«الاتصالات السعودية» توقع عقدا بقيمة 28 مليون دولار مع «ماركوني» البريطانية

«موديز» و«ستاندرد آند بوورز» تخفضان تصنيف الشركة البريطانية التي تفاوض البنوك لتمديد قرض بقيمة 3 مليارات دولار

TT

فيما خيمت اجواء من التشاؤم على الاجتماع الذي عقد مساء اول من امس بين مجموعة البنوك الدائنة لمجموعة «ماركوني» البريطانية لاجهزة الاتصالات بعد ان خفضت وكالة «ستاندرد أند بوورز» تصنيفها المالي لشركة الاتصالات البريطانية من درجة «بي بي» الى درجة «بي بلاص» مستندة الى ادائها الضعيف خلال الاسبوع الماضي. أعلنت الشركة البريطانية أمس، توقيعها عقدا لاعادة تصميم شبكة الاتصالات وتوفير الخدمات الاستشارية لشركة الاتصالات السعودية وذلك وفقا لبيان اصدرته الشركة وأضافت فيه، ان الاتفاقية التي تقارب قيمتها 30 مليون دولار، سوف تساعد الاتصالات السعودية على زيادة عائداتها تدريجيا بزيادة عدد المشتركين باضافة حوالي مليوني مشترك جديد.

وتعاني ماركوني من ديون طويلة لتحالف من البنوك يقوده «بنك باركليز» وبنك «اتش اس بي سي» بلغ مجموعها 4.5 مليار جنيه استرليني. ودعت وكالة «ستاندرد أند بوورز» مجموعة ماركوني الى اعادة تسوية هذه الديون التي عليها لصالح تلك البنوك لتجنب التعرض الى خفض آخر في التصنيف في الفترة القادمة وذلك في اعقاب خفض مؤسسة «موديز» العالمية للتصنيف المالي تصنيفها لها يوم الجمعة الماضي. وكانت «ماركوني» قد عقدت اجتماعا مهما مساء اول من امس مع البنوك الدائنة في محاولة للتوصل الى الحصول على تمديد قرض بمقدار 2.4 مليار جنيه استرليني (ما يعادل 3 مليارات دولار) الى عام 2005 (يفترض ان يستحق تسديده في نهاية مارس (آذار) 2002 ) مقابل زيادة معدل الفائدة الاقتراضية عليه وبضمانة اصول اخرى لديها تبلغ قيمتها ملياري جنيه استرليني، في حين تقول البنوك انها لا يمكن ان تعطي «ماركوني» ما تسعى اليه من تمديد للقرض ما لم تسدد على الاقل ما مقداره 1.5 مليار جنيه نقدا من القرض القديم والذي كان من المفترض ان يتم تسديده كاملاً في نهاية مارس من هذا العام.

ولكن الشركة ليست في وضع مالي يؤهلها الى تسديد كامل القرض في الوقت الحاضر والذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار ايضا، اذ انها استطاعت توفير ما قيمته 1.5 مليار جنيه من خلال تصفية بعض الاصول، كما انها اعادت شراء سندات بقيمة 110 ملايين جنيه لتوفير مائتي مليون جنيه مستقبلا، فيما تزداد مخاوف حملة اسهم مجموعة ماركوني من احتمال ان يفرض الدائنون شروطا اكثر قسوة على اصولها في محاولة للحصول على دعم تلك البنوك. وكانت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» اللندنية قد نقلت عن تلك البنوك قولها قبل بدء الاجتماع انها في موقف تحاول فيه ان تعطي متنفسا لمجموعة «ماركوني» لحل ازمتها المالية، لكن مصدرا قريبا من الاجتماع أكد بعد ذلك انه لم يتم التوصل بعد الى اتفاق.

ويتحتم على البنكين القائدين للتحالف البنكي للدائنين المكون من 31 بنكا ان يوافق على صيغة اعادة جدولة الديون وطريقة الدفع ونسبة الفائدة للديون التي بعاتق شركة ماركوني ويعرضها على باقي التحالف لكي تتم الموافقة النهائية. وتوقع مراقبون ان تتم الموافقة على صفقة تمديد القرض ولكن لا يعرف بعد ماذا سيتحتم على ماركوني ان تدفعه لقاء ذلك الى ذلك، قالت شركة ماركوني في بيان امس ان شركة MSI، وهي إحدى الشركات المملوكة لماركوني ستعمل للمساعدة في توسيع الشبكة الخاصة بشركة الاتصالات السعودية، علما بأن عدد المشتركين بالشبكة قد تزايد بمعدل 32.6% عام .2000 وتتوقع الشركة السعودية للاتصالات أنه بمجرد استكمال عملية إعادة تصميم والتوسع في شبكتها ستتمكن من توفير خدماتها لما يزيد على 4.5 مليون مشترك، كما أن شبكتها الجديدة ستكون قادرة على توفير خدماتها واستيعاب نحو 5.6 مليون مشترك.

وقد اختارت الشركة السعودية للاتصالات التعاقد مع MSI وفقا للبيان، لنجاح تجربتها السابقة مع نفس الشركة من خلال اتفاقية سابقة للتوسع في الشبكة وقد قامت شركة ماركوني بوضع أسس عالية المستوى للعمليات والإجراءات الهندسية، لتمكين الشركة السعودية للاتصالات من تنفيذ خطط التوسع في شبكتها.

وأوضحت الشركة السعودية للاتصالات إن الخدمات الاستشارية التى توفرها شركة ماركوني هي عنصر هام في نجاح عمليات التوسع، وفي إدارة وكفاءة عمل شبكتنا. كما ان خبرتنا في التعامل مع ماركوني MSI كانت متميزة مما ساعدنا على تنفيذ خطط التوسع في شبكتنا بكفاءة وطبقا للجدول الزمني المحدد. وبالاضافة الى نجاحها في عملية التوسع الأولية، فقد كونت شركة ماركوني شراكة خاصة مع قطاع GSM بالشركة السعودية للاتصالات.