أوروبا ستحرق مليارات الفرنكات والماركات

TT

ماذا ستفعل البنوك المركزية بالعملات القديمة؟ البنوك الوطنية الأوروبية ستحرق مليارات من القطع الورقية. وهذه العملية ليست جديدة، لأن المصارف المركزية عادة ما تدمر العملات الورقية التالفة والقطع المعدنية التي لا قيمة لها. لكن الجديد هذه المرة يتعلق بالحجم، الذي لا سابق له، فالامر يتعلق بالتخلص خلال بضعة اشهر من المليارات من العملات الورقية وأكثر من مائة الف طن من القطع المعدنية.

ففي فرنسا مثلا، شغل الفرنسيون لاشهر بطلب المصارف ابطال القطع النقدية للحد من خطر تعرضها لهجمات عند نقلها. وفي نهاية الامر، وجدت المصارف الحل المعجزة وقررت ثقب العملة الورقية بجهاز صنع لهذه المناسبة يؤدي الى إبطال العملة بدون اتلافها، مما يسمح للمصرف المركزي باعادة عدها بدقة. وبعد ذلك سيقوم المصرف المركزي الفرنسي باحراق 45،1 مليار ورقة يجري تداولها في فرنسا. وسيكون لهذه العملية فائدة اذ ان الطاقة التي ستنبعث من هذا الحريق الهائل سيعاد استخدامها بتغذية مصنع الورق في منطقة فيك لوكونت في اوفيرني (وسط فرنسا).

وفي المانيا وبعد جدل طويل عن افضل وسيلة للتخلص من العملة، والتركيز خصوصا على الجانب البيئي قرر المصرف المركزي (البوندسبنك) اختيار الحل الابسط والاقل كلفة وهو حرق هذه الاوراق.

وحتى لا تخطر ببال احد فكرة الاحتفاظ بعملات ورقية منها، سيتم اولا تقطيع 2800 طن من العملة الورقية في بداية 2002، اي اكثر بثلاث مرات من القطع القديمة التي يتوجب على السلطات اتلافها كل سنة، ثم حرقها في مراكز حرق النفايات. وقد رأى الـ«بوندسبنك» ان الحلول الاخرى التي طرحت كانت «مكلفة جدا او معقدة»، مع ان الافكار لم تكن قليلة. ففي بلد تحتل فيه البيئة أولوية، اجرت شركة في الشمال اختبارات اثبتت انه يمكن التخلص من العملة الورقية في اوان عملاقة لاستخدامها بعد ذلك اسمدة في الزراعة، لكن هذا الحل يستغرق سنوات عديدة. واقترح آخرون معالجة هذه الاوراق في مواد للردم والبناء مثل الالواح المصنوعة من الياف او استخدامها في انتاج الميتانول.. لكن كل هذا كان دون جدوى.