السمة الغالبة على «ديترويت 2002».. سقوط الفوارق بين السيارات والشاحنات والمركبات المتعددة الاستخدامات

TT

سقطت هذا الاسبوع في «معرض اميركا الشمالية الدولي للسيارات» الذي تستضيفه مدينة ديترويت، كبرى مدن ولاية ميشيغان الاميركية وعاصمة صناعة السيارات في الولايات المتحدة والعالم، كل خطوط الفصل بين سيارة الركوب العادية والمركبات التخصصية المتنامية الشعبية في الولايات المتحدة. والواقع ان سيارات الركوب ـ او السيارات السياحية، كما تعرف في عدد من الدول العربية ـ التي اعتاد الناس على اعتبارها «الزاد اليومي» عند جمهور مقتني السيارات، تتعرّض حالياً لتراجع مطّرد في حصتها من سوق مركبات النقل البري. وقد زاد الاقبال على اقتناء هذه المركبات، من ناحية، لنجاحها في اجتذاب مختلف نوعيات الاشخاص في عالم يعيش تلوناً متسارعاً في متطلبات نمط الحياة الاجتماعية للفرد والجماعة، ومن ناحية ثانية الانخفاض النسبي البيّن في اسعار الوقود وهو ما شجع مئات الالوف من المقتنين في اميركا الشمالية، بالذات، على التحوّل من سيارات الركوب الى المركبات الرياضية الوعرية المتعددة الاستخدامات وشاحنات البيك آب المعدّلة القمرة وذات الابواب الاربعة. وفي ديترويت، حيث يفتتح معرضها الدولي الكبير أمام الجمهور غداً السبت ويستمر حتى يوم الاثنين 21 يناير (كانون الثاني) الجاري، شهدت مرافق مركز «كوبو» للمعارض والمؤتمرات خلال ايام 6 و7 و8 يناير، كما كان مقرراً، سيلاً من المؤتمرات الصحافية وحفلات إزاحة الستار عن المعروضات الجديدة من سيارات الانتاجية ونماذج مفهومية ما زالت افكاراً جريئة، لكنها تتحسس المزاج العام في السوق تأهباً لترجمتها الى منتجات فعلية. وكالعادة في معرض بحجم معرض ديترويت وأهميته العالمية، عرضت خلال الاحد والاثنين والثلاثاء الفائتة موديلات سيارات ونماذج مفهومية مدهشة، لأول مرة امام عدسات الاعلام العالمي.

* الأميركيون... الكبار

* الصانعون الاميركيون الثلاثة الكبار، جنرال موتورز وفورد وقسم كرايسلر في مجموعة دايملر كرايسلر، اتسمت معروضاتهم بالجرأة والسخاء بالرغم من أجواء الاضطراب والقلق التي تساور مجتمع صناعة السيارات الاميركية، وهو ما ترجم نفسه بالاعلان عن تسريحات عمالية واسعة عند شركتي فورد وجنرال موتورز خلال الأيام الثلاثة الماضية.

جنرال موتورز اختارت بحضور رئيسها ريتشارد واغونر وساعده الايمن بوب لوتز، ان تطلّ على الجمهور بعرض شامل يحمل مسمى «من المفهوم الى الحقيقة المجسّدة». وبالفعل حققت معروضاتها المبتكرة «خبطات» لافتة. وكان اهمها من الناحيتين التقنية والتصميمية المركبة «اوتو نومي» الغريبة الشكل المرنة المفهوم التي يحركها نظام الخلية الوقودية. كذلك لفتت الانظار السيارة المفهومية الرياضية الفاخرة كاديلاك «سيين» الرائعة الشكل والمزودة بمحرك «نورث ستار» جبار من 12 اسطوانة بشكل V، مصنوع من الالومنيوم بالكامل، يولد قوة 750 حصاناً. ومعها شيفروليه «بل آر» المفهومية الرياضية ذات الشكل الحنيني والاسم الحنيني والمحرك التوربو الخماسي الاسطوانات سعة 3.5 ليتر الذي ينتج قوة 315 حصاناً. وعرضت جنرال موتورز لأول مرة الكوبيه الرياضية بونتياك «سولستيس» ذات المحرك المعزز بشحن توربيني سعة 2.2 ليتر الذي يستطيع توليد قوة 220 حصاناً. ومع كل هذه السيارات ظهرت على منصة جنرال موتورز المركبة همر «آتش 2» والشاحنة/السيارة شيفروليه «إس إس آر» اللتان كانتا قبل سنتين فقط نموذجين مفهوميين لكنهما سينتقلان قريباً الى حيّز الانتاج الفعلي. وعلى طريق الانتاج ايضاً بعدما كانت حتى فترة قصيرة نموذجاً مفهومياً الرودستر الفخمة «إكس إل آر» من كاديلاك المخطط لها ان يباشر بانتاجها في العام المقبل.

