أسهم النفط والأدوية ترفع من معنويات السوق بعد سلسلة تراجعات للبنوك

الين يدفع ثمن حرب تصريحات العملة ويهبط لأدنى مستوى في 3 سنوات أمام الدولار

TT

كان لصعود اسهم شركات الادوية والنفط اثر طيب على الاسواق بالرغم من الأثر السلبي الذي خلفته البنوك في تراجعها. ومع انتظار الاسواق لنتائج ارباح بعض الشركات تباينت اسعار الاسهم البريطانية البارزة امس مترافقة مع قلق المستثمرين قبيل موجة اعلان نتائج اعمال الشركات ومع خسائر الاسهم في آسيا وعودة «وول ستريت» للعمل بعد عطلة عامة. وارتفع مؤشر «فايننشال تايمز» مع صعود اسهم شركات الادوية والنفط مما عوض تراجع اسهم البنوك.

وأضاف قطاع الادوية 14 نقطة لمؤشر البورصة الرئيسي مع صعود سهم غلاسكو سميث كلاين 2.4 في المائة الى 1749 بنسا وزيادة استرا زينيكا 1.4 في المائة.

وكانت شركات النفط ثاني أقوى قطاع وأضافت نحو 12 نقطة الى المؤشر مع صعود أسعار النفط الخام بعد أن قالت ايران انها غير راضية عن أسعار النفط الحالية وترغب في بحث مسألة التخفيضات الانتاجية في اجتماع «أوبك» في مارس (آذار) المقبل.

وقفز سهم شركة «سي.جي.ان.يو» اكبر شركة تأمين بريطانية 5.2 في المائة الى 879.5 بنس مع ترحيب المستثمرين باعلانها ارتفاعا بنسبة 12 في المائة في مبيعات بوليصات التأمين على الحياة والمعاشات على مستوى العالم في 2001 مدعومة باداء قوي في بريطانيا.

وزاد سهم فودافون للاتصالات 1.1 في المائة ليصل الى 165 بنسا مع تجاهل المتعاملين لبيان افاد ان عدد مستخدمي الشبكة نما بالنسبة المتوقعة في الربع الاخير من العام.

واغلقت الاسهم اليابانية على انخفاض حاد امس بعد خسائر قطاع التكنولوجيا في التعاملات الاوروبية التي احبطت المستثمرين ودفعتهم لبيع اسهم التكنولوجيا اليابانية مثل سهم «ان.إي.سي».

وشهدت اسهم البنوك ضغوطا كذلك مع قلق المستثمرين ازاء خطة انقاذ لمتاجر دايي شملت اعفاءات من الديون واثارت مخاوف من اتباع نفس النهج مع مؤسسات اخرى تئن تحت وطأة الديون.

واغلق مؤشر نيكاي على انخفاض 229.27 نقطة اي بنسبة 2.23 في المائة، مسجلا 10050.98 نقطة. وهذا هو ادنى مستوى اغلاق للمؤشر منذ 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما اغلق على 10030.56 نقطة.

وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 20.70 نقطة اي بنسبة 2.06 في المائة، مسجلا 985.13 نقطة.

وهبط سهم «ان.إي.سي» لصناعة الرقائق واجهزة التليفون المحمول بنسبة 2.2 في المائة الى 1200 ين وانخفض سهم «يو.اف.جيه هولدينغز» القابضة احدى اكبر اربعة بنوك يابانية والتي تقرض متاجر دايي مبالغ كبيرة بنسبة 3.18 في المائة الى 274 الف ين.

اما سهم دايي فارتفع 20.87 في المائة الى 139 ينا منتعشا بعد هبوطه بنسبة 30 في المائة اول امس. وهبط السهم بعد ان اعلنت دايي الاسبوع الماضي انها ستقترح خفض رأسمالها بنسبة خمسين في المائة من اسهمها العادية خلال اجتماع للمساهمين يعقد في وقت لاحق هذا العام في خطوة اثارت دهشة المستثمرين.

