانتاج قال انها لا تقل عن ستة أشهر كما ان هناك عدة اجتماعات على مدى عام 2002 يمكن أن يتم خلالها التقييم والمتابعة المستمرين للسوق العالمية واحتياجاتها.

وأكد أهمية التنفيذ من الدول الاعضاء بالمنظمة وخارجها لان ذلك في مصلحة الجميع كما اكد أهمية ايجاد سعر مستقر ومناسب لانه في مصلحة جميع المنتجين والمستهلكين.

وعلى الصعيد الثنائي قال الوزير الليبي انه سيلتقي على هامش الاجتماعات مع المهندس سامح فهمي وزير البترول في مصر بشأن عدد من موضوعات التعاون وخاصة خط النفط والغاز والمصفاة والاستكشاف والتنقيب في البلدين.

الى ذلك، أكدت مصادر رفيعة المستوى بمنظمة الـ«أوبك» ان الاجتماع الذي تشهده القاهرة اليوم الجمعة لوزراء النفط يعد تشاورياً وليس استثنائياً أو غير عادي كما رددت وسائل الاعلام وان عقد المؤتمر خارج مقر المنظمة في فيينا يعكس رغبة الدول الاعضاء في عدم اعطاء الموضوع أهمية كبيرة لانه يهدف الى التشاور بعيداً عن الاضواء.

وأوضح المصدر ان اجتماعات الوزراء سوف تجرى خلف أبواب مغلقة للنظر في عملية دعم امكانية خفض الانتاج بمقدار مليون ونصف مليون برميل يومياً وفق ما أعلنته خلال مؤتمرها الأخير الذي عقد في العاصمة النمساوية في نوفمبر الماضي وذلك على الرغم من أن الرئيس الفنزويلي هوعز شافير الذي تترأس بلاده منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» اعلن مسبقاً ان اجتماع القاهرة سيقرر خفض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً.

وتبدو الأهمية لمؤتمر القاهرة من منطلق ان السوق الحالية تشهد استمراراً لاهتزاز الطلب والعرض لعدة عوامل أهمها زيادة حجم العرض الذي يصل الى 77 مليون برميل يومياً متجاوزاً حد الطلب بأكثر من مليوني برميل لان كثيراً من الدول تتجاوز حصصها الانتاجية المقررة فدول «أوبك» مثلا تنتج حوالي 26.5 مليون برميل كما تنتج الدول غير الاعضاء في «أوبك» حوالي 5.47 مليون برميل بأكثر من حصتها بحوالي 700 ألف برميل والباقي حصة العراق في اطار اتفاق النفط مقابل الغذاء لذلك لم يكن هناك مفر أمام «أوبك» سوى الاتجاه نحو تخفيض الانتاج وهو رابع تخفيض متوال خلال 14 شهراً فقد كان انتاج «أوبك» في اكتوبر 2000 حوالي 2.26 مليون برميل ثم في فبراير الماضي تم تخفيض مليون برميل ليصل الى 2.25 مليون ولكن مازالت هناك حاجة الى الخفض في ظل تجاوز معظم الدول لحصصها.

وقد بدأ التنسيق بين أكبر الدول المنتجة للنفط عشية اجتماعات اليوم للمنظمة خاصة بين روسيا والنرويج والمكسيك كأكبر ثلاثة منتجين للنفط بعد المملكة العربية السعودية ثم دول أخرى أقل انتاجاً مثل عمان وانغولا وكازاخستان وماليزيا وبروناي ثم مصر. ولهذا فان المؤتمرات الاخيرة لمنظمة «أوبك» بدأت تشهد حضوراً لهذه الدول من أجل تنسيق السياسات وتحقيق التوازن خاصة ان هناك دولا تتهرب من الالتزام مثل روسيا والنرويج والمكسيك لان لكل منها مصالح قد تختلف في بعض الاحيان عن مصالح الآخرين.

فيما أعرب وزير البترول المصري المهندس سامح فهمي عن أمله في أن يخرج المؤتمر لـ«أوبك» بالنتائج المرجوة التي تعمل على استقرار الاسعار وزيادة التعاون بين المنظمتين «أوبك» و«أوابيك».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان وزراء البترول العرب سوف يعدون لاجتماع يعقد في الجزائر خلال الفترة من الأول الى الثالث من شهر فبراير القادم يضم 7 دول من المنتجة والمصدرة للبترول تحضره مصر لبحث التنسيق في ابرام العقود وتسويق الغاز الطبيعي.