* فورد

* أما فورد، فقد اجبرت محبي سياراتها وشاحناتها حتى ثالث ايام حفلات ازاحة الستار لعرض الموديل الجديد من «اكسبديشن» مركبتها الرياضية الوعرية المتعددة الاستخدامات الأكبر حجماً من «إكسبلورر» والمرشحة للطرح في الاسواق اعتبارا من الصيف المقبل. وعندما ازيح الستار بالفعل عن الـ«إكسبديشن» الجديدة بحضور جيم اوكونور رئيس قسم فورد، بدا واضحاً الشبه البالغ بينها وبين شقيقتها الأصغر حجماً. الـ«إكسبديشن» الجديدة الاجمل شكلاً بمراحل من سابقتها، تتميز بأعلى مستوى مطلوب لراحة المقتني والركاب، ومن اهم ميزاتها ان صف المقاعد الخلفي قابل للطي كلياً.. وآلي الى مستوى ارضية المركبة تقريباً من دون الحاجة لحمله خارجاً بغية ترك حيّز اكبر للشحن. ايضاً عالج مهندسو فورد ومصمموها في المركبة الجديدة ـ نظام التعليق الذي كان بعض مالكي «إكسبديشن» في الماضي يشكون منه. والظاهر ان فورد ـ التي حققت نجاحاً عظيماً في تحسين، بل تثوير نظام تعليق الموديل «إكسبلورر» الجديدة مرّرت خبرتها الى «إكسبديشن» مما يعد محبي هذه المركبات بامتلاك مريح وممتع. يضاف الى ذلك ان صلابة القاعدة الهيكلية (الشاشيه) في الموديل الجديد اعلى منها في الموديل القديم بـ70 في المائة، كما ان جسم الموديل ككل اصلب من جسم الموديل القديم بـ42 في المائة.

من جهة ثانية، اذا كانت فورد قد تركت ازاحة الستار عن «إكسبديشن» لليوم الثالث (8 يناير) فإنها في اليوم الأول حيت جمهورها بشخص رئيس مجلس ادارتها ورئيسها التنفيذي الجديد بيل فورد في حفل خاص خصص لعرض نموذج مفهومي رياضي جديد هو فورد «جي تي 40» الذي يعيد الى الاذهان هذا الاسم الشهير من الماضي في سباقات لومان للتحمل. والـ«جي تي 40» المعروضة جهزت بمحرك ثماني الاسطوانات وشحن معزّز وتبريد داخلي سعته 5.4 ليتر مع 32 صماماً بمقدورها توليد قوة 500 حصان وعزم دوران يزيد عن 500 رطل/قدم.

* مفاجأة كرايسلر اسمها... «باسيفيكا»

* كرايسلر، كعادتها اطلت بتشكيلة واسعة من السيارات الانتاجية والنماذج المفهومية، وخاصة من قسم دودج، الا ان «الهدية» الاجمل كانت الـ«باسيفيكا» التي يصعب إطلاق وصف جامد عليها مع ان كرايسلر وصفتها بـ«سبور تورر» اي مركبة سياحية رياضية. فهي سيارة وستايشن وناقلة ومركبة متعددة الاستخدامات في آن معاً.

وقد ابدع مصممو كرايسلر في إخراج هذه المركبة التي قدمها الى الحضور الدكتور ديتر زيتشه، رئيس كرايسلر شخصياً. ومما تتميز به «باسيفيكا» اتساعها لستة اشخاص بالغين على ثلاثة صفوف من المقاعد، وسيرها بدفع امامي او رباعي، وحصولها على محرك سداسي الاسطوانات بشكل V سعة 3.5 ليتر. وقد وعد زيتشه الحضور الا يختلف النموذج الانتاجي الفعلي من «باسيفيكا» عن مفهومها الحالي كثيراً، وان يباشر بإنتاجها تجارياً إما في العام المقبل او عام 2004 على ابعد تقدير.