وفي اسعار العملات تراجع الين الى ادنى مستوياته منذ ثلاث سنوات امام الدولار امس بعد ان اعتبرت السوق ان إحجام وزير الخزانة الامريكي بول اونيل عن مناقشة مسألة ضعف الين يعطي الضوء الاخضر لبيع العملة اليابانية.

وابلغ اونيل الذي يزور اليابان حاليا الصحافيين انه ما زال يؤيد سياسة الدولار القوي، مضيفا «من ناحيتي اخترت ألا ادخل بشكل مباشر في هذا الموضوع، لكنني ادليت بملاحظة سأوضحها بدرجة اكبر لاحقا، وهي ان تعديل اسعار الصرف لا يمكن ان يسوي جبلا من القروض المتعثرة او يحسن معدلات الانتاجية الاساسية». وانخفض الين الى مستوى قياسي جديد بلغ 134.40 ين للدولار في اعقاب هذه التصريحات.

وقالت فرانشيسكا فورناساري الاقتصادية في ليمان براذرز «النقطة الاساسية هي ان الولايات المتحدة لا تعبأ في ما يبدو بضعف الين. وتصريحات اونيل لم تغير هذا الاعتقاد». وارتفع الدولار بأكثر من واحد في المائة خلال تداولات امس.

وزاد اليورو كذلك بأكثر من واحد في المائة امام العملة اليابانية الى 118.48 ين لكنه لم يشهد تغيرا كبيرا امام الدولار وسجل 0.8831 دولار.

وبدأ نزول الين اليوم بعد تصريح لأونيل نقله وزير المالية الياباني ماساغورو شيوكاوا قال فيه ان اسعار الصرف «امر تحدده قوى السوق». وفسرت السوق هذا التصريح باعتباره تأييدا لضعف الين مما دفع لمزيد من الانخفاض.

وحاول شيوكاوا ان ينأى بوزارته عن هبوط الين، معلنا ان اليابان لا تدفع العملة الوطنية للهبوط بشكل غير طبيعي ولا تعتزم القيام بذلك.

لكن مثل هذه التصريحات لا تقنع المتعاملين والمحللين الذين يتذكرون جليا ان البنك المركزي الياباني انفق 30 مليار دولار في سبتمبر (ايلول) لوقف ارتفاع الين.

وعلى اي حال كانت لدى المتعاملين اسباب اخرى لبيع الين. فقد خفضت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني اول من امس تصنيفها لعشرة بنوك يابانية كبرى، مما اثار القلق من ازمة مالية مع انتهاء العام المالي في مارس (اذار) المقبل.

كما ترددت شائعات بأن عددا من البنوك المركزية الاجنبية منها البنك المركزي الاوروبي وبنك سويسرا الوطني تبيع سندات حكومية يابانية وتحول عائداتها. وتزامن ذلك مع احاديث عن ان اجانب يدفعون الاسهم اليابانية للهبوط، مما دفع مؤشر نيكاي للتراجع بنسبة 2.2 في المائة أمس.

وارتفع اليورو قليلا امام الاسترليني بعد ان قال مسؤول من بنك انجلترا المركزي ان الجنيه مقوم بأعلى من قيمته الحقيقية امام اليورو ويحتاج للانخفاض اذا ارادت بريطانيا الانضمام للعملة الموحدة.

وهبط سعر الجنيه الاسترليني مقابل الدولار واليورو أمس بعد ان قال مسؤول بارز من بنك انجلترا المركزي انه اعلى من قيمته الفعلية بالمقارنة بالعملة الموحدة.

وقال جون تاونند، مدير ادارة اوروبا بالبنك المركزي، ان الاسترليني «اعلى بوضوح من قيمته الفعلية» امام اليورو وينبغي تراجعه اذا ارادت بريطانيا الانضمام للعملة الموحدة.