«بريتش بتروليوم» تواجه عقبات لتنفيذ عقودها مع أذربيجان للتنقيب في بحر قزوين

TT

دخلت شركة بريتش بتروليوم «بي. بي» في مباحثات مع الحكومات المرتبطة بمشروع تنقيبها في منطقة بحر قزوين لمواجهة العقبات القانونية والسياسية والتهديدات العسكرية التي تواجه هذه الشركة التي وقعت في ورطة بين الزامها بتنفيذ عقودها التنقيبية في هذه المنطقة من قبل الحكومة الاذربيجانية من جانب، وبين الحكومة الايرانية التي ترفض عمليات «بي. بي» الاستكشافية في المناطق المتنازع عليها في البحر والتي حذرت شركات النفط التي تنتهك هذا الحظر بأنها ستخضع للمقاطعة من جانب ايران.

وابلغت مصادر رفيعة المستوى في «بي. بي» ان الضغوط متواصلة من قبل شركة النفط الاذرية «سوكار» لتستمر عمليات التنقيب في المنطقة الحدودية المتنازع عليها في بحر قزوين وبشكل خاص في حقل «الوف» شرق اراز تنفيذاً للعقد المبرم بين الجانبين رغم المخاطر العسكرية والامنية الناتجة عن هذه العمليات بعد ان ارغمت سفينتين تابعتين لشركة «بي. بي» تعمل لحساب اذربيجان على ترك هذا الموقع في بحر قزوين تحت تهديد سفينة حربية ايرانية مما ادى الى حدوث مواجهة بين طائرة تابعة لسلاح الجو الايراني وبارجة حربية اذربيجانية.

واكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» ان بريتش بتروليوم تواجه معضلة محاولة البعض لاستغلالها في النزاع الحدودي بين ايران واذربيجان رغم انها تفضل تعليق عملياتها حتى تجد الدولتان الحل المناسب له، موضحاً ان الشركة لا ترغب في الدخول في منازعات قانونية مع حكومة باكو او الدخول في مواجهة مع حكومة طهران في حين انها فازت بعقود هامة في اذربيجان وتسعى للفوز في عمليات تنقيب واسعة في ايران.

وتحذر القيادة الاذارية باستعمال القوة في تسوية هذا الخلاف مع ايران في شأن تقاسم بحر قزوين حيث تحاول البلدان المشاطئة لقزوين وهي روسيا وايران وكازاخستان واذربيجان وتركمانستان منذ عشرة اعوام التوافق على تقاسم موارد المنطقة من دون التوصل حتى الآن الى نتيجة، لتؤكد ايران بانها سترد بشدة على قيام الشركات النفطية بانشطة في منطقة الـ 20 في المائة من المياه الاقليمية الايرانية من بحر قزوين بدون ترخيص من طهران التي تعتبر ذلك خرقاً لمعاهدتي عام 1921 وعام 1940 المبرمتين بين ايران والاتحاد السوفيتي، وانها لن تعترف بعقود الاستثمار النفطي والاتفاقيات الثنائية في البحر بما فيها اتفاقية باكو بشركة «بي. بي».

وتطالب ايران بتحديد نظام قانوني لاستثمار ثروات هذا البحر بين الدول الخمس المطلة عليه وبينما ترى طهران ان بحر قزوين ينبغي تقسيمه الى خمس مناطق متساوية، تصر باكو وموسكو على اقتسامه بصورة نسبية وفقا لطول الشواطئ المطلة لكل دولة عليه، وهو ما يقلل من نصيب ايران فيه مما يزيد من زيادة قلق شركات النفط العاملة في المنطقة او الراغبة في الفوز بعقود استثمار فيها من تطور الازمة السياسية الخطيرة بين ايران واذربيجان على خلفية هذا النزاع المتصاعد بشأن حق الاستثمار في حقول النفط والغاز الغنية في بحر قزوين.

وفيما تتشدد ايران بمواقفها بمنع اذربيجان من استغلال المناطق المتنازع عليها في بحر قزوين، تعمل باتجاه آخر على دراسة فتح مناطق انتاج النفط في هذا البحر امام الاستثمار الاجنبي المباشر عن طريق اتفاقيات المشاركة في الانتاج بدلا من عقود سداد الاستثمارات من خلال الانتاج، مما يعني ادخال شركات النفط الاجنبية في اتفاقيات مشاركة في الانتاج وهي طريقة تعتمدها ايران منذ فترة بعيدة، لكن المثير للجدل هو ان طهران تناقض نفسها باعلان وزيرها للنفط زنغنة مؤخراًبان بلاده لا يمكنها الانتظار حتى يتم تعيين الحدود في مياه بحر قزوين حيث قال: «لن ننتظر ترسيم الحدود»، مشيراً الى ان الخطوة التالية هي الاستكشافات الزلزالية ثلاثية الابعاد تليها اعمال الحفر في المياه العميقة حيث توجد معظم الاكتشافات المحتملة، وستقوم شركة النفط الوطنية الايرانية بالعمل المبدئي رغم ان طهران تفضل الحصول على مساعدة من مستثمرين اجانب نظراً لأن هذه العمليات تحتاج الى استثمارات ضخمة.