* الصانعون اليابانيون

* الصانعون اليابانيون تميزوا بحضور قوي في ديترويت، ولا عجب في هذا، فالسوق الاميركية حيوية جداً للصانعين اليابانيين، وقد تقدمت الجميع تويوتا بعرضها عدة سيارات ومركبات ومفاهيم، اهمها المركبة ليكزس «جي إكس 470» (تقع من حيث السعر والفخامة بين «إل إكس 470» و«آر إكس 300») التي تطمح تويوتا عبرها الى استعادة زمام المبادرة اميركياً في وجه المنافستين المحلية والاميركية، والموديل الجديد من تويوتا «كورولا»، والناقلة شبه الصغيرة والجذابة «تويوتا ماتريكس» ـ التي تتقاسم مع «كورولا» القاعدة الهيكلية، ومع السيارة ـ الناقلة بونتياك «فايب» الجسم والقاعدة الهيكلية والمحرك.

هوندا كانت مناسبتها الابرز إزاحة الستار عن المركبة الجديدة تماماً «بايلوت» بمحرّك «في تك» سداسي الاسطوانات مصنوع من الالومنيوم. اما نيسان فعرضت امام انبهار الحضور «اينفينيتي إف إكس 90» والسيارة الرياضية الرائعة «350 زد»، مستعيدة معها أمجاد عائلة الـ«زد» المتفوقة الاداء والواسعة الشعبية، والنموذج المفهومي للناقلة المستقبلية «كويست». وبين الصانعين الآخرين لقيت المركبة ـ الناقلة الصغيرة «آيريو إس إكي» من سوزوكي اهتماماً طيباً. ومثلها حظيت معروضات مازدا وميتسوبيشي، بالذات، وخاصة الرياضية منها كمازدا «آر إكس 8» وميتسوبيشي «إس يو بي» ـ ذات الشكل الغري وميتسوبيشي «سبايس لانسر» باعجاب خاص. وفي حين طمأنت ايسوزو الجمهور الاميركي عبر نماذجها المفهومية «إكس إس إف» و«إكس إس آر» و«إكس إس تي» الى رغبتها في العودة الى الواجهة بعد سبات طال بعض الشيء وانعكس على ادائها السوقي، أكّدت سوبارو، عبر عرض نموذجين مفهوميين يجمعان فكرة السيارة والمركبة الوعرية، ثبات اقدامها في قطاع الوعريات بامتياز.

* من أوروبا

* اوروبياً كانت هناك جمهرة من المعروضات. فعمالقة الصناعة الالمانية عرضوا امثلة ناطقة لتفوقهم التقني، فكانت هناك آودي «آفانتيسيمو» المدهشة الفخمة، والمرسيدس «فيجن جي إس تي» ذات الهوية التعددية بين السيارة والمركبة المتعددة الاستخدامات والناقلة العائلية. وفي حين احتفت فولكسفاغن بعرض مركبتها الوعرية المثيرة «ماجلان»... ومعها تحفة قسم لامبورغيني (التابع لآودي التابعة بدورها لفولكسفاغن) «مورسييلاغو» الجديدة، عادت ماركة ماسيراتي (التابعة لفيات) بقوة الى السوق الاميركية عبر المعرض ممثلة بطراز «سبايدر».

السويديون من جانبهم، عرضوا النموذج المفهومي «3 ـ 9 إكس» المرشح للانتاج من ساب (التابعة لجنرال موتورز)، والمركبة الرياضية الوعرية الفاخرة فولفو «إكس سي 90» البديعة، التي سبق ان اشارت اليها «الشرق الأوسط» اخيراً ونشرت صورها الصحافية الأولى، ومعلوم ان فولفو اليوم جزء من مجموعة فورد.

وطبعاً لم يقتصر الحضور الاوروبي على الالمان والسويديين والطليان.. بل جاءت تحف مبهرة من مصانع بريطانيا ..اللافت منها: بنتلي «آرناج تي» الجديدة المزودة بأقوى محرك في تاريخ بنتلي (التابعة لفولكسفاغن)، وهو محرك ثماني الاسطوانات سعته 6.75 ليتر يولد قوة 450 حصاناً... معه تستحق البنتلي الجديدة لقب سيارة الصالون الاسرع في العالم. ثم من لاندروفر (التابعة لفورد) الموديل الجديد من «رانج روفر» ومن «ميني» (تملكها بي إم دبليو حاليا) موديلا «كوبر» و«كوبر إس».